في تصريح لأندلس برس، اتهمت السيدة نادية العثماني، رئيسة جمعية الأمل ورئيسة الفدرالية الإسبانية لجمعيات النساء المهاجرات، سفير المملكة المغربية في إسبانيا، أحمد ولد سويلم شخصيا ب"التجاهل التام" لمشاكل الجالية المغربية في إسبانيا. وأوضحت أن الحادث المؤلم الذي تعرض له المواطن المغربي عبد الله العسلي، والذي أصيب من جرائه بشلل تام قد أكد انطباعها بأن رئيس البعثة الدبلوماسية المغربية في إسبانيا "غائب عن هموم هذه الجالية ومشاكلها". وأوضحت هذه الناشطة الحقوقية أن هذا السلوك السلبي مناقض للتعاون الكبير الذي أبداه الموظفون سواء في القنصلية أو السفارة المغربية في مدريد، وعلى رأسهم القنصل المغربي في العاصمة، الذي قالت عنه أنه "يضر بسمعة المغرب في هذا البلد". واستغربت العثماني كون سفارات دول بعيدة جغرافيا عن المغرب كسفارة النرويج اهتمت بموضوع العسلي وأعربت عن استعدادها لتقديم المساعدة، بينما لقيت من الجهات العليا المغربية في إسبانيا تجاهلا واستخفافا تامين. هذا وكانت أندلس برس قد نشرت يوم السبت 18 مارس، خبرا مفاده أن الشاب المغربي عبد الله العسلي، أصيب بإعاقة دائمة بعد تعرضه للتعذيب في أخد مخافر الشرطة الوطنية الإسبانية بمدينة واد الحجارة (كوادالاخارا، شرق مدريد) وهو يوجد حاليا في مصلحة العناية المركزة للمستشفى الجامعي بنفس المدينة. وفي إفادات للجريدة، أكدت رئيسة جمعية الأمل، نادية العثماني، التي تستعد للقيام بحملة مع عدد من الجمعيات الإسبانية للتنديد بهذا الاعتداء الشنيع، أن الشرطة الإسبانية قامت باعتقال الشاب المغربي يوم فاتح مارس الجاري عندما كان يشاهد مباراة لكرة القدم بملعب الحي الذي كان يقطنه في مدينة واد الحجارة واقتادته لمخفر الشرطة الذي خرج منه محمولا على نقالة الإسعاف. وحسب شهادة أصدقاء عبد الله العسلي، فقد تقدم عنصران من الشرطة الإسبانية بزي مدني من المواطن المغربي يوم فاتح مارس على الساعة التاسعة ليلا وطلبا منه بطاقة الإقامة فأخبرهم هذا الأخير بأنه في طور تسوية وضعيته القانونية. حينها اتصالا بالشرطة الوطنية التي أرسلت على الفور دورية اقتادته إلى مخفر وسط المدينة. ستة أيام بعد ذلك اتصل أصدقاء الضحية الذين يقطنون معه في نفس المنزل بالشرطة للاستفسار عن غياب صديقهم وانقطاع أخباره منذ اقتياده لمخفر الشرطة، فأخبرهم أحد المسئولين بأنه تم ترحيله إلى المغرب. بعدها اتصلوا بعائلته، بمدينة آسفى التي ينحدر منها، فنفت علمها بالموضوع مما أثار لديهم بعض الشكوك. وفي يوم 15 مارس اتصلت إدارة المستشفى بأصدقاء الضحية واستفسرتهم عن آخر مكان كان يقطن به قبل الاستقرار بمدينة واد الحجارة، فأخبروهم أنه كان يعمل في قطاع الفلاحة بمدينة مورسيا، جنوب شرق البلاد. بعدها أشعروهم بأن صديقهم يوجد في المستشفى المركزي للمدينة تحت العناية المركزة دون إعطائهم أية تفاصيل أخرى عن حيثيات دخوله المستشفى. في اليوم الموالي انتقل عدد من أصدقاء عبد الله إلى المستشفى ليجدوه بين الحياة والموت مقعدا لا يستطيع الحراك ويحمل آثار جرح غائر على رقبته كما أن مدير المستشفى أخبرهم أن صديقهم دخل مصلحة العناية المركزة يوم فاتح مارس على الساعة الحادية عشرة ليلا، أي ساعتين بعد اعتقاله واقتياده لمخفر الشرطة، مما أكد لهم أنه تعرض للتعذيب على يد الشرطة. اتصل بعد ذلك أصدقاء الضحية بالسفارة المغربية لإشعارها بهذا الحادث وطلب تدخلها لدى الشرطة الإسبانية لاستفسارها عن حيثيات إصابة الضحية، لكن المسئول في السفارة المغربية الذي كان على الطرف الآخر من الخط أقفل الهاتف في وجههم... نفس الشيء بالنسبة للقنصلية المغربية بمدريد التي رفضت الاستماع إليهم. وفي تصريح لأندلس برس، عبرت رئيسة جمعية الأمل عن امتعاضها "أولا من هذا العمل الشنيع الذي اقترفته الشرطة الإسبانية في حق هذا الإنسان ثم من الاحتقار الذي تتعامل به السلطات الدبلوماسية والقنصلية المغربية مع المواطنين المغاربة"، قبل أن توجه "نداء إلى جلالة الملك محمد السادس والحكومة المغربية من أجل التدخل" ووضع حد لما أسمته ب"الحقرة المزدوجة" التي يعيشها المغتربون المغاربة.