«لاسير» عبارة عن خليط مكون من مواد سكرية يستعمل لإزالة الشعر، وهي «لاسير باردة»، والتي يتم فيها استعمال ورق، وترمى بعد الانتهاء منها، و«لاسير سخونة»، والتي يصح فيها الوجهان إما رميها بعد استعمالها، أو إذابتها وإزالة الشعر منها لتكون من نصيب زبون آخر. اكتسب محل للحلاقة والتجميل شهرة بين نساء العاصمة، ليس بسبب وجوده بحي أكدال، أحد الأحياء الراقية بالرباط، بل بسبب الثمن البخس الذي تؤديه الزبونة مقابل نزع شعيرات بجسدها بواسطة «لاسير». المكان عبارة عن مرآب داخل قيسارية مقسم إلى قسمين، قسم للاستقبال والحلاقة، والقسم الآخر الذي يفصل بينهما ستار أبيض مخصص ل «لاسير». ثلاثة أسرة متقاربة ممددة عليها ثلاث نساء عاريات أشبه بجثث هامدة، تنزع شعرهن الزائد سيدات يرتدين وزرات بيضاء. «شحال لاسير كومبليت»، أي إزالة شعر الرجلين والإبطين واليدين؟ نسأل مشرفة على المحل، تجيب إحداهما: «كومبليت» ب«50 درهما»؟ و70 درهما إذا أضيف «مايو أنتكرال»، أي إزالة شعر العانة، وشعر الحاجبين؟ «10 دراهم». لكن الشيء الذي قد يعرفه الزبون وقد لا يعرفه هو أنه بمجرد انتهاء العاملات من «نتيف الزغب»، يقمن بإذابة «لاسير» المستعملة، وتصفيتها من الشعر وإعادة استعمالها. تكشف لبنى عن خبايا العديد من صالونات الحلاقة والتجميل بالعاصمة الإدارية والاقتصادية، قائلة «أنجزت العديد من التداريب بمحلات وصالونات للتجميل بسيطة وراقية، والخلاصة هي أن التنافس حول جلب الزبائن يدفع إلى تخفيض الثمن على حساب الجودة، وهناك بعض الصالونات التي تفتقد إلى الشروط الصحية رغم أن مظهرها يوحي بالعكس، حيث العديد من المشرفين على هذه المهنة يلجؤون إلى أساليب تنعكس سلبا على صحة المرأة، فمثلا «لاسير» يتم استعمالها مرات عديدة عبر إذابتها، فمن يدري فقد تكون زبونة مصابة بمرض جلدي فتنقل العدوى إلى أخرى». وتعتبر أن الوافد على أي مكان يمكن له مشاهدة ذلك، ويبدو من خلال حرص المجمِّلة على إلقاء «لاسير» المستعملة في إناء نظيف، حتى تستعمله مرة أخرى. إعادة إذابة «لاسير» المستعملة أمر شائع بين العاملات في المجال، فحسب رشيدة، فإنه بالرغم من معرفة العديد من السيدات لهذا الأمر، فإنهن يفضلن العودة إلى المحلات التي تقوم بهذه «الفعلة»، بسبب انخفاض الثمن.