تغيير "توقيت غرينيتش" بالمغرب وتثبيت الساعة الصيفية على طول السنة ثم حذف هذه الساعة في شهر رمضان، بات يخلق ارتباكا في مجال الحياة العامة والخاصة للمواطنين، ومما لا شكل فيه أن آثار هذا التغيير في التوقيت يؤثر صحيا ونفسيا على الأشخاص خاصة منهم المرتبطين بالعمل أو الدراسة. جواد مبروكي، الأخصائي النفسي، يرى أن تغيير الساعة في كل فترة "يتسبب في انعكاسات صحية سلبية مثل القلق وانخفاض مستوى المعنويات الشخصية والاحباط واضطراب النوم والمزاج"، معتبرا أن، "كل هذه الأعراض أرضية للإصابة بأمراض الاكتئاب". وقال مبروكي، في تصريح لموقع القناة الثانية، إن القلق واضراب المزاج والارهاق يتضاعف بسب جهد التكيف مع التغيير الزمني، مشيرا إلى أن جهد التكييف يكون سلبيا عند الأفراد الذين يعانون مسبقا من القلق والاكتئاب، وبالتالي، بحسبه، "تصبح لهم قابلية كبيرة لفقدان السيطرة على انفعالاتهم واللجوء إلى العنف بسرعة عند أقل أو أتفه سبب". وزاد الأخصائي النفسي قائلا: " حسب الأشخاص الذين استقبلهم فهم يشتكون في الشهر الأول بعد تغيير الساعة من الاضطراب في النوم وشعورهم بالتعب طيلة النهار"، وتابع مفسرا أن الساعة البيولوجية في الدماغ والغدد تشتغل طبيعياً حسب شروق وغروب الشمس، وحسب نسبة الضوء الطبيعي الذي تلتقطه العين". مضيفا، أن "نظام الدماغ والغدد لهم علاقة وطيدة مع نظام النهار والليل وفصول السنة ولهذا نتحدث عن الزمن البيولوجي". واعتبر ذات المتحدث، أن "الجسم يتكيف مع تغييرات الفصول بشكل تدريجي وطبيعي، وعندما نضيف أو ننقص ساعة نخلق تغييرا مفاجئا وحادا وربما عنيفا، ويصبح مُكلفا جداً على صحة البدن إذ أن استعادة توازنه الاعتيادي تستغرق مدة زمنية طويلة". ولفت الأخصائي النفسي، إلى أن الأمر الصعب هو ذلك "العبئ الذي يفرضه تغيير التوقيت على الدماغ بتكيف نفسه مع زيادة ساعة إذ يتطلب منه في وقت وجيز الرجوع إلى ما كان عيه من توقيت سابق ويجب عليه أن يبذل مرة أخرى جهدا آخر ليتكيف مع التغير المفاجئ في نمطه الزمني، هذا مع العلم أنه بعد شهر يفاجأ مرة أخرى بتعديل التوقيت بحيث يتوجب عليه أن يتخلى للمرة الثالثة عن المجهود الذي سبق له بذله من قبل".