في مشهد سياسي غير مسبوق، احتضن فندق أمنية بطنجة اليوم السبت 25 أكتوبر الجاري، اجتماعاً موسعاً لرؤساء الجماعات المنتمين لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة طنجةتطوانالحسيمة، في خطوة وصفتها مصادر من داخل الحزب ب"الانطلاقة الفعلية لمعركة 2026". اللقاء، الذي جمع نخبة من المنتخبين ورؤساء الجماعات البارزين، لم يكن اجتماعاً عادياً، بل استعراضاً لقوة تنظيمية بدأت تستعيد بريقها في واحدة من أكثر الجهات حيوية وتأثيراً في المشهد الانتخابي الوطني. ورغم الطابع التنظيمي للقاء، إلا أن صداه تجاوز جدران الفندق، ليصل إلى مقرات خصوم الحزب ، الذين تابعوا عن قرب حجم التعبئة والانضباط الذي أبان عنه "الباميون" في طنجة. النقاش داخل الاجتماع انصب حول توحيد الصف الداخلي، وتقييم تجربة التسيير الجماعي، مع التأكيد على ضرورة "العودة إلى القرب من المواطنين عبر مشاريع ملموسة تنعكس على الواقع المحلي". كما شدد المتدخلون على أن نجاح الحزب في الجهة هو بوابة استعادة الريادة وطنياً، خاصة في ظل ما وصفوه ب"الارتباك الواضح في صفوف بعض الأحزاب المنافسة وخصوصا حزب التجمع الوطني للأحرار الذي فقد بوصلته السياسية". ولم يُخفِ متتبعون أن هذا التحرك أربك خصوم الحزب، خصوصاً بعد أن أظهر الاجتماع أن "البام" ما زال يحتفظ بقاعدته الانتخابية الصلبة، وأنه قادر على تعبئة قياداته ومنتخبيه بروح موحدة واستراتيجية دقيقة. اختُتم اللقاء بتأكيد القيادات الحاضرة على أن سنة 2026 ستكون محطة الحسم السياسي والتنظيمي، وأن "الزمن القادم هو زمن العمل الميداني وليس الخطابات الفارغة".