ديون وادخار الأسر المغربية.. قروض ضمان السكن تتجاوز 32 مليار درهم    منخرطون ينتقدون رئيس نادي الوداد    حادثة سير مروعة تخلف قتيلين على الطريق الوطنية الرابطة بين الحسيمة وتطوان    المندوبية السامية للتخطيط: جهة الشمال تسجل أدنى معدل في البطالة بالمغرب    مؤسسة محمد الخضير الحموتي تفضح مؤامرات النظام الجزائري.. وتؤكد: من يعبث بوحدة المغرب ستحرقه نار الانفصال    من قلب الجزائر.. كبير مستشاري ترامب للشؤون الأفريقية يكرّس الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء ويدعو لمفاوضات على أساس الحكم الذاتي    الانتخابات التشريعية في خطاب العرش: رؤية ملكية لاستكمال البناء الديمقراطي وترسيخ الثقة    منصة تيك توك تزيل أكثر من مليون فيديو لمغاربة خلال 2025    الممثلة الخاصة للأمم المتحدة في ليبيا تشيد بالتزام المغرب وتعرب عن تقديرها العميق للمملكة لتيسير الحوار الليبي-الليبي    النقص الحاد في المياه يفاقم مآسي الجوع والنزوح في قطاع غزة    الانخفاض ينهي تداولات بورصة الدار البيضاء    أولمبيك آسفي يتعاقد رسميا مع الإيفواري "أبو بكر سيلا"    قضية حكيمي تثير جدلًا حقوقيا وقانونيا.. ونشطاء فرنسيون يطالبون بإنصافه    شخصيات فلسطينية تشيد بالمبادرة الإنسانية التي أطلقها الملك محمد السادس    رابطة الكتبيين بالمغرب تحذر من أساليب تجارية «مضلّلة» وتدعو لحوار وطني حول مستقبل الكتاب المدرسي    قارب "فانتوم" ينفذ ثالث عملية تهريب مهاجرين بين شمال المغرب وإسبانيا خلال أسابيع    توقيف مروجين للمخدرات والقرقوبي بأكادير    اختتام الدورة الثالثة لمهرجان "ولاد المدينة" بالعرائش    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    موجة حرّ قياسية تصل إلى 47 درجة وأمطار رعدية مرتقبة بعدد من مناطق المملكة هذا الأسبوع    كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين 2024.. المغرب مرشح قوي تترقبه أعين كل المنافسين على اللقب    بنكيران يدخل على خط مهاجمة الريسوني للتوفيق ويعتبر أنه من غير "اللائق أن ينعت وزارة الأوقاف بتشويه الإسلام"    "فدرالية ناشري الصحف" تدعو الحكومة لمراجعة موقفها من قانون مجلس الصحافة    رد واضح لا غبار عليه من مستشار ترامب مسعد بولوس خاصة أنه موجّه لوسيلة إعلام جزائرية: الصحراء مغربية والحل أساسه الوحيد مبادرة المغرب للحكم الذاتي        كوندوري تلتقي بوفد من المستشارين    المنتخب المغربي للاعبين المحليين يفتتح «الشان» بالفوز على أنغولا    الدار البيضاء تستضيف الدورة الأولى من مهرجان "عيطة دْ بلادي"    باحث يناقش رسالة ماستر حول الحكامة المائية في ضوء التجارب الدولية بكلية الحقوق بالدار البيضاء    بجلد السمك.. طفل يُولد في حالة غريبة من نوعها    غامبيا تبحث تعزيز التعاون القضائي مع المغرب    حملة "التعمير والإسكان" تخدم الجالية    إسبانيا تنفي إنزال علمها من جزيرتي الحسيمة    انخفاض أسعار النفط بعد اتفاق "أوبك+" على زيادة الإنتاج    دعوات لاحتجاجات أمام ميناء الدار البيضاء رفضا لاستقبال "سفن الإبادة"    ضربات إسرائيلية تخلف قتلى في غزة    "الجايمة"..أشهر مطعم مغربي في ألميريا يُغلق أبوابه نهائيًا    من الزاويت إلى الطائف .. مسار علمي فريد للفقيه الراحل لحسن وكاك    فنادق أوروبا تلاحق "بوكينغ" قضائياً    الأطعمة الحارة قد تسبب خفقان القلب المفاجئ    مقاومة الأداء الإلكتروني بالمغرب تعرقل جهود الدولة نحو الشمول المالي    إنتر ميامي يعلن غياب ميسي لأجل غير مسمى    لا أنُوء بغزّة ومِنْهَا النُّشُوء    ارتفاع في أعداد المهاجرين غير النظاميين الوافدين إلى سبتة ومليلية المحتلتين خلال 2025    الدخول المكثف للجالية يدفع الدرهم المغربي للارتفاع أمام الأورو    ترتيب شباك التذاكر في سينما أميركا الشمالية    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الاثنين        بطولة انجلترا: تشلسي يتعاقد مع الظهير الأيسر الهولندي هاتو    فرنسا ترحل طالبة فلسطينية إلى قطر بعد اتهامها بكتابة منشورات "معادية للسامية"    وفاة الممثلة الأميركية لوني أندرسون عن عمر ناهز 79 عاما    دراسة كندية: لا علاقة مباشرة بين الغلوتين وأعراض القولون العصبي    دراسة: الانضباط المالي اليومي مفتاح لتعزيز الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية    بنكيران يدعو شبيبة حزبه إلى الإكثار من "الذكر والدعاء" خلال عامين استعدادا للاستحقاقات المقبلة    حبس وغرامات ثقيلة تنتظر من يطعم الحيوانات الضالة أو يقتلها.. حكومة أخنوش تُحيل قانونًا مثيرًا على البرلمان    "العدل والإحسان" تناشد "علماء المغرب" لمغادرة مقاعد الصمت وتوضيح موقفهم مما يجري في غزة ومن التطبيع مع الصهاينة    التوفيق: كلفة الحج مرتبطة بالخدمات    في ذكرى عيد العرش: الصحراء المغربية وثلاثة ملوك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار مع الحبيب الشرقاوي .. عبد الرحمان اليوسفي يرد على الحسن الثاني


- ماذا عن انتخابات سنة1960؟
- أجريت انتخابات بلدية وقروية قبل إقالة حكومة عبد الله ابراهيم، وللحقيقة فقد كانت انتخابات نزيهة وحصل الإتحاد الوطني على رئاسة مجالس الكثير منها، والشأن نفسه بالنسبة للغرف المهنية، حيت فاز برئاسة غرفة الدار البيضاء الأخ محمد منصور، شفاه الله ، وفاز السليماني بالرئاسة في الرباط الخ..
- كيف عشت تلك اللحظة؟
- سأروي لك قصة، ذلك أن أحد الفضوليين ذهب عند والدي وقال له :إن ابنك يرقص فرحا بمقرالاتحاد.حقيقة كنت بالمقر ولم أكن أرقص، لكن فرح الاتحاديين كان قويا وكبيرا.
- حين تمت إقالة حكومة عبد الله ابراهيم هل أعطي تفسير أو أسباب لذلك؟
- قيل إن الحكومة كانت جد مقربة من الملك محمد الخامس وأن ولي العهد لم يكن مرتاحا لذلك التقارب فقط، بل كان يعد العدة للإطاحة بتلك الحكومة.
- بعدما طردت من الوظيفة، بلا شك وقع انقلاب في حياتك، هل تفرغت كليا للعمل الحزبي وكيف التحقت بإدارة الحزب؟
- سبق وأن ذكرت، طردت وبقيت شهورا بدون عمل، والشهيد المهدي بن بركة هو الذي اقترح علي العمل بإدارة الحزب. لكن قبل ذلك، ذهبت مع بعض الإخوة المطرودين للبحث عن عمل بالدار البيضاء ووجدناه ، فعملنا بمدرسة لحلو والتي كان يديرها عبد القادر الصحراوي رحمه الله،وعينت بادارة المدرسة ،وكان من بين العاملين أساتذة شملهم الطرد أيضا. بعد ثلاثة أشهر من العمل لم نتوصل بأجورنا، خضنا إضرابا آخر وطردنا مرة ثانية.
في هذا الصدد ، من واجبي أن أنوه بالدور التي لعبته زوجتي ، لآلة مليكة ، التي لم تكتف بمشاركتي محن الطرد ومخلفاته المادية والنفسية فقط ، بل كان لقدرتها الكبيرة على الصبر والثبات الأثر الكبير على نفسي، مكنتنا من تجاوز الكثير من العقبات ومن تكسير العديد من عوامل الإحباط ، ومكنتنا أخيرا من تجاوز تلك المرحلة الصعبة وظروفها بأقل الخسائر.
- هل بدأ الخلاف داخل الإتحاد الوطني سنة 1961؟
- صحيح، وتأجج بعد ذلك.
- وماذا عن حكاية اغتيال ولي العهد ؟
- كان ذلك سنة 1960 .وأتذكر أن الأخ محمد منصور، شفاه الله، كان متوجها من البيضاء إلى الرباط ، فإذا بأربع سيارات تحاصره من كل جانب ، وتم نقله مباشرة إلى مكتب محمد لغزاوي مدير الأمن الوطني ،وبمجرد أن لمح الأخ منصور فاجأه قائلا : ما هذا السي محمد؟ تريدون قتل ولي العهد؟
ضحك الأخ منصور ردا على ما سمعه.
والحقيقة أن الحكاية افتعلت و مؤامرة محبوكة من طرف النظام. وكانت مناسبة أخرى لتصفية أربع مقاومين كبار منهم المقاوم الزناكي، حمو الفاخري...، الذين اعدموا ليلة صدور العفو العام في حق محمد البصري،عمر بنجلون ومومن الديوري وباقي المعتقلين.
- ما وقع سنة 1963 أكان مؤامرة أخرى على الإتحاد الوطني ؟
- أنا أرفض رفضا باتا مقولة المؤامرة المزعومة سنة 63 ولأقول، بل نعم كانت هناك أسلحة وخطط للمؤامرة.. لكن لم يكتب لها النجاح.
- يقول حميد برادة أن الفقيه محمد البصري كان يعد لعمل مسلح دون علم من المهدي بن بركة؟
- حميد برادة قال كذلك أن الفقيه البصري كلفه باغتيال الحسن الثاني كأنه كان ينام بجانبه
- وعن الفاتورة التي أداها الاتحاديون جراء هذه المحاولة؟
- لقد أدى الحزب ثمنا مرتفعا. تم اعتقال عدد كبير، وأعدم الكثير وتشردت عائلات عديدة..
في هذا الصدد،ما يؤلمني كثيرا، أن بعض الإخوة سامحهم الله كانوا بجانب الفقيه البصري، عاشوا وشاركوا في تلك الأحداث وبعد ذلك انتقدوه، وهو شيء محزن حقا.
بالمقابل أتذكر أن الوحيد الذي قام فيما بعد ، بنقد ذاتي حول تلك الأحداث وأمام أعضاء المكتب السياسي هو الأخ محمد الحبيب الفرقاني رحمه الله ، وصرح أنه في تلك الفترة بدا لنا أنه الطريق الوحيد الذي يمكن السير فيه وسرنا فيه. لكن تبين لنا فيما بعد أننا كنا على خطأ.
- تتذكر بلا شك موقف الحزب من دستور1962؟
- قاطعناه كحزب.
- وماذا عن التعبئة لذلك؟
- كانت التعبئة شاملة وكبيرة.
- قبل اتخاذ قرار مقاطعة الدستور، هل سبقته اقتراحات أو اقتراح بدائل أخرى؟
- في الحقيقة اجتمعت القيادة وصاغت القرار الذي يجب اتخاذه ثم عرضته على القواعد الحزبية التي استجابت لهذا القرار. فكانت تلك التجمعات كبيرة وحاشدة أيام الحملة، وأتذكر الأجواء التي مر بها ذلك التجمع بالرباط والذي ترأسه عبد الله إبراهيم الذي كتب افتتاحية بالجريدة ما زالت صالحة لحد الساعة والتي اختار لها كعنوان: المغرب خارج القانون.
- سنعود بك قليلا إلى الوراء . كان محمد الخامس يحظى بتقدير واحترام خاص من لدن المغاربة لمواقفه ، كيف عشت الأجواء المصاحبة لخبر وفاة الملك يوم 26 فبراير1961؟
- لا أخفيك أن كل المغاربة تأثروا لموت محمد الخامس وبدون استثناء، لا سيما وأن موته جاء مباغتا وظروف موته كانت غريبة ، ذلك أن العملية التي أجريت له كانت بسيطة .
- أصبح ولي العهد ملكا بعد وفاة والده. وفي 13 مارس1961 قدم وفد اتحادي برئاسة عبد الرحمان اليوسفي، مذكرة للملك الجديد. الملاحظ أنها تحمل توقيع عبد الرحمان اليوسفي.
المذكرة وقعها الأخ عبد الرحمان اليوسفي بلا شك نظرا لغياب القادة الآخرين. وهنا أذكر قصة لا يعرفها إلا قلة من الناس.صادف يوم وفاة محمد الخامس أن كان المهدي بن بركة وعبد الرحيم بوعبيد والمهدي العلوي بفرنسا، وبينما هم يتحدثون عن الأوضاع في المغرب على متن سيارة يقودها الأخ المهدي العلوي، قال لهما عبد الرحيم: المصيبة هي أن يموت محمد الخامس. بعد ساعات كان نص البلاغ الذي ينعي فيه موت الملك بين أيديهم.
- ما رد القصر على مذكرة الاتحاد الوطني؟
- لا شيء.
- سنة بعد رفع المذكرة الاتحادية، صرح الملك لراديو بلجيكا أن لا شيء لدى المعارضة قوله لي. جواب عبد الرحمان اليوسفي جاء في جريدة التحرير تحت عنوان بارز: هذا ما قلناه للحسن الثاني وها هي مقترحات المعارضة. ثم أعاد نشر المذكرة من جديد. إذن كان تجاهل مطلق لمذكرة الاتحاديين؟
- بالفعل لأنه في تلك السنة كان الحسن الثاني قد مسك بكل مقاليد الحكم ووضعها بين يديه بدون أي منازع.
- إلى حدود هذا التاريخ، هل كانت هنا اتصالات سرية بين الملك وقادة الاتحاد؟
- حينها لم تكن هناك أي اتصالات.
- في هذه الفترة، هل كان هناك نقاش حول البدائل غير شعار أن هذا النظام لا يستقيم إلا بزواله..؟
- منذ 1961 كانت اللغة الاتحادية عنيفة، وأتذكر أنه بعد إضراب 1961 كتب في أحد المانشيتات: الحكم المطلق يخرج عن طور رشده، وغيرها من العناوين البارزة.
بالمناسبة وفي تلك الحقبة كنت جالسا مع الأخ محمد اليازغي وبمنزله، فدخل علينا والده رحمه الله ، وكان موظفا بسيطا في وزارة العدل ، والتفت إلى السي محمد متسائلا: يا ولدي هل ما تكتبونه في الجريدة وراءه «شي حاجة»؟ أجابه ولده :نعم فلدينا رصيد ودعم من الشعب المغربي. دقق الأب سؤاله أكثر :لا.... هل هناك «شي صح»؟. كان الجواب سلبيا ، فتوجه إلينا السائل مخاطبا: إنكم تسودون قلوب الناس. وانصرف.
- حضرت أشغال المؤتمر الثاني للحزب سنة 1962 وبأي صفة؟ باسم فرع الرباط؟
- حضرت المؤتمر بصفتي مسؤولا في إدارة الحزب؟
- هل تمت الإشارة لظروف إقالة حكومة عبد الله إبراهيم في ذلك المؤتمر؟
- لم يتم التطرق لذلك.
- نعود من جديد لتقرير المهدي بن بركة ، الاختيار الثوري؟
- حضر المهدي المؤتمر الثاني الذي انعقدت أشغاله بالدار البيضاء وترأسه مولاي العربي العلوي، المهدي بن بركة لم يقدم تقريره، بل قدم بديلا عنه التقرير التنظيمي.
بطبيعة الحال الجناح النقابي كان وراء تغييب تقرير الاختيار الثوري من وثائق المؤتمر.
- هل كرس المؤتمر الثاني الخلاف داخل الحزب؟
- أكثر من ذلك تفاقم الخلاف. فعبد الله إبراهيم كان ساخطا على ما وقع سنة 1963 وعبر عن ذلك علانية . شخصيا ،وبعد خروجنا من الاعتقال اقترح علي صديقي محمد الصويري ، أن أقضي بعض الأيام على الشاطئ . صادفت ذات صباح ،عبد الله إبراهيم وهو يتريض ، وبعد تبادل السلام، فاتحته في موضوع الاعتقالات التي كانت لا زالت مستمرة حتى الساعة. جوابه كان ( أنا أشتغل في الوضوح) وأكمل طريقه.
- كيف عشتم أيام الاعتقال سنة 1963؟
- كانت فيه غرائب. أذكر وقد مرت يومان كاملان على الاعتقال قال لي الأخ محمد بنسعيد المحامي ، علينا أن نطلب مقابلة الدفزيونير.قلت له لماذا ؟ قال مرت 48 ساعة القانونية على اعتقالنا.أجبته هل تعتقد أنك في الدنمارك. وإذا أردت أن تمكث هنا سنتين فعليك أن تقابل الدفزيونير وحدك .
- من كان معكما أيضا؟
- كان بجانبي في الزنزانة الأخ اليازغي ، وعبد الحميد كريم الذي سيتولى وزارة السياحة فيما بعد، وكان ينام بجانبي. والزنزانة كانت عبارة عن قاعة كبيرة ضمت مجموعة كبيرة من المناضلين.
في الأخير نقلنا من المعاريف إلى درب مولاي الشريف ، وهناك كان التعذيب ..في لحظة ما فقدت الوعي وأرجعوني لكوميسارية المعاريف . أمام حالتي تلك بدأ الأخ اليازغي في الاحتجاج والصراخ ،فنودي على سيارة إسعاف لتحملني إلى المستشفى . كان هناك تعذيب. لكن تعذيب 1973 كان أكثر وأشد من التعذيب الذي تعرضنا له سنة 1963 . وقد نال نواب اتحاديون نصيبهم من التعذيب كذلك، من بينهم مولاي المهدي العلوي، عبد الواحد الراضي ومحمد منصور.
- شارك الاتحاد في الانتخابات التشريعية سنة 1963 بعدما قاطع دستور1962 . كيف نُظمت الحملة الانتخابية؟
- المهدي كان هو المشرف عليها ، واشتغلت أنا والمرحوم إبراهيم النظيفي بمركز الحزب على تنظيم الحملة الانتخابية على المستوى الوطني.
وأتذكر هنا أن المهدي سلم لنا 14 مليون سنتيم ، وبهذا المبلغ فقط نظمت الحملة الانتخابية على الصعيد الوطني ،وكانت النتيجة فريق برلماني، الحق يقال أنه لعب دورا رياديا توج بتقديمه ملتمس الرقابة. وكان لي الشرف لحضور اجتماعات فريق الاتحاد الوطني للقوات الشعبية بمجلس النواب، التي كان يترأسها الاخ عبد الرحمان اليوسفي والمرحوم المقاوم حسن صفي الدين.
- وعن الأجواء التي مرت فيها الحملة الانتخابية؟
- التعبئة كانت على صعيد المغرب بأسره. فالمقاهي كانت تغص بالمواطنين لمتابعة مراحل الحملة ، وشاركت جماهير حاشدة في التجمعات التي عقدت بالمناسبة.
- أثناء الحملة، استعمل الاتحاد وسيلة جديدة في الدعاية عبارة عن اسطوانة سجل عليها شعارات الحزب وخلف صوت القارئ لتلك الشعارات يسمع نشيد ملحن يبتدئ ب:الله أكبر على كل معتد..ويختم ب:قولوا معي الله أكبر على كل معتد. ما قصة هذا النشيد؟
= لا أعرف من أتى بهذا النشيد، فقد كان الأخ بوجندار رحمه الله هو المسؤول على الجانب الدعائي.
- بعد حملة الاعتقالات والمحاكمات سنة1963 توجه عدد كبير من المناضلين للجزائر؟
- نعم أعداد كبيرة قررت أن تغادر المغرب؟
- هل راودتك للحظة فكرة مغادرة المغرب؟
- لا أبدا.
- أو فاتحك أحد في شأنها؟
- لا أبدا.
- انضاف المغادرون للمغرب إلى أعداد الاتحاديين الذين كانوا يتابعون دراستهم في فرنسا، الجزائر ، مصر وسوريا..وجود كل هؤلاء في الخارج، هل سيكون له وقع على الاتحاد الوطني فيما بعد؟
- بكل تأكيد.
- ظهرت نتائج الانتخابات التشريعية إذن...
نعم وحصل الاتحاد على 28 مقعدا بالبرلمان رغم القمع والرعب ورغم وجود مناضلين كثيرين في السجون، ولولا ذلك لحصل الاتحاد على أكثر من 28 مقعدا.
أثناء الحملة بدا أن هناك مدا واسعا وحقيقيا للإتحاد ، وتعاطفا كبيرا وملموسا من الشعب المغربي.فمثلا كانت هناك معارضة قوية ضد ترشيح شخص في سيدي يحيى الغرب خوفا من عدم تصويت السكان على الاتحاد ، فخاطبنا الشهيد المهدي قائلا:إذا رشحت قطا في هذه الدائرة فسيفوز الاتحاد بهذه الدائرة الانتخابية.
والحق كان للحزب رصيد شعبي كبير ، تبدد وضاع فيما بعد للأسف الشديد.
.
- تذكر أسماء بعض النواب الفائزين؟
- الدكتور عبد اللطيف بنجلون الذي أصبح رئيسا للفريق الاتحادي ،عبد الواحد الراضي ، أيضا المقاوم بن الظاهر عن مدينة الدار البيضاء.محمد منصور ، عبد الرحيم بوعبيد ، عباس القباج، محمدالتبر، عبد القادر الصحراوي وآخرون..
- وبالنسبة لحزب الاستقلال؟
- كذلك كان له فريق بالبرلمان بقيادة عبد الخالق الطريس رحمه الله.
- هل كان هناك تنسيق بين الفرقين؟
- نعم كان هناك تنسيق بينهما.
- بقي مناضلون آخرون في السجون .من كان له الدور البارز في المحاكمات؟
- نعم فالمحاكمات كان قد بدأت وصدر حكم الإعدام في حق الفقيه البصري،الشهيد المهدي بن بركة، عمر بنجلون ، مومن الديوري وفي غيرهم أيضا.
وكان الدور البارز في المحاكمات للمحامين من بينهم عبد الرحيم بوعبيد ، عبد الكريم بنجلون ،محمد التبر والمعطي بوعبيد .
- أثناء التحقيق والمحاكمة سُألتم عن الفقيه البصري ،عن السلاح ،عن التمويل؟
- تركز الاستنطاق أساسا حول السلاح ومصادر التمويل..
- واتهمتم بالتعامل مع دولة أجنبية كذلك؟
- نعم.
- هل سُجن الفقيه البصري معكم في مكان واحد؟
- لا. الفقيه محمد البصري اعتقل بعد اعتقالنا وبالصدفة .ذلك أن شرطيا رأى الفقيه يمزق بعض الأوراق في الشارع، فأثار انتباهه وشك في أمره دون أن يتعرف عليه. ثم اقتاده إلى الكومسارية وهنا فقط تم التعرف على أن المقبوض عليه هو الفقيه محمد البصري.
- كيف كانت علاقتك بالفقيه البصري؟
- الحقيقة كانت لمحمد البصري قوة جذب هائلة.
.- هل حاول استمالتك لجانبه؟
حاول ذلك لكن بدون جدوى. كان يعتقد رحمه الله أن ما يفكر فيه سيتم بسهولة والحال أن الكيفية التي اشتغل بها ومع لن تؤدي إلا إلى الفشل.
- توطدت علاقتك مع عبد الرحمان اليوسفي بعد الخروج من السجن؟
- نعم ابتداء من تلك الفترة.
- رأي عبد الرحمان اليوسفي في الفقيه البصري؟
- كان لعبد الرحمان اليوسفي إحساس شديد أن محمد البصري وعمر بنجلون ومومن الديوري سيتم إعدامهم.وقد سيطر عليه هذا الشعور أياما عديدة ولم يعد يفكر إلا في هذا الأمر.
- هل قاسمك هذا الشعور؟
- ذات مرة عبر لي عن خوفه الكبير أن يعدم الثلاثة.ولم يهدأ باله إلا بعد صدور العفو عنهم. ولما غادر الثلاثة السجن تم استقبالهم بمنزلنا بحي مارسا.
(يتبع)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.