سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
البيان الختامي لقمة الدوحة الاستثنائية: استهداف قطر هو عدوانٌ على كل العرب والمسلمين.. وصمت العالم شرعنةٌ لجرائم إسرائيل التي تهدد بجر المنطقة إلى مواجهة وجودية
1. الرئيسية 2. الشرق الأوسط البيان الختامي لقمة الدوحة الاستثنائية: استهداف قطر هو عدوانٌ على كل العرب والمسلمين.. وصمت العالم شرعنةٌ لجرائم إسرائيل التي تهدد بجر المنطقة إلى مواجهة وجودية الصحيفة - خولة اجعيفري الأثنين 15 شتنبر 2025 - 15:55 حمّل قادة الدول والحكومات وممثلوهم، المجتمعون في القمة الاستثنائية بالدوحة، إسرائيل كامل المسؤولية عن تماديها في اعتداءاتها جراء غياب المساءلة الدولية وصمت المجتمع الدولي، معتبرين أن هذا الصمت شجعها على انتهاج سياسة الإفلات من العقاب، وأضعف منظومة العدالة الدولية، وفتح الباب أمام تقويض النظام العالمي المبني على القواعد والقوانين. وشدد المشاركون على رفضهم القاطع لأي محاولات لتبرير العدوان تحت أي ذريعة، واعتبروه محاولة يائسة لإفشال جهود الوساطة القائمة والتوصل إلى حل سياسي عادل ينهي الاحتلال ويضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مشددين رفضهم التهديدات الإسرائيلية المتكررة باستهداف قطر أو أي دولة عربية أو إسلامية أخرى، داعين المجتمع الدولي إلى إدانتها واتخاذ إجراءات رادعة بحقها. وانعقدت في العاصمة القطريةالدوحة، اليوم الاثنين قمة عربية إسلامية استثنائية جمعت قادة دول وحكومات جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، بدعوة من أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي ترأس أشغالها، وذلك للتباحث في تداعيات العدوان الإسرائيلي على دولة قطر، والتعبير عن موقف جماعي موحد في إدانته والتضامن الكامل مع الدوحة في هذه اللحظة المفصلية. القمة، التي حضرها قادة وزعماء الدول العربية والإسلامية، وحدت المجتمعون حول تأكيد التزامهم بمبادئ ميثاقي جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، واستحضار المبادئ الأساسية لميثاق الأممالمتحدة، ولا سيما المادة الثانية من الفصل الرابع التي تحظر استعمال القوة أو التهديد بها ضد استقلال وسيادة الدول كما استحضروا جميع القرارات السابقة الصادرة عن المؤسستين الإقليميتين على مدى العقود الماضية، والتي رفضت بشكل واضح الاعتداء على أي دولة عضو، وأكدت على التضامن العربي والإسلامي المشترك لمواجهة التهديدات الخارجية، بما في ذلك القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية. ووفق البيان الختامي الذي توصلت به "الصحيفة" من جامعة الدول العربية، فقد شدد القادة على رفضهم القاطع لأي مساس بسيادة أو أمن أي من دولهم، معتبرين أن العدوان الإسرائيلي يمثل خرقا صارخا للقانون الدولي وتهديدا خطيرا للأمن والسلم الإقليميين والدوليين كما أكدوا أن واجبهم الجماعي يحتم الرد على مثل هذه الانتهاكات دفاعاً عن الأمن المشترك، مجددين تضامنهم الراسخ والمطلق مع دولة قطر. البيان أشار إلى الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي انعقد يوم 11 شتنبر 2025، والذي شهد إجماعا على إدانة الهجوم الإسرائيلي واعتباره خرقاً للسلم والأمن الدوليين، مرحباً بالبيان الصحفي الصادر عن المجلس الذي أدان الاعتداء، وأعرب عن تضامنه مع قطر ودعم دوره الحيوي في الوساطة الإقليمية والدولية، إلى جانب مصر والولايات المتحدة، وهو ما عكس اعترافاً دولياً بمكانة الدوحة ودورها المحوري في إرساء السلام والاستقرار. كما حمّل القادة إسرائيل مسؤولية التمادي في اعتداءاتها نتيجة غياب المساءلة الدولية وصمت المجتمع الدولي، معتبرين أن هذه السياسة تشجع على الإفلات من العقاب وتضعف العدالة الدولية وتكرس نهج القوة على حساب القانون، بما يشكل تهديداً مباشراً للنظام العالمي المبني على القواعد ويعرض الأمن والسلم الدوليين لمخاطر جدية. وأدان القادة بأشد العبارات الهجوم الإسرائيلي الذي وقع يوم 9 شتنبر على حي سكني في الدوحة يضم مقرات خصصتها الدولة لاستضافة الوفود التفاوضية في إطار جهود الوساطة المتعددة التي تضطلع بها قطر، إلى جانب مدارس وحضانات ومقار دبلوماسية، وهو الاعتداء الذي أسفر عن سقوط شهداء، من بينهم مواطن قطري، وإصابة عدد من المدنيين. واعتبر البيان أن هذا الهجوم يشكل عدواناً صارخاً على دولة عربية وإسلامية عضو في الأممالمتحدة، وتصعيداً خطيراً يكشف عدوانية الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، ويضاف إلى سجلها الإجرامي الذي يهدد الأمن والسلم الإقليميين والدوليين. وأكد القادة وممثلوهم أن التضامن مع قطر هو تضامن مع جميع الدول العربية والإسلامية، وأن العدوان الإسرائيلي عليها يمثل اعتداءً مباشراً على منظومة الأمن الجماعي، معبرين عن دعمهم المطلق لكل ما ستتخذه الدوحة من خطوات وتدابير لحماية سيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها، وفق ما يكفله ميثاق الأممالمتحدة. كما اعتبروا أن استهداف إسرائيل لدولة قطر التي تلعب دور الوسيط الرئيسي في الجهود المبذولة لتأمين وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الأسرى، يعد تقويضاً مباشراً للجهود الدبلوماسية لإحلال السلام وانتهاكاً خطيراً لمكانة الدولة كوسيط محايد، مما يجعل إسرائيل تتحمل التبعات الكاملة لهذا الاعتداء. وأشاد المجتمعون بالموقف الحكيم والمسؤول الذي أظهرته دولة قطر في تعاملها مع هذا العدوان، وبالتزامها الصارم بالقانون الدولي وإصرارها على صون سيادتها والدفاع عن حقوقها بالوسائل المشروعة كافة، كما نوهوا بالدور الكبير الذي تضطلع به في مجال الوساطة الإقليمية والدولية، ولا سيما في جهود وقف العدوان على غزة، وما تبذله من مبادرات إنسانية وتنموية عززت مكانتها كفاعل أساسي في دعم السلام والتنمية. البيان شدد على رفض أي محاولة لتبرير هذا العدوان تحت أي ذريعة كانت، مؤكداً أنه يشكل انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة، ويستهدف تقويض المساعي الجادة للتوصل إلى حل سياسي عادل وشامل للقضية الفلسطينية، كما حذر من التهديدات الإسرائيلية المتكررة بإمكانية استهداف قطر مجدداً أو أي دولة عربية أو إسلامية، معتبراً إياها استفزازاً خطيراً يهدد الأمن والسلم الدوليين، وحاثاً المجتمع الدولي على إدانتها بأشد العبارات واتخاذ إجراءات رادعة لوقفها. وتضمن البيان الختامي للقمة حزمة واسعة من القرارات والتوصيات، من أبرزها التأكيد على أن العدوان الإسرائيلي يقوض فرص تحقيق السلام ويهدد مسار الاتفاقات القائمة والمستقبلية مع إسرائيل، والإسراع في تنفيذ الخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار غزة مع دعوة المانحين الدوليين للمشاركة في مؤتمر القاهرة المرتقب، وإدانة السياسات الإسرائيلية التي تستخدم الحصار والتجويع كسلاح حرب ضد الفلسطينيين باعتبارها جريمة حرب مكتملة الأركان، والتحذير من تبعات أي قرار بضم الأراضي الفلسطينية المحتلة واعتباره نسفاً كاملاً لجهود السلام. ورحبت القمة باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة "إعلان نيويورك" بشأن تنفيذ حل الدولتين، وأشادت بالجهود السعودية والفرنسية التي ساهمت في اعتماده، وجددت دعمها للوصاية الهاشمية التي يتولاها الملك عبد الله الثاني على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وأكدت على الدور البارز للجنة القدس برئاسة الملك محمد السادس في دعم صمود المقدسيين. وفي ختام أعمالها، عبر القادة عن امتنانهم العميق لدولة قطر، أميرا وحكومة وشعباً، وعلى رأسهم الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، على الجهود الكبيرة التي بذلت في استضافة وتنظيم هذه القمة، وعلى ما وفرته من إمكانات لضمان نجاحها، مثمنين دور الدوحة في تعزيز التشاور والتوافق بين الدول الأعضاء وإسهاماتها الملموسة في دعم مسيرة العمل العربي والإسلامي المشترك، بما يعكس حرصها الدائم على توطيد التضامن والوحدة وترسيخ مبادئ التعاون لمواجهة التحديات والتهديدات المشتركة.