شبح الهجرة السرية انطلاقا من الشمال المغربي، يهز الدولة والرأي العام، الإسبانيين، بعد تمكن نحو 450 مهاجرا سريا من إفريقيا جنوب الصحراء، من دخول مدينة سبتةالمحتلة، فجر يوم أمس الجمعة، في سابقة من نوعها في ال15 أيام الأخيرة، حسب ما كشفته مصادر مطلعة بالشمال ل"اليوم24″. وذهبت صحيفة "البويبلو دس سبتة"، إلى أبعد من ذلك، حيث أفادت، نقلا عن مصادرها الأمنية، أن عدد المهاجرين الذين تسللوا إلى المدينةالمحتلة، في غفلة من الأمنين المغربي والإسباني، بلغ 500 مهاجرا. هذا في الوقت الذي كشفت فيه صحيفة "الفار ودي سبتة"، أن الأرقام الأولية تشير على الأقل إلى دخول 400 مهاجرا من أصل 700 مرشحا قاموا بعملية الاقتحام. الاقتحام استنفر وزارة الداخلية الإسبانية التي وجدت نفسها مجبرة، في ظل تواجد المسؤول الأول فيها، خوان إغناسيو ثويدو في اجتماع أمني ببروكسيل، إلى إصدار بلاغ مقتضب يفيد بان كاتب الدولة للشؤون الأمني، خوسي أنطونيو نييتو، انتقل إلى مدينة سبتة للوقوف عن قرب على الإجراءات العملية المتبعة من قبل الأجهزة الأمنية بسبب الاقتحام الجماعي. المهاجرون الذين كانوا يتحصنون في الغابات المجاورة لمدينة سبتة قاموا بعملية الاقتحام حوالي الساعة الخامسة صباحا، من يوم أمس عبر مجموعة من النقاط الحدودية. لكن، حسب مصادر إسبانيا، فأكبر اقتحام تم بعد تمكن المهاجرين من تحطيم أحد الأبواب الحديدة بالسياج الحدودي والذي يتم إرجاع المهاجرين غير النظاميين عبره إلى الجانب المغربي. مصادر بالشمال، كشفت أيضا، أن مثل هذه العملية الكبيرة يخطط لها المهاجرون مسبقا وبدقة عالية. هذا العملية خلفت أكثر من 20 جريحا في أوساط المهاجرين، مما تطلب نقلهم إلى مستشفى المدينة، كما تم تسجيل أيضا إصابات في صفوف عناصر الأمني الإسباني، ثلاثة منهم يوجدون في حالة حرجة، نظرا إلى استعمال المهاجرين للعصي والحجارة أثناء عملية الاقتحام. على صعيد متصل، أوضح "البويبلو دي سبتة" ان هذا الاقتحام الجماعي يعتبر الأكبر في السنوات الأخيرة، والذي يأتي بعد تمكن 250 مهاجر من دخول سبتة بنفس الطريقة في 31 أكتوبر الماضي. هكذا منذ سنة 2005 لم تسجل مثل هذه الاقتحام الذي ياتي، أيضا، بعد يومي من الاجتماعي الثنائي بالرباط بين محمد حصد، وزير الداخلية المغربي، ونظيره الإسباني، وخوان إغناسيو ثويدو، حيث اتفق على تعزيز وتقوية التعاون في مجال الهجرة، كما يأتي هذا الاقتحام، الذي من المرتقب أن يثير الكثير من الجدل في الساعات المقبلة، بعد ثلاثة أيام على فاجعة انتشال جثث أربعة مهاجرين غير نظاميين واختفاء آخرين قبالة سواحل الحسيمة. وإلى ذلك، لازال الجميع ينتظر الجميع القرار الذي ستتخذه السلطات الإسبانية بخصوص المهاجرين الذين تمكنوا من دخول سبتة خلال هذه العملية، إذ تطرح إمكانية تسليمهم إلى المغرب. وهو الأمر، الذي ترى فيه بعض الجمعيات والمنظمات الحقوقية انتهاكا واضحا لحق المهاجرين في طلب اللجوء بإسبانيا.