حركة احتجاجية جديدة عابرة للقناتين الأولى والثانية، والإذاعة الوطنية بصدد الإعلان عن نفسها، والخروج إلى الرأي العام في الأيام القليلة المقبلة. الصحفيون الرياضيون بهذه القنوات، اجتمعوا الأربعاء الماضي ووضعوا أرضية مشتركة، حظيت بإجماع كبير بينهم. الجميع اتفق على كلمة واحدة سواء، أن الوضع لم يعد يحتمل، ولن يلتزموا الصمت منذ اليوم أمام حملة ممنهجة -حسب المجتمعين- تروم القتل مع سبق الإصرار والترصد للرياضة بالأولى والثانية والإذاعة الوطنية لصالح قناة الرياضية. الاجتماع وضع خريطة الطريق لصياغة رسالة قالوا إنها ستكون «شديدة اللهجة» ترفع أولا إلى الرئيس المدير العام، ومدير القطب العمومي فيصل العرايشي، وفي مرحلة ثانية سيفجرون القنبلة على نطاق واسع أمام الرأي العام. الضغط يؤدي إلى نتيجة. قناعة بات الجميع يؤمن بها داخل قنوات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة. إذا أردت أن تحقق مطالبك، يجب أن تختار أقصر الطرق وهو الاحتجاج، ولا تضيع الوقت في أسلوب الحوار والتفاوض، لن يفضي إلى نتائج تذكر. قطاع الرياضة بالإذاعة الوطنية، حاول عبثا ذلك، رفع رسالة إلى الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة فيصل العرايشي، تطلب تدخله كأعلى سلطة لإصلاح الوضع وإنصاف الصحفيين الذين تحولوا إلى مشردين بدون مقر وسحبت من تحت بساطهم كل مكتسباتهم السابقة. ماذا كانت النتيجة؟ لم يكلف نفسه حتى عناء الجواب على رسالتهم. أسلوب الاشتغال من طرف حركة الصحافيين الرياضيين لن يكون عشوائيا، بل سطر المجتمعون نظاما للعمل، قطب رحاه هيئة للتنسيق العام جرى انتقاء صحفيين عن كل قناة لشغل العضوية بها، وتشكلت فرق للعمل للانكباب على ملفات بعينها. على ما يبدو أن طموحات الصحافيين الرياضيين كبيرة، تتخطى حدود تحقيق مطالب آنية وانتزاع مكتسبات وقع السطو عليها، إذ يسعون إلى تأطير حركتهم في إطار منتدى للصحفيين بالإعلام السمعي البصري، تفتح أبوابه في وجه الجميع للالتحاق به، ولم لا يتحول إلى مخاطب رسمي يخاطب الداخل والخارج، وينظم ندوات وملتقيات ودورات تدريبية على أطر دولية. الانصهار في بوتقة واحدة لا يعني محو الخصوصيات القائمة داخل كل قناة. الوضع بالقناة الثانية لا يشبه الوضع داخل قطاع الرياضة بالإذاعة الوطنية ومصلحة الرياضة بالأولى، لكن النقاش بين الصحفيين انتهى إلى تحديد أرضية تتشكل مفاصلها الكبرى، أولا تشخيص الوضع داخل كل قناة على أساس تضمين المشترك بينها في الرسالة المرفوعة إلى العرايشي. ثانيا طرح مشكل ترقي الصحفيين العاملين في قطاع الرياضة بالإذاعة الوطنية وفي مصلحة الرياضة بالأولى. البلوكاج يكاد يكون مصيرهم، يحول دون بلوغهم مراكز المسؤولية. تقف ترقيتهم في نقطة خارج السلم، ولم يسبق لأحدهم الوصول إلى درجة رئيس مصلحة أو قطاع أو مدير مثلا، وقد تجد أن صحفيين دخلا في العام نفسه، وينتميان إلى فوج واحد من خريجي المعهد العالي للإعلام، واحد تسلق درجات السلم حتى بلغ رئيس مصلحة أو قطاع في إطار مديرية البرامج أو الإنتاج، لكن صحفي الرياضة يبقى محرما عليه الاقتراب من دائرة المسؤولية. ثالثا، اتفق الحاضرون على عدم قبول تعرضهم للإهانة من طرف أي مسؤول، وسجلوا أن عهد فيصل العرايشي لم ينجب لو صحفيا نجما واحدا، وكل مايروج من أسماء حالية وسابقة نقشت نفسها بنفسها منذ عهود خلت. هل ضغط الصحافيين الرياضيين سيدفع العرايشي إلى فتح النقاش معهم كما فعل مع نقابة مهنيي الرياضية والتنسيقية الثلاثية؟