حل مجموعة من سكان جماعة «المعازيز» يوم الأربعاء الماضي بمقر عمالة إقليمالخميسات، بطلب من العامل الجديد، الذي قام بزيارة ميدانية إلى الجماعة في الليلة ذاتها، والذي وقف على حجم الكارثة التي خلفتها فيضانات «وادي تنوبرت»، خلال التساقطات المطرية القوية التي عاشتها المنطقة مع بداية الأسبوع الماضي، بغرض التعبير عن معاناتهم المتكررة مع حلول فصل الشتاء وهطول أمطار الخير، وما يعيشونه من مشاكل خطيرة مع «وادي تنوبرت»، خاصة السكان المجاورين له، والذين يعيشون في ظروف خطيرة تغيب فيها أبسط وسائل العيش الكريم، في براريك بلاستيكية وقصديرية زادت من تأزيم الوضعية الاجتماعية والاقتصادية للعديد منهم. وقد سبق لسكان الجماعة المذكورة أن راسلوا الجهات المسؤولة، على الصعيد الوطني والإقليمي والمحلي، بغرض التدخل قبل وقوع كارثة في الأرواح والممتلكات، كما حدث خلال فصل الشتاء الماضي، عندما خلّف فيضان الوادي المذكور مصرع شاب يبلغ من العمر 27 سنة، بعد أن جرفته المياه في غفلة منه، رغم محاولات إنقاذه من طرف المواطنين، حيث فارق الحياة داخل سيارة الإسعاف التي نقلته في اتجاه المستشفى الإقليمي في الخميسات، بينما توفيت امرأة غرقا في أحد الأودية الصغيرة التي تصب في «وادي تنوبرت»، جراء الفيضانات التي شهدتها المنطقة الفقيرة والمنسية. وقد طلب عامل الإقليم الجديد محاورة رئيس الجماعة القروية وبعض المواطنين المتضررين، حيث استمع إلى مشاكلهم وطلباتهم التي وجهوها إلى الجهات المسؤولة على الصعيد الوطني، ووعدهم بالتدخل، شخصيا، لدى الوزير الأول ووزارتي الداخلية والفلاحة في الأيام القادمة، لإيجاد حل واقعي لأزمة سكان «المعازيز» مع فيضانات «وادي تنوبرت». وقد عاش سكان جماعة «المعازيز» في حي «النهضة» وحي «السلام 1» و«2» على إيقاع كارثة إنسانية، بعد التساقطات المطرية الغزيرة التي عرفتها المنطقة والتي أدت إلى فيضان وادي «تنوبرت»، القادم من منطقة «والماس» الثلجية والذي يمر عبر جماعة «أيت يكو» القروية، والذي أتى على جميع الدور والأكواخ البلاستيكية والرملية، لأزيد من 204 أشخاص. وقد غمرت مياه الوادي المنازل المجاورة والحدائق الخاصة بزراعة الخضروات والآبار المجاورة وتسبب في نفوق المواشي، بمختلف أنواعها، وفي ضياع ممتلكات السكان الذين ابتلُوا بهذه الكارثة التي كانت منتظرة من طرف الجميع، من مسؤولين ومواطنين وجمعيات المجتمع المدني، بعد تحذير المسؤولين من فيضان وادي «تنوبرت» وتهديده أزيد من 400 أسرة تقطن بمحاذاته في ظروف جد مزرية وفي فقر مدقع وواقع معيشيّ متدنٍّ لمواطنين ما زالوا يعيشون في أكواخ بلاستيكية، في ظل غياب تدخل الجهات الحكومية، التي توصلت بجميع التقارير والمراسلات من طرف رئيس الجماعة القروية. كما حذر رئيس الجماعة، بدوره، من وقوع مثل هذه الكوارث الخطيرة، التي شاءت الألطاف الربانية ألا تخلف خسائر في الأرواح، بفضل يقظة السكان الذين تجندوا -رفقة الجهات المسؤولة- التي حلت بعين المكان لإنقاذهم من غضب وادي «تنوبرت»، الذي يبدو أنه «سئم» -بدوره- الوعود الكاذبة التي يقدمها أصحاب القرار... فقد عاش قاطنو حيي «النهضة» و«السلام»، 1 و2 ودوار «سي البوهالي» كارثة حقيقية سببها فيضان «وادي تنوبرت»، بعدما غمرت المياه القوية منازلهم وأكواخهم، لتتم الاستعانة بتدخل رجال الوقاية المدنية وتجند رجال الدرك الملكي في «المعازيز»، لتقديم المساعدات للمتضررين وبعد والاتصال بالجهات المسؤولة، مركزيا، في وزارة الداخلية، التي لبّت طلب تقديم الدعم اللازم في مثل هذه الحالات للأسر المنكوبة التي وجدت نفسها تفترش بعض ما تبقى من ممتلكاتها التي تمكنت من إنقاذها من المياه التي أتت على الأخضر واليابس وخلّفت تذمر وحسرة لدى سكان «المعازيز»، لعدم الاستجابة لمطالبهم لسنوات عديدة.