بعد افتتاح محطة «مازاغان» في أكتوبر 2009، والتي تتواجد بين مدينتي الجديدة وأزمور ولا تبعد عن مطار الدارالبيضاء إلا ب90 كيلومترا، أعربت بعض الفعاليات المحلية في منطقة دكالة عن تخوفها من طغيان مساوئ السياحة الراقية. وقد لخّصت تلك الفعاليات، وتضم نشطاء جمعويين وأدباء وصحافيين ومدونين وباحثين في التراث وبعض الأجانب المهتمين بالثقافة المحلية، مخاوفها في تنامي الدعارة الراقية، خصوصا بعد تصريح لأحد الصحافيين الأجانب، والذي قال بصريح العبارة إن ما يجعل مثل هذه المحطات ناجحة في العالم هو ثلاثة عوامل: البحر، الشمس والجنس. التهديد البيئي أيضا مطروح، خصوصا أن المحطة بُنيّت على أنقاض غابة شاطئية، وتطرح عدة تساؤلات حول الثروة المائية، مع وجود الكولف وإشكالية تدبير النفايات الصلبة والواد الحار، إذا تحقق رقم 4000 سائح سنويا المنتظَر بلوغه. وقد أثارت تلك الفعاليات الانتباه إلى وجود سياحة بديلة، خضراء وصديقة للبيئة وتعتمد على المؤهلات المحلية. وفي هذا الصدد، قدمت المتدخلة الرئيسية، مليكة حكار، تجربة مشروع «استراحة تازوطا» (le gite Tazouta)، الموضوعة رهن إشارة العائلات والأفراد الذين يمكنهم القدوم والمبيت والاستفادة من تغذية تقوم على منتوجات محلية طبيعية «بيو» وتجديد طاقة الحياة في فضاء القرية وفي ديكور دكالي أصيل داخل بناية «تازوطا» المريحة، وهي شكل هندسي أسطواني بني من الحجر وتنفرد به المنطقة. ورغم إقرارها بدور مشروع محطة «مازاغان» في إيجاد فرص شغل مباشرة وغير مباشرة لأبناء المنطقة، فقد شددت جل التدخلات على ضرورة مواجهة سلبيات «السياحة الحمراء» وألحت على دور الدولة والمنتخبين في هذا الشأن في تشجيع الأشكال الأخرى للسياحة «البديلة»، خاصة السياحة القروية. وفي هذا الصدد، أشار المراسل الصحافي أحمد ذو الرشاد إلى أن المنطقة تزخر بالعديد من الجواهر الجغرافية «العذراء»، مثل الواليدية (شاطئ) وأولاد أسبيطة (صيد الحلوف) ومنطقة «امهيويلة».