في ظل نقص عددي كبير ومؤثر يضطر مدرب الجيش الملكي امحمد فاخر إلى تدبير المباراة النهائية لكأس شمال إفريقيا للفرق البطلة بحذر كبير، سيما في ظل إعاقة بشرية متفاوتة الخطورة وغيابات اضطرارية ناتجة عن مخلفات المبارتين الأخيرتين أمام كل من النادي الإفريقي في رادس والرجاء البيضاوي في مركب محمد الخامس. وعلى امتداد أيام الأسبوع انكب الطاقم التقني للجيش الملكي على ترميم المجموعة العسكرية وصيانة الخطوط، بعد أن لاحت في الأفق بوادر نزيف بشري، إثر غياب كل من أمين قبلي المصاب في مباراة الرجاء وظهور إصابة على مستوى الفك العلوي للمهاجم جواد وادوش، ناهيك عن إصابات خفيفة لكنها مؤثرة لمراد فلاح والحسين أوشلا ومصطفى العلاوي، وهؤلاء خاضوا المباراة الأخيرة أمام الرجاء وهم يحاولون ابتلاع الآلام. وينضاف إلى هؤلاء الغياب الكبير لصانع الألعاب عصام الراقي ويوسف البصري بعد جمع إنذارين، مما اضطر معه فاخر إلى الاستعانة بلاعبين عانوا من رطوبة كرسي البدلاء، بل إن مخاوف الطاقم التقني للجيش من حصول شرخ عميق في صفوف اللاعبين الاحتياطيين جعلته يعجل بعقد لقاء مع العناصر العسكرية، تضمن رسالة واضحة حول أهمية المباراة بالنسبة للاعبين البدلاء والتزم أمامهم بتمكين كل لاعب بصم على حضور جيد بنقله إلى صنف الأساسيين، مع شحنات نفسية كبيرة. ومن المنتظر أن يقحم مدرب الجيش في تشكيلته اللاعب المريني كبديل للبصري و لمساسي خلفا للراقي ثم لمناصفي عوضا عن قبلي، مع ما يترتب عن هذه المتغيرات البشرية من تنشيط جديد للمباراة التي سيحتضنها مركب فاس يوم الأحد القادم نظرا لأشغال الصيانة التي يعرفها مركب مولاي عبد الله، ولاتستبعد مصادرنا إقحام اللاعب مرزوق إذا استمر الوضع الصحي لوادوش في تدهور، بينما يحتمل إشراك اللاعب مديحي في فترة من المباراة لضعف التنافسية، ومن المخاوف المرتبطة بهذا الوضع كون أغلب البدلاء بدون رصيد كافي من التنافسية مقارنة مع الحضور البدني الجيد للاعبين التونسيين، كما يتخوف عضو من الطاقم التقني للفريق من قصر قامات اللاعبين العسكريين مقارنة مع لاعبي النادي الإفريقي، وقوة الخصم في الضربات الثابثة. وعلى الرغم من أهمية المباراة فإن إدارة النادي لم تحدد منحة الظفر بالكأس الذي سيضخ في مالية الفريق العسكري 250 ألف دولار، وكان من المنتظر أن يفتح نقاش بين اللاعبين والرئيس المنتدب للجيش خلال اجتماع حدد في وسط الأسبوع إلا أنه الغي بسبب التزامات الجنرال القنابي. من جهة أخرى نظم الجمهور العسكري رحلة جماعية إلى فاس عبر القطار ووسائل نقل أخرى، من المنتظر أن يفوق العدد 3000 متفرج، يراهنون على الظفر باللقب وإنهاء العقدة التونسية من خلال الثأر لفرق مغربية اصطدمت أحلامها بصخر الفرق التونسية، ويحتاج الجيش لهدف على الأقل بعد التعادل السلبي المسجل في رادس، والذي وصفه فاخر في تصريح ل»المساء» بالإنجاز المعلق. وبادر المكتب المسير للمغرب الفاسي إلى طبع 20 ألف نسخة من نداء مساندة للجيش وزع على الجمهور الفاسي والجمعيات من أجل دعم ممثل الكرة المغربية. أما النادي الإفريقي التونسي فسيحل اليوم السبت بفاس على متن طائرة خاصة، من أجل تضييق هامش التواجد بالمغرب وتقليص ضغط الشارع، وكان الفريق التونسي قد أجرى مباراة ودية أمام نجم حلق الوادي والكرم انتهت بفوز الإفريقي بهدف لصفر في مباراة قال عنها المدرب عبد الحق بنشيخة إنها «بروفة» لمباراة فاس. يذكر أن الوداد البيضاوي هو أول فريق مغربي نال كأس شمال إفريقيا وكان ذلك سنة 1948.