على غير عادتها، خصصت وكالة الأنباء الإيرانية قصاصة تنتقد فيها موقف الجزائر خلال التصويت داخل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يوم الجمعة المنصرم، على قرار صاغته أمريكا يقر بخطة الحكم الذاتي التي قدمتها الرباط سنة 2007 كحل وحيد وواقعي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وأشارت وكالة الأنباء الإيرانبة إلى أن القرار الأممي جاء في سياق دولي بالغ الدقة، وتوقفت عند مواقف الدول دائمة العضوية وغير دائمة العضوية بمجلس الأمن، من القرار، معتبرة أن قرار الجزائر عدم المشاركة في عملية التصويت، يعد "إشارة سياسية واضحة" إلى قبول غير معلن بمغربية الصحراء، أو على الأقل تخل منها عن أسلوب التصعيد الذي دأبت عليه في الملف.
وفي تحليلها لموقف الجزائر داخل جلسة التصويت التي انتهت باعتماد القرار دون معارضته، والموافقة عليه من طرف 11 دولة، مع امتناع كل من روسيا والصين وباكستان عن التصويت، ذكرت الوكالة الإيرانية أن الجزائر إما رضحت لضغوط دبلوماسية من قوى دولية كبرى، وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة، أو تسعى للحصول على مكاسب اقتصادية واستثمارية في ملفات أخرى مقابل تخفيف حدّة موقفها من قضية الصحراء.
وأكدت "إيرنا" أن مجلس الأمن، من خلال هذا القرار، تبنى موقفا داعما للمبادرة المغربية للحكم الذاتي تحت السيادة الوطنية للمملكة، باعتبارها الحل الأكثر واقعية وقابلية للتطبيق على أرض الواقع، في منطقة تبلغ مساحتها نحو 266 ألف كيلومتر مربع، وتزخر بثروات طبيعية مهمة من فوسفات ومصايد بحرية.
ويعكس هذا التطور الأممي في ملف الصحراء المغربية، تؤكد وكالة الأنباء الإيرانية، تقدما دبلوماسيا لصالح المغرب في الدفاع عن وحدته الترابية، ويكرس التحول الملحوظ في مواقف عدد من الفاعلين الدوليين تجاه المقترح المغربي، مقابل تراجع واضح في التأثير الجزائري داخل أروقة الأممالمتحدة.