لاحديث يعلوهذه الأيام ، وسط رجال التعليم ، على الحديث المتعلق بالتقسيم الجهوي للعطل بالمغرب الذي ستعتمده وزارة بلمختار في الموسم الدراسي المقبل، و الذي يقضي بتجميع جهات المغرب في ثلاثة أقطاب، وعمدوا الى توجيه انتقادات قوية لهذا القرار، حيث اعتبروه اجتهادا خاطئا للتغطية على المشاكل الحقيقية التي يعاني منها نظام التربية والتكوين، ومحاولة لإخفاء الفشل الذريع في إصلاح القطاع. وتحول الموضوع الى مادة للتنكيت والسخرية على موقع التواصل الاجتماعي»فيسبوك»،حيث تساءل البعض كيف ستتمكن العائلات من الالتقاء خلال العطل إذا كان الزوجان يعملان في أقطاب مختلفة؟ الزوج أستاذ في القطب أ و الزوجة أستاذة في القطب ج. وأضاف أستاذ آخر»دابا إلا كنت أنا في القطب الشمالي و جات العطلة فرمضان واش القطب الجنوبي غادي يكون عندهم العيد مثلا؟!» وكتب أستاذ للتعليم الابتدائي على صفحته، « الوزير يقلد فرنسا تقليدا أعمى ولم يراع ظروف الأطر التربوية التي تعرف انقساما وتشتتا أسريا معيبا ينضاف إليه تباين أوقات العطل حيث الأبناء مستقرون في القطب الأول والآباء معتكفون في جبال القطب الثالث بينما تتواجد عائلاتهم في القطب الثاني، فليقل لنا الوزير كيف سيتم إحياء صلة الرحم؟» وفق تعبيره. من جهتها علقت أستاذة على هذا القرار قائلة:» يمكن العائلات طالبوا بهاد الإصلاح باش ميبقاوش يهجموا عليهم الضياف، مع الزيادات الناس تهلكات ....قالك الإصلاح راه الاتلاف هذا». وطرح تربويون عددا من الإشكالات البيداغوجية المرافقة للقرار الجديد، حيث أكد أستاذ أن « هذا التقسيم العشوائي سيخلق إرباكا للأساتذة في تطبيق المنهاج الدراسي لأنه غير متناسق مع توزيع الوحدات الدراسية وكذا مع فترات إجراء المراقبة المستمرة والامتحانات المحلية». فيما أضاف آخر « كان الأولى على الوزارة أن تأخذ بعين الاعتبار الإيقاعات الزمنية في تخطيط العطل وليس السياحة أو الازدحام على الطرق، موضحا أن القطب الثالث لن يستفيد من العطلة البينية الأولى إلا بعد شهرين من الدراسة وهي فترة طويلة نوعا ما عكس القطب الأول الذي سيستفيد من عطلة بعد أقل من شهر ونصف». وأوضح مؤطر تربوي أن المدرسين يقدمون دروسا للتلاميذ خلال ستة أسابيع الأولى يليها أسبوعان مخصصان للتقويم 7و8. متسائلا باستغراب «ماذا سيفعل أستاذ القطب الثالث حيث أن أسبوعي التقويم سيكونان خلال الأسبوعين 9 و 10، بماذا سيملأ الأسبوعين 7 و8» . من جهة أخرى، نادى متتبعون بالعمل من أجل تحسين مستوى التعليم أولا وتحسين دخل آباء وأولياء التلاميذ ومواجهة غلاء الفنادق والسياحة الداخلية، قبل الانتقال إلى « إصلاح السياحة المعطوبة بالتعليم المختل» وفق تعبير أحدهم، مطالبا بتحسين التدريس والانكباب بجدية على المشاكل الحقيقية للتعليم وليس إلهاء المغاربة بأمور جانبية».