قبل سنوات لم تكن للهواتف الصينية سمعة طيبة في السوق المغربية، فقد كانت الهواتف القادمة من الصين مرتبطة بالتقليد وضعف الجودة، لكن التغييرات التي قادتها شركات كهواوي وشياومي وأوبو … غيرت صورة الهواتف الصينية في ذهن الكثيرين، وما تزال تجتهد لتغيير سلوك المستهلكين اتجاه الصناعة الصينية. فالبداية كانت في المغرب مع المجموعة الصينية هواوي، حيث رفعت التحدي وأطلقت هواتف بجودة لا بأس بها بأسعار تنافسية، حيث طرحت هواتف ذكية ك”اسيند y511” وy600.
وحسب ما يؤكده مسؤولو المجموعة الصينية في المغرب، فهذه الأخيرة تتسيد سوق الهواتف الذكية منخفضة الجودة بالمغرب، حيث تحتل المرتبة الأولى في عدد المبيعات في ما يتعلق بالسوق الرسمية (الوكالات وشركات الاتصالات…).
وشيئا فشيئا رفعت هواوي من تواجدها بالمغرب فيما يتعلق بالهواتف الذكية، حيث أطلقت أجهزة بمواصفات متقدمة كهواوي مايت 7mate وبي 8 وبي 7، وتجتهد المجموعة لتحتل مراكز متقدمة في هذا النوع من الهواتف.
وبعد هواوي، دخلت المجموعة الصينية أوبو oppo السوق المغربية أخيرا، حيث تراهن على رسم صورة جديدة للمنتجات الصينية، وطرحت هواتف ذكية متقدمة تقارن بأغلب العلامات العالمية كN3، وتستعد لطرح هاتف R7 خلال أسابيع.
واصطدمت أوبو بسلوك مختلف للسوق بالمغرب، حيث تنتشر السوق السوداء وتزدهر تجارة الهواتف في أغلبها، خاصة مدن الدارالبيضاء والرباط.
وترفض المجموعات الصينية لحدود الساعة نهج إستراتيجية المجموعة الكورية الجنوبية سامسونغ، بإغراق السوداء بالهواتف وذلك لرفع المبيعات، وهو ما حقق للكوريين نتائج جيدة خلال السنوات الأخيرة، لكن الصينيين يؤمنون أن إغراق السوق بالهواتف الذكية يعتبر مغامرة، ونتائجها ليست مضمونة دائما وهي آنية فقط.
وتفضل مجموعة هواوي العمل في إطار “الشرعية”، أي بشكل قانوني، وتحقيق نتائج لا بأس بها والنمو بشكل تدريجي عوض المغامرة في السوق السوداء، إذ تضطر الشركة لدعم عدة إصدارات من أجل رفع مبيعاتها وذلك بالأكل من الأرباح.
أما أوبو فسرعان ما غيرت استراتيجيها، حيث دخلت السوق بهواتف مرتفعة الثمن، وشرعت في تركيز إعلاناتها على هذا النوع من الهواتف، لكن طبيعة السوق دفعت المجموعة الصينية للتركيز على الهواتف ذات المواصفات المتوسطة والعادية كميرور 5 ونيو 5 وجوي.
واستفردت سامسونغ لسنوات بالسوق المغربية، بعد خروج سوني Sony وتراجع إل جي واختفاء نوكيا Nokia وتواضع حصة مايكروسوفت لوميا، وغياب منافسة قوية من بعض الشركات المغربية (أكسنت ACCENT يووز YOOZ…)، وكذا عدم اهتمام مجموعات أميركية كآيفون و HTC بالسوق المغربية (أغلبها تسوق في السوق السوداء). لكن بعد دخول الصينيين (هواوي وأوبو) بدأت الخريطة تتغير شيئا فشيئا، خاصة في صنف الهواتف العادية والمتوسطة المواصفات.
وفي الوقت الذي ما تزال شركات هواوي وأوبو تجتهد لتعزيز حضورها بالمغرب وعبره بعدة أسواق بإفريقيا، لا تفكر علامات صينية أخرى ك”شياومي” XIAOMI ووان بلاس oneplus في الانفتاح على أسواق أخرى لأنها تعتمد البيع عبر الإنترنت.
وهكذا تمكنت المجموعات الصينية بالمغرب، في البداية هواوي من فرض اسمها كمرجع للهواتف في السوق المغربية، وتلتها أوبو التي ما تزال في بدايتها بالمغرب، وتراهن على الاستحواذ على حصة محترمة وفرض علامتها كمرجع للهواتف الذكية بالمغرب.