يصنع الخل عن طريق تخمير النشا المتواجد في بعض النباتات كالعنب والتفاح والبرتقال والشمندر.. كما يمكن صناعته بطريقة كيميائية، وهو عبارة عن سائل ذو طعم حاد يحتوي على ماء وعدة حوامض عضوية مثل حامض الخليك ومواد طيارة ومواد عضوية. فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "سأل أهله الإدام، فقالوا: ما عندنا إلا خل، فدعا به، وجعل يأكل ويقول: نعم الإدام الخل[1].. تلعب الحوامض العضوية المتواجدة بالخل أهمية كبيرة جعلت منه مادة استعملت منذ القدم في الطب التقليدي لدى عدة شعوب من بينها الشعوب العربية، وقد قال ابن قيم الجوزية أنه ينفع المعدة الملتهبة، ويقمع الصفراء، ويدفع ضرر الأدوية القتالة، ويحلل اللبن والدم: إذا جمد في الجوف، وينفع الطحال، ويدبغ المعدة، ويعقل البطن ويقطع العطش، ويمنع الورم حيث يريد أن يحدث، ويعين على الهضم، ويضاد البلغم يلطف الأغذية، ويرق الدم. وإذا شرب بالملح، يضيف ابن قيم، نفع من أكل الفطر القتال، وإذا احتسى: قطع العلق المتعلق بأصل الحنك، وإذا تمضمض به مسخنا: نفع من وجع الأسنان، وقوى اللثة. وهو نافع للداحس: إذا طلى به، والنملة، والأورام الحارة، وحرق النار، وهو مشة للأكل، مطيب للمعدة، صالح للشباب، وفي الصيف لسكان البلاد الحارة. قال ابن سينا في القانون" يمنع الأورام والبثور وانتشار الغرغرينا وينفع من الداحس ومن النملة، إذا خلط بزيت ودهن به من به صداع شفي" وقال ابن البيطار"إذا بل الصوف غير المغسول به أو الإسفنج ثم وضع على الجروح أبرأها وقد يرد السرة أو الرحم إلى الداخل إذا نتأ إلى الخارج ويشد اللثة المسترخية وينفع من القروح الخبيثة التي تنتشر في البدن، إذا صب على نهش الهوام فإنه مضاد لها، وإذا تغرغر به قطع سيلان الفضول في الحلق ورفع اللهاة الساقطة، وإذا تمضمض به ساخنا أفاد من وجع الأسنان، يطفي حرق النار أسرع من كل شيء" وقال داود الأنطاكي في تذكرته" يحبس الفضلات ويقوي المعدة ويفتق الشهوة للطعام ويقوي المعدة الحارة ويقطع النزف والإسهال المزمن ويدمل القروح والجروح الطرية، ويزيل الأورام طلاء بالعسل والنقرس بالكبريت والخدر والكزاز والمفاصل بالحرمل، يقطع البواسير ويزيل الكلف والنمش، يمنع حرق النار طلاء، إذا هرس فيه بصل العنصل بالبطيخ ثم صفي وشمس أسبوعا وأخذ منه كل يوم 50 ملجم قطع عسر النفس وأوجاع الصدر وقروح الفم". يقول العلماء حديثا أن خل التفاح يعد من أحسن أنواع الخل وهو يفيد في علاج الذبحة الصدرية والقلق النفسي والربو والحروق، ونخر الأسنان بحيث يستعمل ساخنا مع قليل من القرنفل كما يصلح لعلاج الأرق ومشكل الدوالي، ومن جهة أخرى فعلماء التغذية يؤكدون على أن الخل يساعد على امتصاص الأملاح المعدنية كما يقوي المعدة والأمعاء، ويفتح الشهية ويساهم في وقاية جهاز القلب والشرايين، وفي هذا الصدد ينصح أخصائيو التغذية باستهلاك كمية قليلة من الخل يوميا مع الابتعاد عن الأنواع التي تحتوي على الكحول والتي تكون نسبة الحموضة فيها عالية جدا. —————————————— 1. صحيح مسلم، كتاب الأشربة، باب فضيلة الخل والتأدم به، ح: 2051.
