1. الرئيسية 2. المغرب الكبير الفريق المنظم لأسطول الصمود ل "الصحيفة": رغم هجمات المسيّرات الاسرائيلية عزيمتنا قوية وسنبحر في اتجاه غزة الصحيفة - خولة اجعيفري الخميس 11 شتنبر 2025 - 16:03 علمت "الصحيفة" من مصدر ضمن الفريق المنظم ل"أسطول الصمود العالمي"، أن قرارا اتُّخذ في الساعات الأخيرة بتأجيل الانطلاق من ميناء سيدي بوسعيد في العاصمة تونس، والذي كان مبرمجا عصر أمس الأربعاء في اتجاه قطاع غزة، إلى موعد لاحق لم يُحدد بعد. وأكد المصدر أن هذا القرار جاء عقب نقاش مطوّل بين أعضاء اللجنة المشرفة، حيث اعتُبر أن الظروف المناخية لم تكن مواتية للإبحار ليلًا، إذ سجلت الأرصاد الجوية رياحًا قوية وتقلّبات في حالة البحر تجعل مواصلة الرحلة محفوفة بالمخاطر، فضلا عن وجود عراقيل لوجستية حالت دون جاهزية بعض السفن للمغادرة في الموعد المقرر. وأوضح المتحدث أن الأسطول الذي يضم أكثر من خمسين سفينة صغيرة ومتوسطة الحجم ويشارك فيه مئات النشطاء من 44 دولة، لم يكن بالإمكان المجازفة بخروجه من تونس في ظل هذه الأوضاع، خاصة وأن التجهيزات التقنية لبعض القوارب لم تكتمل بعد، سواء ما يتعلق بأنظمة الملاحة أو الإمدادات الضرورية للرحلة الطويلة صوب شرق المتوسط، معتبرا أن الفريق التنظيمي يفضل أن يكون الانطلاق في ظروف مثالية، تضمن سلامة المشاركين وتعزز فرص وصولهم إلى وجهتهم، بدلا من المغامرة في توقيت قد يعرّض القافلة إلى تعثر مبكر. ولفت المصدر ذاته إلى أن التأجيل لا يعني بأي حال من الأحوال التراجع عن المهمة، بل هو جزء من "التدبير العقلاني" لمسار تضامني يواجه منذ البداية تحديات غير مسبوقة، خصوصا بعد الحوادث التي تعرضت لها بعض السفن خلال الأيام الماضية وما رافقها من اتهامات لإسرائيل بالوقوف وراء محاولات تخريب عبر طائرات مسيرة في عرض الميناء التونسي. وأكد أن هذه التطورات، بدل أن تثني المشاركين، زادتهم عزيمة على المضي قدمًا في رحلتهم الرمزية لكسر الحصار المفروض على غزة منذ سنوات. وأشار المصدر إلى أن الفريق يواصل التنسيق مع السلطات التونسية من أجل استكمال التحضيرات التقنية وضبط موعد جديد للانطلاق، مؤكدا أن كل الجهود تبذل لتأمين خروج منظم وآمن للقافلة في الأيام المقبلة، فور تحسن الأحوال الجوية واستكمال تجهيز السفن، لافتا إلى أن "قافلة الصمود ليس مجرد قافلة بحرية، بل رسالة إنسانية وسياسية قوية لكسر الحصار على غزة، وكل العراقيل التي واجهته، من اعتداءات بطائرات مسيّرة إلى صعوبات لوجستية، لن تكون سوى حافزا إضافيا على الاستمرار حتى تحقيق الهدف". وما يجعل هذا التأجيل مختلفا هو السياق الذي جاء فيه فالقرار أعقب مباشرة سلسلة من التطورات الأمنية المثيرة للجدل، إذ كان الأسطول قد تعرض في الأيام الماضية لحادثتين متتاليتين في الميناء نفسه، اتهم منظمو القافلة إسرائيل بالوقوف وراءهما عبر طائرات مسيّرة أطلقت أجساما حارقة على سفينتي "فاميلي بوت" و"ألما"، ما أدى إلى اندلاع حرائق محدودة تمت السيطرة عليها. وقد نشر النشطاء مقاطع فيديو تظهر سقوط جسم ملتهب من السماء، وأرفقوها بصور لما قالوا إنها بقايا إلكترونية محترقة تعود لطائرة مسيرة فيما هذه الرواية وجدت صدى واسعا في وسائل الإعلام الدولية، بينما أثارت ردود فعل حادة من المنظمين الذين أكدوا أن الهجوم كان يهدف إلى بث الرعب وعرقلة مسار القافلة قبل مغادرتها تونس. في المقابل، أصرت وزارة الداخلية التونسية على نفي فرضية الهجوم بطائرات مسيّرة، وأصدرت بيانا جاء فيه أن التحقيقات الأولية أثبتت أن الحريق الذي شبّ على متن السفينة كان نتيجة "إهمال" داخلي، مثل سيجارة أو ولاعة اشتعلت في سترة نجاة كما أكد الحرس الوطني أن أجهزة الرصد لم تُسجل أي حركة لطائرات مسيرة في الأجواء غير أن هذا التفسير وُوجه بانتقادات واسعة، واعتبرته الصحافة الإيطالية، وعلى رأسها Il Manifesto وPanorama، نوعا من المراوغة الدبلوماسية ومحاولة للتستر على اعتداء إسرائيلي وقع على بعد كيلومترات قليلة فقط من القصر الرئاسي بقرطاج، وهو ما أضعف الموقف الرسمي التونسي أمام الرأي العام الدولي.