سجل عداد الإصابات بالفيروس التاجي في مدينة فاس تراجعا كبيرا، حدّ بشكل نسبي من تغول المرض بعاصمة الجهة، التي يوجد بمستشفياتها حتى الآن 187 مريضا قيد العلاج من أصل 718 يخضعون للبرتوكول العلاجي بالأقاليم التسعة في هذه الجهة، حيث سجلت العاصمة العلمية، خلال ال24 ساعة الماضية، 21 إصابة جديدة، بعدما ظلت الحالات المؤكدة تتراوح، خلال شهر غشت الماضي، ما بين 70 وأزيد من 100 حالة يوميا، قبل أن تعرف الحالة الوبائية انخفاضا في عدد الحالات بداية من الأسبوع الجاري. واستنادا إلى المعطيات التي حصلت عليها "أخبار اليوم" من مصدر قريب من خلية تدبير الحالة الوبائية في العاصمة العلمية، فإن السلطات الإدارية والصحية، وللحفاظ على المنحى التنازلي لعدد الإصابات بالمدينة، وضعت خطة محكمة لمحاصرة الفيروس بالأحياء التي تغول فيها كورونا خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، حيث عمدت السلطات، يوم أول أمس الأربعاء، يضيف المصدر عينه، إلى إغلاق الأحياء والتجمعات السكنية التي سجلت مؤخرا حالات الإصابة لكبح انتشار الفيروس. ويتعلق الأمر، بحسب مصادر الجريدة، بحي مونفلوري التابع إداريا لباشوية سايس، إذ وضعت السلطات الحواجز الحديدية لعزل هذا الحي، كما قامت بتثبيت السدود القضائية للشرطة بجميع مداخل الحي ومخارجه، لضبط ومراقبة حركة تنقل سكان الحي الممنوعين من مغادرته إلا برخصة استثنائية، فيما شددت السلطات مراقبتها الأمنية على المنطقة التي عرفت تفشيا للفيروس خلال المدة الأخيرة، والتي تضم المدخل الرئيس من جهة طريق صفرو ونورماندي وشارع مدرسة الإمام الغزالي، فيما امتدت الحواجز الأمنية حتى مدخل شارع الكرامة وشارع المنامة، حيث جاء إغلاق حي "مونفلوري"، القلب النابض للمقاطعة الحضرية لسايس، بعد أيام قليلة من عزل حي الأزهر التابع للمقاطعة الجماعية أكدال وسط المدينةالجديدة. هذا وكشفت معطيات الرصد الصحي لمديرية الصحة بجهة فاس-مكناس، بخصوص الحصيلة اليومية للحالة الوبائية خلال ال24 ساعة الأخيرة، حلول مدينة فاس في المرتبة الأولى من حيث مجموع الإصابات المسجلة فيها منذ منتصف شهر مارس الماضي حتى الآن، بلغت 5993 حالة و145 حالة وفاة، منها 21 إصابة سجلت ضمن الحالات الجديدة يوم أول أمس الأربعاء وحالة وفاة واحدة، تليها عمالة مكناس ب14 إصابة جديدة من أصل 1296 حالة، وحالة وفاة واحدة رفعت عدد الوفيات بالعاصمة الإدريسية إلى 38 متوفى، فيما سجل إقليمصفرو 15 إصابة جديدة، وإقليماتازة وإفران 10 حالات، والحاجب 3 حالات، خلال ال24 ساعة الأخيرة، أما أقاليم تاونات ومولاي يعقوب وبولمان فلم تسجل بها أي إصابة منذ بداية الأسبوع الجاري. ونشرت مصالح المديرية الجهوية للصحة بفاس، على موقعها الرسمي، تقييما للحالة الوبائية خلال الأسبوع الممتد من 29 غشت إلى 5 شتنبر الحالي، حيث تميزت هذه الحصيلة، كما قالت، بدخول الجهة مرحلة المنحى التنازلي للإصابات المسجلة، والتي بلغت خلال أسبوع كامل 910 حالات جديد مؤكدة و1128 حالة شفاء خلال نفس الفترة، إذ تتنبأ السلطات الصحية بمواصلة عداد الإصابات النزول بالجهة، معولة في ذلك على التنزيل اليومي للإجراءات الاحترازية والوقائية وتشديدها، وكذا التحول الملحوظ في وعي السكان بخطورة الفيروس على صحتهم ومحيطهم، فيما يبقى المؤشر المقلق في الحالة الوبائية، تضيف مديرية الصحة بفاس في تقييمها، هو تزايد حالات الوفيات بسبب مضاعفات الوباء، إذ حصد الفيروس خلال الأسبوع الممتد من 29 غشت إلى 5 شتنبر الحالي 42 حالة وفاة جديدة، موزعة إجمالا على مدينة فاس ب 25 حالة، تليها مكناس ب7 وفيات، ثم إقليمتازة ب 3 وفيات، حيث تواجه المصالح الطبية بقسم الإنعاش والتخدير والعناية المركزة بالمركز الاستشفائي الجامعي في فاس، والمستشفى العسكري مولاي إسماعيل بمكناس، صعوبات حقيقية في الاستجابة للحالات الحرجة من مرضى "كوفيد-19′′، التي هي في تزايد مستمر يوما بعد يوم جراء مضاعفات الوباء، أغلبها يوجد تحت التنفس الاصطناعي، ما يوضح أن هناك ارتفاعا مرتقبا في معدل الإماتة بكورونا فقي هذه الجهة، التي وصل بها مجموع الوفيات المسجلة منذ دخول الفيروس إليها، منتصف شهر مارس الماضي حتى الآن، 232 حالة وفاة.