أشاد الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي، بالطريقة التي نهجها المغرب لاحتواء رياح الربيع، وكيف تفاعل الملك محمد السادس مع حراك عشرين فبراير، قائلا " المغربَ هو البلد الوحيد من ضمن بلدان المنطقة الذي التقط اللحظة التاريخية بسرعة، ولبى مطالب الشارع". وأضاف المرزوقي الذي كان يتحدث الاتنين 3 غشت 2015، في لقاء حول موضوع "مستقبل العالم العربي"، نظمه منتدى الكرامة لحقوق الإنسان، أن الملك محمد السادس تعاطى بشكل إيجابي وبذكاء سياسي مع الاحتجاجات"، مردفا أن " الإصلاحات التي سارع المغرب إلى القيام بها بدءا من دستور 2011 إلى الانتخابات التشريعية 25 نونبر، امتصت غضب الشارع، وجعلت المغرب يتفادى انفجار البركان". واستطرد المرزوقي بالقول "كنت أعيش على أمل أن يعيد الربيع العربي بناء العالم العربي، لكن شاهدنا كيف تحول إلى كابوس في سوريا واليمن وليبيا" وأضاف أن مصر ماضية إلى حرب أهلية وبوادرها ما يحدث في سيناء، مسترسلا أن "نظام المشير عبد الفتاح السيسي، يسير نحو الفاشية والعودة إلى عهد الاستبداد وما قبل الاستبداد" . وأردف الرئيس التونسي السابق، أن هناكَ "براكينَ وزلازل ستنفجر في المستقبل، وستزلزل أركان الأنظمة العربية التي لا تقوم بإصلاحات سياسية"، و أوضح "رأينا كيف أننا كنا نحسب أن هناك أنظمة لن تنهار أبدا، لكن شهدنا على سقوطها، مؤكدا على أن الأنظمة التي تعتقد أنها قوية أن تنتظرَ نفس المصير مستقبلا". واعتبر المرزوقي أن الأزمة الكبرى التي يعيشها العالم العربي ليست أزمة سياسية واقتصادية، بل هي أزمة أخلاقيّة، وأكد على أن البلدان المتقدمة التي حققت تقدما اقتصاديا بنيت على منظومة أخلاقية صلبة، عكس واقع عالمنا العربي، الذي يترنح بين الانتحار والاندحار" يقول المتحدث، مضيفا أن "أي ثورة لا يُمكن أن تنجحَ إذا لم تكن مسبوقة بثورة أخلاقيّة أولا". وتابع المرزوقي أن "الوضع الذي يعيشه شمال إفريقيا والشرق الأوسط، يعود إلى وجود أزمة قيم ومفاهيم، لدى شعوب المنطقة، بنيت عليها منذ أزيد من خمسين سنة مخططاتهم، وأضاف أننا نعيش أزمة فكرية حقيقية، موضحا "تمسكنا بهذه المفاهيم تمسّك الغريق بالقش، وفي كل مرة نجرب مفهوما ما فنكتشف أنّ تعقيدات الواقع أكبر من مفاهيمنا، وهذا جعل كل الآليات الفكرية التي حاولنا بها فهم المجتمع، والتغلب على مشاكله، تصطدم بصعوبة الواقع الذي كانَ في كلّ مرّة يُسفّه أحلامنا". وأشار المتحدث إلى أن، بلدان العالم العربي تشهد مرحلة لم تعرفها منذ بداية القرن 21، وتعيش وضعا غيرَ مسبوق منذ نيْل استقلالها، وتنبأ المرزوقي بعدم استقرار الأوضاع في عدد من البلدان التي تشهد نزاعات مسلّحة، قائلا "أشكّ في إمكانية عودة العراقوسوريا إلى سابق عهدها، وأضاف من كان يتوقع أن يصبح الشعب السوري لاجئا متسولا بدون وطن يأويه. وبخصوص مستقبل اتحاد المغرب العربي، قال المرزوقي أن اتحاد المغرب العربي موجود في غرفة الإنعاش، وأضاف "كان حلما وانتهى فما بالك بتحقيق الوحدة العربية"، مسترسلا "نواجه في العالم العربي انهيارا كاملا للتكتّلات الإقليمية، ونواجه انهياراتٍ بالجملة، وإذا كنا قد عجزنا عن تحقيق الوحدة المغاربية فكيف سنحقّق الوحدة العربية الشاملة".