تنسيق أمني مغربي مالي يمكن من تحرير أربعة مغاربة كانوا مختطفين من طرف تنظيم إرهابي    الصين: نمو تجارة الخدمات بنسبة 8 بالمائة في النصف الأول من 2025        مصرع شخصين في حادثة سير مروعة بضواحي طنجة    تنسيق أمني مغربي-مالي يُنهي كابوس السائقين المغاربة المختطفين    سلطات المضيق تباغث من جديد المركبات السياحية والسكنية وتحجز عشرات المظلات والكراسي    علي الصامد يشعل مهرجان الشواطئ بحضور جماهيري غير مسبوق    الرباط تحتضن النسخة الأولى من "سهرة الجالية" احتفاءً بالمغاربة المقيمين بالخارج    توقيف قائد للاشتباه في تورطه بإحدى جرائم الفساد    تحرير السائقين المغاربة من يد تنظيم داعش الإرهابي إنتصار إستخباراتي مغربي يعيد رسم معادلات الأمن في الساحل    منخرطو الوداد يطالبون أيت منا بعقد جمع عام لمناقشة وضعية الفريق عبر مفوض قضائي    ديون وادخار الأسر المغربية.. قروض ضمان السكن تتجاوز 32 مليار درهم    حادثة سير مروعة تخلف قتيلين على الطريق الوطنية الرابطة بين الحسيمة وتطوان    المندوبية السامية للتخطيط: جهة الشمال تسجل أدنى معدل في البطالة بالمغرب    مؤسسة محمد الخضير الحموتي تفضح مؤامرات النظام الجزائري.. وتؤكد: من يعبث بوحدة المغرب ستحرقه نار الانفصال    من قلب الجزائر.. كبير مستشاري ترامب للشؤون الأفريقية يكرّس الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء ويدعو لمفاوضات على أساس الحكم الذاتي    الانتخابات التشريعية في خطاب العرش: رؤية ملكية لاستكمال البناء الديمقراطي وترسيخ الثقة    شخصيات فلسطينية تشيد بالمبادرة الإنسانية التي أطلقها الملك محمد السادس    الممثلة الخاصة للأمم المتحدة في ليبيا تشيد بالتزام المغرب وتعرب عن تقديرها العميق للمملكة لتيسير الحوار الليبي-الليبي    النقص الحاد في المياه يفاقم مآسي الجوع والنزوح في قطاع غزة    الانخفاض ينهي تداولات بورصة الدار البيضاء    غينيا تهزم النيجر بهدف في "الشان"    رابطة الكتبيين بالمغرب تحذر من أساليب تجارية «مضلّلة» وتدعو لحوار وطني حول مستقبل الكتاب المدرسي    أولمبيك آسفي يتعاقد رسميا مع الإيفواري "أبو بكر سيلا"    قضية حكيمي تثير جدلًا حقوقيا وقانونيا.. ونشطاء فرنسيون يطالبون بإنصافه    موجة حرّ قياسية تصل إلى 47 درجة وأمطار رعدية مرتقبة بعدد من مناطق المملكة هذا الأسبوع    "فدرالية ناشري الصحف" تدعو الحكومة لمراجعة موقفها من قانون مجلس الصحافة    الرئيس الأيرلندي يدعو غوتيريش لتفعيل الفصل السابع ضد إسرائيل    بنكيران يدخل على خط مهاجمة الريسوني للتوفيق ويعتبر أنه من غير "اللائق أن ينعت وزارة الأوقاف بتشويه الإسلام"    كوندوري تلتقي بوفد من المستشارين    الدار البيضاء تستضيف الدورة الأولى من مهرجان "عيطة دْ بلادي"    باحث يناقش رسالة ماستر حول الحكامة المائية في ضوء التجارب الدولية بكلية الحقوق بالدار البيضاء    بجلد السمك.. طفل يُولد في حالة غريبة من نوعها    انخفاض أسعار النفط بعد اتفاق "أوبك+" على زيادة الإنتاج    فنادق أوروبا تلاحق "بوكينغ" قضائياً    إسبانيا تنفي إنزال علمها من جزيرتي الحسيمة    "الجايمة"..أشهر مطعم مغربي في ألميريا يُغلق أبوابه نهائيًا    من الزاويت إلى الطائف .. مسار علمي فريد للفقيه الراحل لحسن وكاك    دعوات لاحتجاجات أمام ميناء الدار البيضاء رفضا لاستقبال "سفن الإبادة"    الأطعمة الحارة قد تسبب خفقان القلب المفاجئ    لا أنُوء بغزّة ومِنْهَا النُّشُوء    مقاومة الأداء الإلكتروني بالمغرب تعرقل جهود الدولة نحو الشمول المالي    كأس أمم إفريقيا للاعبين للمحليين 2024.. المغرب مرشح قوي تترقبه أعين كل المنافسين على اللقب    إنتر ميامي يعلن غياب ميسي لأجل غير مسمى    الدخول المكثف للجالية يدفع الدرهم المغربي للارتفاع أمام الأورو    ترتيب شباك التذاكر في سينما أميركا الشمالية    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الاثنين        توقعات أحوال الطقس اليوم الإثنين بالمغرب    وفاة الممثلة الأميركية لوني أندرسون عن عمر ناهز 79 عاما    بطولة انجلترا: تشلسي يتعاقد مع الظهير الأيسر الهولندي هاتو    دراسة كندية: لا علاقة مباشرة بين الغلوتين وأعراض القولون العصبي    دراسة: الانضباط المالي اليومي مفتاح لتعزيز الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية    بنكيران يدعو شبيبة حزبه إلى الإكثار من "الذكر والدعاء" خلال عامين استعدادا للاستحقاقات المقبلة    حبس وغرامات ثقيلة تنتظر من يطعم الحيوانات الضالة أو يقتلها.. حكومة أخنوش تُحيل قانونًا مثيرًا على البرلمان    "العدل والإحسان" تناشد "علماء المغرب" لمغادرة مقاعد الصمت وتوضيح موقفهم مما يجري في غزة ومن التطبيع مع الصهاينة    التوفيق: كلفة الحج مرتبطة بالخدمات    في ذكرى عيد العرش: الصحراء المغربية وثلاثة ملوك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تفاصيل جديدة: الشرطي مرتكب مجزرة بلقصيري غير نادم و يكشف عن مبرراته
نشر في أريفينو يوم 13 - 03 - 2013

الشرطي الذي قتل زملاءه ببلقصيري:مقدم شرطة استفزني وسبني فقتلته بثلاثة رصاصات
خرج حسن البلوطي مقدم الشرطة الذي قتل ثلاثة من زملائه في مفوضية الشرطة يوم الأحد الماضي عن صمته، وشرع مساء يوم الثلاثاء في الكلام بعدما استفاق من آثار هول الجريمة التي اقترفها بسلاحه الوظيفي، وقال للمحققين “إن سعيد الفلاحي، مقدم شرطة استفزني وسبني، ولم أتمالك نفسي، وأخرجت مسدسي، وقتلته بثلاث رصاصات اخترقت رأسه”.
واستنادا إلى مصادر مقربة من التحقيق، قالت “الصباح” في عدد الخميس 14 مارس، فإن سعيد الفلاحي الذي كان أول ضحية للبلوطي، دخل مع الأخير في ملابسات حول التعليمات التي تلقاها من رئيس المفوضية، القاضية بحرمانه من العمل في الحاجز الأمني، الذي اعتبره البلوطي مؤامرة ضده، فأقدم على تصفية زملائه في المهنة، وكان ينوي إسقاط ضحايا آخرين، لكن تعطل مسدسه، وفق ما أفاده المحققين، حال دون ذلك.
وأجمل البلوطي أسباب فعله الإجرامي، أثناء الاستماع إليه، في ثلاثة ضغوطات هي ضغوطات العمل، وحرمانه من لباس الأمن، ومنعه من العمل في الحاجز الأمني.
إحالة مرتكب مجزرة ” كوميسارية ” بلقصيري على الوكيل العام باستئنافية القنيطرة:
قال انه غير نادم على مجزرته وكشف عن مبرراتها
سعيد الوافي القنيطرة
الاربعاء 13 مارس 2013 – 16:15
أنهت الشرطة القضائية بالقنيطرة التحقيق مع الشرطي مرتكب مجزرة ” كوميسارية ” مشرع بلقصيري ، حيث أحيل صباح يومه الأربعاء المتهم على الوكيل العام لدى اسنئنافية القنيطرة ، تحت حراسة أمنية مشددة .
وعلم ان عناصر الشرطة القضائية قد نجحت مساء أمس في انتزاع تصريح الشرطي الذي برر جريمته ب ”بإقصائه من لائحة ” الباراج ” وسوء معاملته المستمرة من طرف مسؤوليه المباشرين وتهديده بارتداء الزي الرسمي للشرطة ، بعدما قضى سنين طويلة وهو يعمل مرتديا لباسه الشخصي ” .
وكان الجاني قد رفض الرد على أسئلة المحققين ، قبل ان يتراجع عن موقفه ويجيب عناصر الفرقة الجنائية ببرودة دم مصرحا لهم انه غير نادم تماما على تصفية زملائه .
ابن الشرطي الذي قتل 3 من زملائه ل”فبراير.كوم”:الحكرة والغبن وراء هستيريا والدي
قال فهد ابن الشرطي الذي قتل ثلاثة من زملائه أن والده عانى كثيرا، وأنه كان ضحية تنقل من طنجة إلى مشرع بلقصري في الآونة الأخيرة، وضحية ظروف إجتماعية قاسية.
وأضاف، أن بعض من مرؤوسيه لم يقدروا الأزمة النفسية التي كان يعاني منها، وأن الإحساس بالظلم والحكرة، هو الذي عقد وضعيته النفسية، بعد أن نقله أحد رؤسائه من طنجة إلى مشرع بلقصيري، خلال واحدة من زيارات الملك محمد السادس إلى طنجة..
فهل يفتح بوشعيب أرميل تحقيقا في هذه النازلة، لمعرفة الدوافع التي قادت الشرطي إلى قتل زملائه، وإن كان لا شيء يبرر القتل؟ وهل ستكشف الإدارة العامة للأمن الوطني عن مضامين التحقيق في قضية مشرع
بلقصيري التي تحولت إلى قضية رأي عام تابعها بصدمة وأسى بالغين؟
معارف الشرطي القاتل يشهدون له بالطيبوبة وخصومته كانت مع رئيسه
لم يدرك أنه قتل أحد أصدقائه ورجل استعلامات أقنعه بالإستسلام
حميد المهدوي -نحن الآن أمام مقر مفوضية الشرطة لمدينة مشرع بلقصيري، المدينة الصغيرة التي اهتزت على وقع حادث شنيع يوم الأحد 10 مارس، حين أقدم شرطي(خمسين سنة) على قتل ثلاثة من زملائه بمسدسه الوظيفي داخل نفس المقر المذكور.
أمام المفوضية تقف حشود غفيرة من سكان المدينة الصغيرة، من مختلف الأعمار رجال ونساء. القسم الكبير من الحشد يضم أطفالا وشبابا يدفعهم فضولهم لمعرفة ما يجري. لا حديث يجمعهم سوى ما وقع يوم الأحد الأسود.
يضرب رجال أمن بزيهم الرسمي طوقا صارما حول باب المفوضية. فيما غطى رجال أمن آخرون معظم شوارع المدينة ومداخلها.
التعيمات الصادرة لرجال الشرطة صارمة. لا حديث مع الصحافة: “خويا راه كاين توجيه من الفوق باش ما نهضروش مْع الصحافة”، يرد شرطي ينظم حركة المرور، قادنا إليه شخص معروف بقوة شبكته الإجتماعية داخل المدينة.
يخيم حزن كبير على المدينة. أغلب الوجوه واجمة لم تصدق هول الفاجعة. ننتقل إلى أكثر من حي وشارع ونحن نستقي آراء الناس حول ما جرى.
صراع على”غنيمة”
“سمعت من بعض الزملاء أنه ساهم قبل وقوع الحادث في إيقاف تاجر مخدرات، جرى إطلاق سراحه في نفس الليلة بعد أن قدم رشوة حضي رئيس مفوضية الشرطة بنصيب الأسد منها، فيما حرم هو من نصيبه منها، أو لعله وصله منها فقط الفتات، وربما كان هذا ما دفعه للقيام بما قام به” يقول شخص قريب جدا من رجال الأمن، طلب عدم ذكر اسمه، وهو يتحدث عن حسن بلوطي، مقدم الشرطة، قاتل زملائه الثلاثة.
ليس هذا المقرب من رجال الأمن وحده من سمع بهذه الرواية، بل إن ثلاثة مصادر أخرى تؤكد أنها سمعت بما سمع به نفس المصدر، بخصوص ما جرى بين رئيس المفوضية والشرطي قبل الفاجعة.
لكن مصادر أخرى تعزو الحادث إلى عوامل أخرى: “عاد مؤخرا من الناظور بعد ما كان هناك في إطار مهمة، ليفاجأ بقرار من رئيسه يقضي بإلزامه ارتداء اللباس الرسمي مع منعه من التواجد بنقط التفتيش التي تقام بمدخل المدينة إضافة إلى نقله إلى المقاطعة الثانية”، يقول شخص بدا ملما بتفاصيل كثيرة داخل المدينة.
الشرطي القاتل في حالة هيجان شديد
كل الروايات بدون استثناء تجمع على أن رجال الشرطة الثلاثة الذين أردتهم رصاصات زميلهم، هم فقط كانوا ضحايا حظهم المعثور الذي جعلهم يتواجدون في مكان الجريمة بدون ميعاد مع ما كان ينتظرهم. حيث تؤكد كل الشهادات أن المستهدف كان هو رئيس المفوضية وليس من قُتلوا من رجال الشرطة.
يسترجع أحد مصادرنا شريط الأحداث:”كان يسير هائجا وفي حالة هستيرية شديدة، قبل الساعة الواحدة في اتجاه المفوضية، صعد الدرج صوب الطابق الثاني حيث يوجد مكتب الرئيس، فواجهه شرطي السكرتارية، وحين حاول الأخير صده عن الدخول إلى مكتب الرئيس أطلق النار عليه، سمع شرطي آخر طلقة النار فصعد لتفقد ما يجري فإذا برصاصة تخترق جسده، قبل أن يذوي صوت الرصاص خارج المقر ليلتحق شرطي ثالث كان لتوه يشرب كوب شاي بمقهى مجاور من المفوضية ويصعد الدرج فكان نصيبه نصيب زميليه من الرصاص”.
وحسب نفس المصدر “فإن الشرطي الأخير لم يكن سوى أقرب صديق للقاتل”، “حتى إن الأخير عندما استرجع وعيه قليلا وأُخبر بعد ذلك بأنه قتل صديقه رشيد بكادير، لم يصدق ما سمع” يضيف نفس المصدر.
رجل استعلامات يقنع الجاني بالاستسلام
ينفي مصدر الموقع أن يكون الشرطي قد احتجز أربعة من زملائه بعد أن كان قد قتل ثلاثة من زملائه، كما تم الترويج لذلك على نطاق واسع. ويؤكد أنه هو من سرب الخبر للصحافة بعد أن كان قد تلقى معلومة خاطئة.
وبالنسبة لنفس المصدر، فإن رجل استعلامات هو من استطاع أن يقنع الشرطي بتسليم نفسه وسلاحه بعد أن كان قد أقسم بأن يقتل كل من صعد إلى الطابق الثاني للمفوضية قبل أن يأتي المدير العام للأمن الوطني ويستمع لشكاويه، بحسبه.
” ربما رجل الاستعلامات هذا كان يعرفه من قبل أو تربطه به علاقة جيدة، لكن المؤكد أنه هو من هاتفه قبل أن يصعد إليه ويقنعه بتسليم نفسه”، يضيف نفس المصدر.
الشرطي القاتل طيب ومرح بطبعه
لم نسمع شهادة واحدة للعديد ممن صادفناهم تتحدث بسوء عن الجاني؛ حيث كل الشهادات تجمع على طيبوبته ومرحه: ” لا زلت لحد الساعة مصدوما وغير مصدقا لما جرى، كان يتردد دوما على المقهى، ولم أسجل بحقه يوما أنه تصرف بسوء”، يقول صاحب مقهى مجاور لمقر الشرطة الذي شهد الحادث، قبل أن يضيف وهو يشير بيده اليمنى إلى مقر الشرطة: “المشكل عندهم هناك داخل مقرهم وليس داخل نفسية الشرطي”.
وإذا كانت كل الشهادات المستقاة من طرف الموقع حول الشرطي القاتل تجمع على طيبوبة الأخير، فإن كل من صادفناهم، وعددهم فاق العشرين شخصا، يتحدثون بسوء عن رئيس مفوضية الشرطة.
1800 درهم كل ما يتبقى من راتب الشرطي القاتل
مشرع بلقصيري، مدينة صغيرة جدا ربما لهذا تجد نفس الروايات على طرف كل الألسنة؛ حيث الجميع يؤكد على أن الشرطي كان يعيش ظروفا مادية واجتماعية صعبة للغاية.
فعلى المستوى المادي يؤكد مصدرين مقربين جدا من زملاء الشرطي القاتل أن الأخير لم يكن يتبقى له من راتبه الشهري سوى 1800 درهم، نتيجة الديون العديدة المتراكمة عليه، ذات المصادر تشير إلى أن الجاني يتحمل عبئ أسرة، تتكون من زوجة وخمسة أبناء أحدهم يوجد بسجن تطوان على خلفية تورطه في تجارة مخدرات، مضيفين بأن الشرطي القاتل يكتري منزلا في مشرع بلقصيري وله ديون في تطوان.
أما على المستوى الإجتماعي، فكل مصادرنا تؤكد على حجم الفتور الذي كان يشوب علاقته مع زوجته نتيجة عدم رضاها على العيش داخل مدينة مشرع بلقصيري بعد أن كانت تستقر في مدينة تطوان.
وتؤكد المصادر على أن الزوجة كثيرا ما كانت تغادر المدينة لعدم رضاها عليها وهو شعور يقاسمه فيها أبنائها.
رجال الشرطة يبكون زميلهم ويشيعونه إلى مثواه الأخير
أمام منزل أحد الضحايا، وهو الشرطي سعيد الفلاحي (52 سنة، متزوج وأب لأبناء) تقف حشود غفيرة من المواطنين على طول الممر الذي يقود إلى منزله. بينما يصطف حشد آخر داخل خيمة كبيرة بُنيت مباشرة أمام باب المنزل.
الساعة تشير إلى السابعة مساءً، سبعة أفراد من رجال الشرطة يقفون متراصين أمام الحي الذي يقود مباشرة إلى منزل الفقيد سعيد الفلاحي، فيما ينتشر عدد كبير آخر من رجال الشرطة أمام كل المداخل المؤدية لنفس الحي.
جثمان رشيد باكادير (43 سنة، أب لطفلين) تم تشييعه بدوار الكدادرة القريب من مشرع بلقصيري، فيما جثمان زميلهما الثالث رشيد الحيمر(49 سنة أب لثلاثة أبناء) شيع بدوار العبابشة القريب من نفس المدينة.
يبدو التأثر واضحا على عدد من رجال الشرطة، معظمهم يذرف الدموع، فيما آخرون ينظمون مراسيم الجنازة.
يتقدم قرابة أربعة أفراد إلى سيارة الإسعاف، قبل أن يفتحوا الباب بعناية فائقة ويقدمون التحية الرسمية إجلالا لروح الفقيد. تعالت الأصوات من كل الاتجاهات واختلط النحيب بالشعارات والتكبير. يرفع أفراد الشرطة الأربعة نعش سعيد الملفوف بالعلم الوطني فوق أكتافهم، فيتقدمون به صوب باب منزله. يضعون النعش أرضا أمام باب المنزل، فتسقط فوقه سيدة صارخة بلباس أبيض على ظهرها صبي يرجح أنها أرملة الفقيد. دقائق قليلة بعد ذلك يعود نفس رجال الشرطة إلى حمل النعش وسط النحيب والبكاء والتكبير، متوجهين إلى مقبرة المدينة؛ حيث وُوري الثرى جثمان الفقيد في حدود الساعة التاسعة ليلا، لتعود المدينة الصغيرة لتغوص في ظلام ليل بهيم يلف معه لغز أبشع جريمة شهدتها الشرطة المغربية منذ تأسيسها قبل عدة عقود…
الشرطي القاتل تحدث إلى زوجته هاتفيا فور ارتكابه جريمته ورئيسه توسل إليه وقبل رجليه قبل أن يفر وينفذ بجلده

صورة المقدم حسن البلوطي المتهم بقتل 3 من زملائه (عن أخبار اليوم)
تحكي الرواية التي جاءت بها جريدة “أخبار اليوم” عن حادث مقتل ثلاثة شرطيين على يد زميل لهم بمفوضية الشرطة بمشرع بلقصيري يوم الأحد 10 مارس، أن المتهم “حسن البلوطي” اتصل بزوجته فور ارتكابه للجريمة وأخبرها بأنه ارتكب جريمة بمقر عمله وأنه وجه رصاصات قاتلة لثلاثة من زملائه، وأن اثنان منهما توفيا على الفور فيما الثالث ظل يصارع الموت لدقائق.
لم تصدق الزوجة ما كان يتلفظ به زوجها حسن، بعد ذلك بثوان اتصل حسن بابن خالته القاطن بالدارالبيضاء ليخبره بنفس ما أخبر به زوجته، وأوصاه خيرا بأبنائه الخمسة وزوجته.
اتجهت الزوجة صوب مفوضية الشرطة لتتأكد من كل ما جاء في مكالمة زوجها، حيث وجدت الناس يتداولون الخبر بكثير من الريبة، بعد أن توافدت على مقر المفوضية عائلات الضحايا والكثير من سكان المدينة للتأكد من الخبر.
تم نقل حسن على وجه السرعة تحت حراسة مشددة إلى القنيطرة حيث باشرت معه مصالح الشرطة القضائية التحقيقات الأولية.
وتجمهر الناس أمام مفوضية الشرطة بمشرع بلقصيري ومن بينهم عائلة المقدم سعيد الفلاحي، البالغ من العمر 46 سنة، أحد الضحايا الثلاث، أما القتيلان الآخران فهما رشيد بكادير ضابط شرطة ورئيد الحيمر مقدم شرطة.
ذكرت “أخبار اليوم” أن روايات مختلفة تناقلها سكان مشرع بلقصيري حول أسباب الحادث، والرواية الأكثر تداولا أن حسن البلوطي كانت لديه مشاكل كثيرة مع رئيسه المباشر، وهو رئيس المفوضية الذي أبعده أرميل بمجرد وصوله للمدينة، وتضيف نفس الرواية أن حسن كان قد سمع قبل أيام أن رئيسه يستعد لكتابة تقرير ضده، وهو ما دفعه للتفكير في الانتقام حيث توجه لمقر المفوضية وكله عزم على تصفية الرئيس، إلا أن اعتراض بعض زملائه ومحاولتهم منعه من الوصول للرئيس دفعه لتصفيتهم، وعندما رأى حسن يطلق الرصاص على زملائه ويطرحهم أرضا واحد تلو الأخر بدأ يقبل رجليه ويتوسله لكي لا يطلق عليه النار، رئيس المفوضية وبعدما شاهد ما وصلت إليه الأمور، فر من المفوضية على وجه السرعة لينفذ بجلده.
من جهتها أكدت مصادر جريدة “الاخبار” أن النيابة العامة لدى استئنافية القنيطرة أمرت يوم الاثنين 11 مارس، بتمديد الحراسة النظرية بحق المتهم الذي كان هادئا ومتجاوبا مع أسئلة المحققين.
وذكرت “الأخبار” أن جثامين رجال الشرطة رشيد باكادير ورشيد الحيمر وسعيد الفلاحي نقلت يوم الاثنين 11 مارس بمستودع الأموات بالقنيطرة، للتشريح الطبي تنفيذا لأوامر النيابة العامة.
وأكد مصدر نفس الجريدة أن الوكيل العام للملك لدى استئنافية القنيطرة سيقضي يوم الثلاثاء 12 مارس بمناسبة مثول المتهم أمامه، بعدم الاختصاص، والأمر بإحالته على نظر المحكمة العسكرية بالرباط، وذكر نفس المصدر أن السجل الاداري للمتهم يحمل عدة نقاط سوداء، وأن عددا من رؤسائه كانوا قد رفعوا بشأنه تقارير غير إيجابية، مبرزا أن تنقيله الأخير من تطوان إلى مشرع بلقصيري كان “تنقيلا تأديبيا”.
جريدة “المساء” تحدثت عن أن مسؤولين قدموا تعازيهم لعائلات الضحايا، وسلموا لكل أسرة مبلغا ماليا قدر بحوالي 5 ملايين سنتيم، مشعرين إياها بأن الجهات المعنية فتحت تحقيقا فوريا في هذا الحادث للكشف عن ملابساته الحقيقية وتحديد المسؤوليات، وأعرب بوشعيب ارميل مدير الأمن الوطني عن استعداد إدارته تقديم الدعم اللازم لها، حيث تم تشييع جثامين الضحايا عصر يوم الاثنين 11 مارس في جنازة جماعية رسمية، بعدما تم إحضار الجثامين من القنيطرة، حيث خضعت للتشريح الطبي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.