كانت الدورة الخامسة من البطولة الإحترافية قاسية على فريق الجيش الملكي، ففي الدقيقة التسعين، وعلى إثر مرتد سريع وخاطف لفريق الاتحاد الزموري للخميسات، يثبت اللاعب النفات والداهية زهير يوسف المدافع فلاح، ليتركه متسمرا في مكانه، ولينطلق بسرعة خاطفة، وبذكاء حاد يمرر داخل مربع العمليات كرة عرضية ميليمترية تجد اللاعب اسماعيل جبلي بالمرصاد، وليسجل هدف الانتصارالأول لفريق زمور، ويذيق بالتالي فريق الجيش الملكي أول هزيمة له، بعد أربعة تعادلات ويتجمد رصيده في أربع نقط، ويبقي عداد أهدافه عند الرقم واحد، فيتأكد العقم الهجومي. الهزيمة كانت قاسية لأنها كانت على عشب المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله، وكونها جاءت لتبدد حلم مداواة الجراح، والتي لم تزدها الهزيمة إلا اتساعا. وقد تكون لها آثارها ومخلفاتها على العلاقة بين المدرب مصطفى مديح، والمكتب المسير لفريق الجيش الملكي. وبعيدا عن الرجم بالمخلفات، وبالعودة إلى المباراة، فإن مديح، مدرب فريق الجيش الملكي، كان يدرك بأن التهديف المبكر هو الخلاص من الصوم على التسجيل الذي طال، ولهذا توالت التسديدات القوية، والضغط بأكثر عدد ممكن على مربع عمليات فريق الاتحاد الزموري للخميسات، لكن التسديدات كانت تجد أمامها الحارس الحسين أمسا، الذي تدخل في أكثر من مناسبة، واستطاع بتصديه للتسديدات أن يزيد من الضغط النفسي على لاعبي الفريق العسكري، وليعطي فريقه نوعا من الأمان تحول إلى مناورات وتسللات من مرتدات سريعة، كانت تربك خطط المدرب مديح وتجعله لايفكر بالمغامرة، خصوصا وأن لاعبي فريق الاتحاد الزموري للخميسات، عرفوا كيف يسدون الفراغات في وسط الميدان، وتفننوا في الاعتماد على الكرات الطويلة والتمريرات العميقة، التي كانت تشكل الكثير من صداع الرأس لحارس الفريق العسكري، ويظهر أن غياب تجربة بعض لاعبي الفريق الزموري هي التي شكلت نقطة الضعف في الهجوم. ولولاها لكانت الأهداف أكثر من واحد، خصوصا وأن الدفاع العسكري كانت فيه الكثير من الثقوب والوسط كان شوارع معبدة، والهجوم كان مرتبكا غير قادر على إتمام العمليات التي خلقها، كما أن اعتماده على الكرات العالية جعله يفشل في بلورتها إلى أهداف، خصوصا بسبب طول قامات مدافعي الفريق الزموري واندفاعهم القوي نحو كل الكرات، التي كانت تحول بلمسة أولمستين إلى مرتد ات، وكل هذا لم يكن يمنع مهاجمي الفريق من التراجع بسرعة إلى الوراء لتأمين الدفاع وخلق قوة عددية أفشلت كل محاولات الفريق العسكري، وجعلته يعيش أزمة نتائج أزمت العلاقة بين الجمهور والفريق ولا أحد يعرف مداها. تصريحان مصطفى مديح، مدرب فريق الجيش الملكي بعد خمس مباريات مازالت الحصيلة هزيلة جدا، كما جسدنا اليوم القاعدة التي تقول: «إذا لم تسجل الفرص المتاحة لك، يسجل عليك». لقد ضيع فريقي الكثير من الفرص وسقط في معادلة المرتدات، دون أن يستيطع حل لغزها. ومن هذه المرتدات تمكن فريق الاتحاد الزموري للخميسات من هزمنا. لقد نصحت اللاعبين باحترام فريق الاتحاد الزموري للخميسات، لكن كثرة الفرص الضائعة جعلتنا نفقد الثقة بالنفس، كما فقدنا التركيز في المباراة. مصطفى الضرس، مدرب الاتحاد الزموري للخميسات لقد كان الفوز في هذه المباراة أهم شيء. الفوز اليوم يؤكد الخط التصاعدي الذي نسير عليه، بعد الهزيمة أمام فريق الوداد البيضاوي. الانتصار أمام فريق الجيش الملكي هو نتيجة الجدية، التي تميز لاعبي فريق الخميسات، والذين لازال ينقصهم الانسجام المطلوب، والدليل على ذلك أنني لحد الآن جربت 19 لاعبا، وهذا يعني أنني لم أحصل بعد على التشكيلة القارة. النتيجة الإيجابية اليوم ستكون عاملا أساسيا لتقوية الثقة في إمكانيات اللاعبين، وستكون محفزا على المزيد من العطاء. مديح استشهد أيضا بواقع مباراة فريقه ضد الاتحاد الزموري للخميسات، وشدد على المرتد الذي سجل منه الهدف، الذي كان عنوانا لهزيمة فريقه «لايعقل بتاتا أن يقبل العقل عدم مسؤولية اللاعبين خلال هذا المرتد، لأن المسؤوليات واضحة». وفي موضوع آخر يتعلق بمصيرمديح ومستقبله مع فريق الجيش الملكي، خصوصا وأن العقد الذي يربطه بالفريق العسكري ينتهي عند نهاية السنة الحالية، قال«المسؤولون عن الفريق العسكري متمسكون بتجديد عقدي، هناك اختلافات حول بعض الأشياء البسيطة والتي يمكن تجاوزها».