خرج نحو 1000 شخص من سكان جماعة «أوناين» حوالي 100 كيلومتر شمال تارودانت، أمس الاثنين، على متن العشرات من السيارات والشاحنات الخاصة في مسيرة احتجاجية انطلقت من مركز الجماعة في اتجاه عمالة الإقليم، قبل أن يتم منعها من طرف السلطات المحلية والدرك الملكي في منتصف الطريق، على مشارف جماعة «سيدي واعزيز»، لتحط القافلة الرحال، بعد صدور أوامر بمنعها، ببلدية «أولاد برحيل»، حوالي 40 كيلومترا عن مدينة تارودانت. وقال عدد من المحتجين، في إفاداتهم ل«المساء»، إن هذه المسيرة تأتي بعد عقود من التهميش الذي طال دواوير المنطقة، حيث يعيش الأهالي في وضعية صعبة، بسبب وعورة تضاريس المنطقة، في غياب طريق معبَّدة تربط دواوير الجماعة بالعالم الخارجي وتفك العزلة عنهم. وأضاف المحتجون أن سكان المنطقة خرجوا في هذه المسيرة ليُسمعوا صوتهم إلى الجهات المسؤولة، بعد أن طال صبرهم ومعاناتهم بسبب انعدام طريق معبدة، حيث تزداد معاناة الأهالي كلما توجهوا إلى بعض المناطق المجاورة (تارودانت، أولاد برحيل أو سيدي واعزيز) لقضاء أغراضهم الإدارية أو للتبضع من الأسواق المجاورة، ذلك أن وعورة الطريق تقتضي قطع مسافات زمنية مضاعفة. وأكد المتحدثون أن هذه الطريق كانت دوما الورقة الرابحة لبعض مرشحي البرلمان، ومن ضمنهم برلماني المنطقة محمد ساجيد، الذي نال ثقة سكان المنطقة لفترتين انتخابيتين متتاليتين، حيث ما فتئ يحل بالمنطقة كلما اقترب موسم الانتخابات التشريعية، باعتبارها «خزانا انتخابيا» مهما، ليعمل على تقديم وعود زائفة بتعبيد الطرق ولائحة طويلة من الوعود لتنمية المنطقة، غير أنه سرعان ما يتوارى عن الساحة مباشرة بعد فوزه في الانتخابات، لتتبخر بذلك آمال سكان وتتحول إلى سراب، يقول هؤلاء. ويستطرد الأهالي المحتجون قائلين إن الأمر يزداد صعوبة بالنسبة إلى النساء الحوامل اللواتي يفِدْن إلى أقرب مركز صحي في «أولاد برحيل»، على مسافة 60 كيلومترا، وهو ما يتسبب في وفاة العديد منهن في طريقهن إلى المستشفى. كما تؤكد الإحصائيات في هذا الصدد أن أغلب النساء اللواتي يوارَيْن الثرى في مقبرة «باب الخميس» في مدينة تارودانت ينتمين إلى المنطقة. وذكر هؤلاء أن المستوصف الصحي الموجود بالمنطقة يبقى بناية بدون جدوى، حيت أهدرت فيه ملايين السنتميات دون أن يستفيد منه سكان، بسبب غياب طبيب قار وانعدام التجهيزات الطبية الضرورية. أما في مجال التعليم، فإن نسبة الهدر المدرسي مرتفعة في صفوف تلاميذ المنطقة بشكل كبير، بسبب الحالة المتردية التي توجد عليها أغلب الفرعيات المدرسية. يشار إلى أن المحتجين كانوا قد حلوا بمحطة الوقود المتواجدة بمدخل بلدية أولاد برحيل، وهم يحملون الأعلام الوطنية والصور الملكية، مرددين شعارات تطالب بحقهم المشروع في التنمية، قبل أن يحضر إلى عين المكان عامل الإقليم قادما من تارودانت، حيث فتح باب الحوار مع سكان المنطقة، بحضور رئيس دائرة أولاد برحيل وقائد المنطقة والمدير الإقليمي للتجهيز. وقد أكد ممثلو السكان، في كلمتهم، على ضرورة التسريع بإحداث الطريق الذي ظل حلما يراود السكان منذ سنوات خلت، دون أن يجد طريقه إلى الوجود. كما شددوا على حق السكان في العلاج في مركز الجماعة، عبر توفير الأطر والتجهيزات الطبية اللازمة، دون الحاجة إلى شد الرحال إلى المناطق المجاورة، وكذا ترميم وإصلاح البنيات المدرسية في المنطقة. وفي ختام هذا اللقاء، أكد عامل الإقليم، في كلمته أمام الحاضرين، على حق سكان المنطقة في مطالبهم الاجتماعية المشروعة، مضيفا أن مصالح العمالة ستعمل على تنفيذ مطالب السكان وسيُشرَع في أشغال الطريق في أقرب الآجال، بعد توفير الاعتمادات المادية الضرورية.