أيها السادة والسيدات، رفقاء مهنة المتاعب السلام عليكم ورحمة اللّه، نجتمع اليوم في إطار نبل مهنة الصحافة والوفاء لمبادئها قصد تكريم هرم من أهرام هذه المهنة، وواحد من واضعي الأسس النبيلة للتعامل الصحفي، الفقيد الأخ عبد الجبار السحيمي، تغمده الله برحمته. وإن فيدرالية الناشرين التي ولدت من رحم النقابة الوطنية للصحافة المغربية لتضم مديري النشر في أغلب الصحف اليومية والدورية، لتذكر أن الأخ عبد الجبار السحيمي، ومن خلال الفترات الحرجة التي عانت منها الصحافة المغربية، سنوات طوال، كان نموذج الصحفي المثالي الذي لم يكتب يوما سطرا واحدا بخط اليد يخرج به عن قاعدة أخلاق المهنة، التي كان المرحوم عبد الجبار السحيمي قطبا من أقطابها. المرحوم عبد الجبار، حقق المعجزة الصحفية بكتاباته التي لم تتأثر بالانتماء الحزبي لصحيفته، وترك جريدة العلم، كما كتب المرحوم محمد التازي وهو رمز من رموز هذه الجريدة، فكتب عنها: العلم مرآة بلورية صافية، لا تعكس إلا الصورة، فهي لا تستطيع أن تضخم أقزاما ولا أن تقزم عمالقة. رحم اللَّه محمد التازي، ورحم الله عبد الجبار السحيمي، وبارك الله في حملة مشعل الصحافة المغربية وهي تخرج من نفق المتاعب، إلى فضاء الممارسة الصحفية، الحزبية أو المستقلة. لا يهم، فقد قال المرحوم عبد الجبار السحيمي في إحدى ندوات مجلة نوافذ: إن الصحافة المستقلة بمعنى أنها ليست صحافة أحزاب، غير أن ذلك لا يمنع هذه الصحافة أن تكون متحزبة وأن يكون لها موقف يخضع أحيانا لوجهات نظر الصحيفة المستقلة لمدى قربها أو بعدها فكريا أو عاطفيا من هذا الحزب أو ذاك.. إن فيدرالية الناشرين، وهي تشارك أسرة جريدة العلم، وكل الصحافيين المغاربة في تأبين المرحوم الأستاذ عبد الجبار السحيمي، لتتوق إلى أن تجعل من أفكار الفقيد، مدادا تشحن به أقلام الصحفيين والكتاب الراغبين في دعم المسيرة المغربية بكيان صحفي، خليق، بالمسيرة المغربية التي كان الفقيد عبد الجبار السحيمي أحد رموزها.