أحمد الحضاري تحولت الوقفة الاحتجاجية، التي نظمتها الأطر الصحية بساحة المركز الاستشفائي الإقليمي محمد الخامس بأسفي، الأسبوع الماضي، إلى مسيرة استقطبت عددا كبيرا من الإداريين والممرضين من جميع الأقسام. ورفع المحتجون أمام إدارة المستشفى شعارات تدين غياب محاور جاد، وتطالب بحماية الأطر وبإيجاد ظروف ملائمة للعمل. وأجمعت كلمات ممثلي الشغيلة الصحية على تفشي الفساد، وغياب إدارة مسؤولة، والخصاص المهول في الأطر الصحية، والإداريين، وغياب تام للمندوب الإقليمي، والمدير الجهوي، وارتفاع الاعتداءات التي يتعرض لها العاملون بالأقسام خاصة المستعجلات وقسم الولادة من قبل بعض المنفلتين. وقالت إحدى المولدات بالمستشفى، الذي عرف على الصعيد الوطني بكثرة الوفيات بقسم الولادة، حتى أطلق عليه مثلث «بورمودا»، ل»المساء»: «إننا نتعرض لاعتداء من طرف عائلات الحوامل، في غياب تام للأمن». وحكت المولدة أن إحدى العائلات أخبرها رجل أمن خاص أن ابنتهم توفيت أثناء عملية الولادة، «فأشبعونا شتما وكادوا يضربوننا، ولم ينتبهوا إلى أن ابنتهم تصيح فيهم أنها على قيد الحياة وأنها تلقت معاملة لائقة»، قبل تهرع المولدة المذكورة صوب قسم المستعجلات ويغمى عليها، مشيرة إلى أن الإدارة «طوت الملف بعد حضور رجال الأمن، وقالت إن المتضررة تنازلت عن المتابعة». وتساءلت ممرضة أخرى كيف يعقل أن تعمل به ثلاث مولدات خلال 24 ساعة بمستشفى يستقبل الحوامل من الجهة بكاملها، إذ يتكفلن بتوليد 30 امرأة على الأقل، خصصت لهن الدولة أربع أسرّة فقط»، خاتمة حديثها ل»المساء» قائلة : «غادي نحماقو في هذا الصبيطار». «لقد اختلطت الأمور على المواطن المغلوب على أمره، إذ لم يعد يفرق بين الطبيب والممرض والإداري ورجل الأمن، الكل أصبح يقدم نفسه على أنه معني بتقديم العلاج للمريض»، تقول ممرضة ثالثة ل»المساء»، قبل أن يضيف نقابي في نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل قائلا: «بقا غير الموقف يبحثون فيه عن أطر صحية». وانتقد المحتجون التابعون لنقابة الأموي الفساد والرشوة التي تستشري داخل المستشفى، مشيرين إلى أن رجل الأمن الخاص «تحول من حماية النظام العام والقيام بواجبه إلى سمسار داخل المستشفى»، تقول الأطر الصحية، مشيرين إلى أن «عائلاتنا تتعرض للابتزاز، بعبارة شي 10 دراهم راه باقي مفطرناش». الكاتب المحلي للنقابة الوطنية للصحة التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، التي دعت للوقفة، وأصدرت بيانا بالمناسبة استمع لحديث الممرضات، وأكد لهن أن ملفا كاملا بين يدي الإدارة، وأن الأمن الخاص، وشركات المناولة أصبحا جزءا كبيرا من مشاكل المستشفى، والفساد أطبق على الأقسام، التي أصبحت التعيينات بها تخضع لمنطق الولاءات السياسية، وليس الكفاءة. وتحدث المسؤول النقابي عن الأعطاب التي تطال المعدات بقسم الأشعة والمختبر، وقسم القلب والشرايين.