فقدت الساحة الفنية المغربية أحد روادها برحيل الفنان المبدع حسن ميكري، صباح أمس الأحد، بعد أزمة صحية أدخلته المستشفى العسكري بالرباط نهاية الأسبوع قبل الأخير. حسن ميكري، مبدع "الرباب الذهبي" يتوقف عن العزف، وعن بعث رسائله الهادفة إلى عشاق الفن والسلام في مختلف بقاع العالم. أمس، توقف النبض، ولبى الراحل داعي ربه مخلفا وراءه حزنا وأسى عميقين في نفوس من عايشوه عن قرب أو عاصروه، أو هزتهم إبداعاته أو لفتت انتباههم مبادراته الإنسانية. أمس، شيعت جنازة الراحل بعد صلاة العصر، بمسجد الشهداء بالرباط، حيث ضرب كل من وصل إلى علمهم نعيه من طرف نصر ميكري، نجل الراحل عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" قبل أن ينشر خبر الرحيل. جاء ذلك بعد ثمانية أيام عصيبة عاشتها أسرته الصغيرة، وكانت الزميلة الصحافية وفاء بناني، زوجة الراحل، أكدت في تصريح سابق ل"الصحراء المغربية" أن زوجها أدخل المستشفى في وضع صحي حرج، دفع بالأطباء المتابعين لحالته إلى إدخاله غرفة الإنعاش حيث مكث بها إلى أن وافته المنية. وعبر العديد من الفنانين المغاربة عن بالغ تأثرهم لرحيل حسن ميكري، الموسيقار المجدد الذي قدم للساحة الفنية المغربية الكثير من الإبداعات، التي سبقت زمنها بكثير. ويحظى حسن ميكري بتقدير واحترام داخل الوسط الفني المغربي والعربي، خاصة أنه عمل منذ سنة 1960 على تطوير الموسيقى المغربية وتطعيمها بروح العصر من خلال تأسيسه مجموعة الإخوان ميكري مع أخويه محمود وجليلة، قبل أن ينضم إليهم الأخ الأصغر يونس، وحققت الفرقة شهرة واسعة في المغرب والعالم العربي، والكثير من الدول الأوروبية في أواخر الستينات وأوائل السبعينات. وقدم حسن ميكري، العاشق للرسم والتشكيل، الكثير للموسيقى المغربية، باعتباره رئيس اللجنة الوطنية للموسيقى في المغرب، إذ أحدثت بمبادرة منه جائزة زرياب للمهارات برعاية المجلس الدولي للموسيقى )بيت اليونيسكو - باريس(، التي كانت تحتفي بمبدعي الأغنية المغربية وتسلمهم الرباب الذهبي وعلى رأسهم العميد عبد الوهاب الدكالي وصاحب الحنجرة الذهبية عبد الهادي بلخياط. وتكريما للإبداعات الفنية التي قدمها للموسيقى وطنيا ودوليا فاز الراحل بالعديد من الجوائز الدولية، إذ كان بحق سفيرا للموسيقى المغربية، وشمس الموسيقى العالمية التي تشرق من المغرب قبل أن يتحول العالم إلى قرية صغيرة في زمن الإنترنت. وحرص فقيد الفن المغربي، أيضا، على الاحتفاء بأغلب الفنون من مسرح وسينما وتشكيل، من خلال مهرجان "صيف الوداية" الثقافي والفني، الذي يترأسه، والمرتقب أن تقام دورته الجديدة خلال الأيام القليلة المقبلة بتنظيم من وزارة الثقافة والاتصال، وتعاون مع المجلس الوطني للموسيقى.