«باب الحكمة» بتطوان تصدر «حكاية مشاء» للكاتب محمد لغويبي    ريال مدريد تخدم مصالح نصير مزراوي    السعوية.. أمطار غزيرة وسيول تتسبب في إغلاق المدارس بأنحاء المملكة    بركة يحصي مكاسب الاتفاق الاجتماعي ويقدم روايته حول "أزمة اللجنة التنفيذية"    آثار جانبية مميتة للقاح "أسترازينيكا".. فما هي أعراض الإصابة؟    عبد اللطيف حموشي يستقبل سفير جمهورية باكستان الإسلامية بالرباط    أشهر عازف كمان بالمغرب.. المايسترو أحمد هبيشة يغادر إلى دار البقاء    السفير محمد لخصاصي، القيادي الاتحادي وقيدوم المناضلين الاتحاديين .. أنوه بالمكتسبات ذات الطابع الاستراتيجي التي يسير حزبنا على هديها    لقجع "مطلوب" في مصر بسبب الشيبي    اختتام الوحدة الثالثة للدورة التكوينية للمدربين لنيل دبلوم "كاف برو"    الوداد يغلق باب الانخراط ببلوغه لرقم قياسي    ال"كاف" يقر بهزيمة اتحاد العاصمة الجزائري إيابا بثلاثية وتأهل نهضة بركان إلى النهائي لمواجهة الزمالك    نور الدين مفتاح يكتب: فن العيش بجوار الانتحاريين    إسطنبول.. وفد برلماني يؤكد موقف المغرب الراسخ من عدالة القضية الفلسطينية    صحف أمريكية تقاضي "مايكروسوفت" و"أوبن إيه آي" بتهمة انتهاك حقوق الملكية    ميارة يثني على مخرجات الاتفاق الاجتماعي ويرفض اتهام الحكومة ب"شراء النقابات "    مسيرات نقابية في مختلف المدن المغربية لإحياء يوم العمال العالمي    الداخلة .. قطب تجاري ولوجستي لا محيد عنه في القارة الإفريقية    الإعلامي حميد سعدني يحل ضيفا على كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك    توافد 3,3 مليون سائح برسم الفصل الأول من سنة 2024    صفعة جديدة لتونس قيس سعيّد.. عقوبات ثقيلة من الوكالة العالمية للمنشطات على تونس    حكيمي يواجه فريقه السابق بروسيا دورتموند في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    دراسات مرتقبة لربط تطوان وطنجة بخط سككي لتعزيز المواصلات بالشمال    إدارة السجن المحلي بالناظور تنفي مزاعم تسبب التعنيف والإهمال في وفاة سجينين    حريق بمحل لبيع المفروشات بسوق كاسبراطا بطنجة يثير هلع التجار    تفاصيل البحث في تصوير تلميذة عارية بوزان    طائرة مغربية بطنجة تتعرض لحادث تصادم مع سرب طيور        الحكومة تعلن عن مشروع لصناعة أول طائرة مغربية بالكامل    منيب: "لا مانع من إلغاء عيد الأضحى بسبب الأوضاع الاقتصادية للمواطنين    بنسعيد: اختيار طنجة لإقامة اليوم العالمي للجاز يجسد قدرة وجودة المغرب على تنظيم التظاهرات الدولية الكبرى    فوزي الصقلي : المغرب بلد منفتح على العالمية    ارتفاع الحصيلة في قطاع غزة إلى 34568 قتيلا منذ اندلاع الحرب    فاتح ماي فكازا. بركان حاضرة بتونيها عند موخاريق وفلسطين جامعاهم مع نقابة الاموي والريسوني والراضي ما غابوش وضربة اخنوش ما خلاتش العمال يخرجو    مجلس المنافسة يرصد احتمال وجود تواطؤ في تحديد أسعار السردين ويحقق في الموضوع    الذهب يهبط إلى أدنى مستوى في 4 أسابيع وسط ترقب قرار للمركزي الأمريكي    النفط يتراجع ليوم ثالث بضغط من تزايد آمال التوصل لتهدئة في الشرق الأوسط    إسطنبول تشهد توقيفات في "عيد العمال"    "داعش" تتبنى مهاجمة مسجد بأفغانستان    وفاة بول أوستر مؤلف "ثلاثية نيويورك" عن 77 عاما    "الاتحاد المغربي للشغل": مكاسب الاتفاق الاجتماعي مقبولة ولن نقبل "الثالوث الملعون"    هل تستطيع فئران التجارب التلاعب بنتائج الاختبارات العلمية؟    جمعية طبية تنبه إلى التهاب قناة الأذن .. الأسباب والحلول    تطورات جديدة في مشروع الربط الكهربائي بين المغرب وبريطانيا    في مواجهة الحتمية الجيوسياسية.. الاتحاد الأوروبي يختار التوسع    المنتخب المغربي يتوج بلقب البطولة العربية لكرة اليد للشباب    بعد 24 عاما على طرحها.. أغنية لعمرو دياب تفوز بجائزة "الأفضل" في القرن ال21    الشرطة تعتقل عشرات المحتجين المؤيدين لفلسطين في مداهمة لجامعة كولومبيا بنيويورك    رئيس جامعة عبد المالك السعدي يشارك بروما في فعاليات المنتدى الأكاديمي والعلمي    تساقطات مطرية في العديد من مناطق المملكة اليوم الأربعاء    حارة نجيب محفوظ .. معرض أبوظبي للكتاب يحتفي ب"عميد الرواية العربية"    بماذا اعترفت أسترازينيكا بشأن لقاحها المضاد لكورونا؟    الأمثال العامية بتطوان... (586)    حمى الضنك بالبرازيل خلال 2024 ..الإصابات تتجاوز 4 ملايين حالة والوفيات تفوق 1900 شخص    هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحالة.. ويأثم فاعله!    قبائل غمارة في مواجهة التدخل الإستعماري الأجنبي (8)    الأمثال العامية بتطوان... (584)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المغرب من أضعف الدول العربية في التنمية البشرية
نشر في التجديد يوم 17 - 11 - 2011

أكد تقرير التنمية البشرية لسنة 2011 أن المغرب تراجع 16 رتبة في التصنيف الدولي، بعدما جاء في الرتبة 130 من بين 181 دولة، مقارنة مع الرتبة 114 خلال السنة الماضية. وحسب تقرير "الاستدامة والإنصاف: مستقبل أفضل للجميع" الصادر أمس الأربعاء، فإن المغرب صنف في الرتبة 15 عربيا من بين 20 دولة. وتصدرت الإمارات قائمة الدول العربية متبوعة بقطر والبحرين والسعودية والكويت وليبيا ولبنان وعمان وتونس والأردن. والرتبة 11 عادت للجزائر تليها مصر ثم فلسطين وسوريا، في حين احتلت الرتب الست الأخيرة كل من المغرب والعراق واليمن وموريتانيا ودجبوتي السودان.وجاء المغرب في مصاف الدول المتوسطة المصنفة ما بين 95 و141. ويعتبر المغرب ضمن العشر دول التي سجلت أدنى نسبة من أوجه الحرمان البيئي في الفقر المتعدد الأبعاد، وذلك حسب آخر سنة متوفرة في الفترة 2000 و2010. وكشف التقرير أن نسبة الحرمان بالمغرب بلغت 45 في المائة والسكان المعرضون لخطر الفقر 12,3 في المائة والسكان الذين يعيشون في فقر مدقع 3,3 في المائة. واحتلت النرويج الرتبة الأولى عالميا متبوعة بأستراليا وهولندا والولايات المتحدة الأمريكية ونيزلندا وكندا وإيرلندا.
الأسباب
قال زهير الخيار أستاذ الاقتصاد والباحث في مجال التنمية البشرية إنه على الرغم من الانتقادات التي يمكن توجيهها إلى مؤشرات التنمية البشرية المعتمدة دوليا فإن المغرب تراجع في هذه المؤشرات، على اعتبار تراجع جودة التعليم وعلى مستوى تخريج الأطر الكفأة والتراجع الملحوظ في الصحة وهيمنة القطاع الخاص فضلا عن تراجع النمو.
ما زال المغرب ينتقد المؤشرات التي يعتمد عليها التقرير العالمي، إذ في الوقت الذي ينتظر الرأي العام توضيحات حول مستوى التنمية البشرية بالمغرب، لأن المواطن يرى بعينه ماذا تقدم وما هي الأوضاع التي لم تتغير، يصر المسؤولون المغاربة على انتقاد التقرير، وكأن المعايير تعتمد على المغرب فقط من دون جميع الدول العالمية.
وأكد وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة خالد الناصري أن المغرب متشبث بضرورة تغيير المعايير المعتمدة في التصنيف الدولي لمؤشرات التنمية البشرية. واعتبر الناصري في رده على سؤال حول التقرير الأممي للتنمية البشرية الذي صدر مؤخرا، أن التقرير، يعتمد مقاييس «غير علمية» في تصنيف الدول وأنه «يتم القفز على عدد من العناصر التي ينبغي أن تؤخذ بعين الاعتبار».
وأضاف أن هذه المؤشرات « لا تعكس واقع المجهودات» التي بذلتها الحكومة للاستجابة لمطالب المواطنين، وتغض الطرف عن المكتسبات التي حققها المغرب على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
ولم يقتصر الهجوم على الحكومة فحتى المندوبية السامية للتخطيط التي من المفروض التي توضح للرأي العام أين هي أوجه الخلل في التنمية بالمغرب، تنظم هذه المؤسسة أيام دراسية لترد على تقرير عالمي سهر على إعداده خبراء من المجال.
من جهته، اعتبر أحمد الحليمي، المندوب السامي للتخطيط، أن «اعتماد النمو كمعيار وحيد لقياس التنمية والتقدم الاجتماعي لا يكفي»، ودعا الحليمي خلال اليومين الدراسيين المنعقدين مؤخرا، في إطار المشاورات الجهوية حول التنمية البشرية في المنطقة العربية، المنظم بشراكة مع صندوق الأمم المتحدة الإنمائي، -دعا- إلى «تنويع مؤشرات التنمية البشرية، واعتماد مفاهيم»، منها «استدامة التنمية البشرية والموارد الطبيعية، والانسجام الاجتماعي والعنصر البشري». ويعبر المغرب دائما عن تحفظه على مؤشرات التنمية المعتمدة لإعداد تقارير التنمية البشرية، الذي يعده برنامج الأمم المتحدة للتنمية البشرية.
فوارق
ما زال المغرب يعرف العديد من المشاكل في القطاع التعليم والصحة، فضلا عن المؤشرات المقلقة في بعض القطاعات الاجتماعية.
واعتبر تقرير «الحالة الاجتماعية بالمغرب» بأن رصد وضعية المؤشرات الاجتماعية التي حققها المغرب من خلال التقارير الدولية للسنة الماضية في مجالات الصحة والتعليم والولوج للماء الصالح للشرب، ومحاربة الأمية... ومقارنتها بما حققه بعض الدول العالم، يكشف حجم تخلف المغرب في المجال الاجتماعي بشكل عام وفي المجالين الصحي والتعليمي بشكل خاص، فالتطورات التي عرفها المغرب في هذا المجال مقارنة بالسنوات الماضية، تبقى غير كافية لأن الجهود المبذولة جد متواضعة وغير قادرة على تجاوز العجز الاجتماعي المتراكم في المجالين التعليمي والصحي منذ الاستقلال ومرورا بالثمانينات وإلى الآن.
وحسب هذا التقرير الصادر عن المجلة المغربية للسياسات العمومية، فإن استمرار الاختلالات العميقة بين المجالات الحضرية والقروية لن يمكن أبدا من النهوض بالتنمية البشرية في المدى القريب والمتوسط، فتسريع وثيرة التطور الايجابي للمؤشرات الاجتماعية يستدعي على الأقل عقدا من الزمن على خلاف المؤشرات الاقتصادية.
وما زال التنمية بالمغرب ضعيفة لاسيما في بعض الجهات. وأكد تقرير رسمي أن ثلاث جهات بالمغرب تستحوذ على حولي 41 في المائة من الناتج الداخلي الخام. وأكدت وزارة المالية والاقتصاد أن هناك تعميق اللاتوازن بين الجهات خصوصا على مستوى التشغيل، وتضخم ظواهر التهميش الاجتماعي، وانزلاق النمو الحضري، وتأثيرها السلبي على التنافسية الترابية لأغلبية المدن المغربية.
وأوضح التقريرأن هناك غياب لتقطيع جهوي يوحد الظروف الملائمة لبناء هوية جهوية، يمكنها تكوين إطار مناسب لتحريك الساكنة، والإقلاع مع الأخذ بعين الاعتبار إمكانات الجهة، بالإضافة إلى نقص في تنظيم المؤسسة الجهوية التي لا تفي بجميع الوظائف (الهيكلة الترابية، وتخطيط التنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية، والتسويق الإقليمي والمعلومات التجارية...).
وأبرزت الوزارة في تقرير» الجهات المغرب: مساهمة قطاعية في خلق الثروات الوطنية»، أن هناك عجز على مستوى الموارد البشرية المؤهلة، وضعف الموارد المالية.
ويتضح أنه في الوقت الذي استفادت فيه بعض الجهات من تطور وتنمية ما زالت بعض الجهات تراوح مكانها.
بعض المؤشرات التي حصل عليها المغرب مقارنة مع أربع دول عربية
ما زال المغرب يعرف صعوبات في العديد من مؤشرات التنمية البشرية، وعلى الرغم من تحسنه سنة 2011 مقارنة مع سنة 2010 فإن بعض البلدان تفوقت عليه، خاصة الدول العربية مثل تونس والأردن والجزائر ومصر.
ومن بين التعثرات التي يعيش على وقعها المغرب، الوفيات دون الخامسة لكل 1000 مولود، إذ إنه يسجل 38 حالة وفاة لكل 1000 مولود خلال سنة 2009 مقارنة مع 32 وفاة بالجزائر و25 وفاة بالأردن و21 وفاة لكل من تونس ومصر.
وفيما يتعلق بترتيب دليل الفوارق بين الجنسين، صنف المغرب في مراتب متأخرة خصوصا أنه احتل الرتبة 104 مقارنة مع تونس والجزائر والأردن الذين احتلوا مراتب متقدمة مقارنة معه.
**************
ما زال المغرب متأخر في مؤشر نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي(2009) إذ بلغ 4494 دولار مقارنة مع مصر 4494 دولار والجزائر 8172 دولار و الأردن 5597 دولار وتونس 8273 دولار. وما زال الإنفاق العام على التعليم بالمغرب ضعيفا مع البلدان العربية، بالإضافة إلى متوسط الدراسة الضعيف بالمغرب. وهو ما يؤشر على أن قطاع التعليم بالمغرب يراوح مكانه، وبالتالي تأثير ذلك على التنمية البشرية. ويبين التقرير ضعف الإنفاق العام على الصحة، وما زال هذا المؤشر يؤثر سلبا على المغرب، إذ ما زال القطاع يعرف العديد من التحديات.
المؤشرات التي يعتمد عليها التقرير 
المقاييس المركبة
1 دليل التنمية البشرية وعناصره(دليل مركب يقيس متوسط الإنجازات في 3 أبعاد
2 اتجاهات دليل التنمية البشرية 1980 و2011
3 دليل التنمية البشرية معدلا بعامل عدم المساواة
4 دليل الفوارق بين الجنسين والمؤشرات المتعلقة به
5 دليل الفقر المتعدد الأبعاد
 أبعاد التنمية البشرية
6 الاستدامة البيئية
7 المخاطر البيئية على التنمية البشرية
8 مفهوم الرفاه والبيئة
9 التعليم والصحة
10 السكان والاقتصاد.
****
المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في صيغتها الثانية
بلغ الغلاف المالي الذي رصد لتفعيل برامج المرحلة الثانية من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (2011-2015)، 17 مليار درهم.
وتتمحور الخطوط العريضة للمرحلة الثانية من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والتي قدمها الطيب الشرقاوي منتصف هذه السنة، حول ثلاثة مبادئ رئيسية تهم تعزيز تجذر فلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والتلاؤم مع أسسها، والاحتفاظ بالبرامج الأربعة لمرحلة 2006-2010، واعتماد برنامج جديد طموح مخصص ل«التأهيل الترابي» لفائدة ساكنة المناطق التي تعاني من العزلة.
وتتميز المرحلة الثانية من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بتوسيع مجال عملها ليشمل 701 جماعة قروية ، بتطبيق عتبة 14 في المائة كمعدل للفقر بدل 30 في المائة التي همت الجماعات ال403، وتوسيع الاستهداف ليشمل 530 حيا حضريا مهمشا تابعا للمدن والمراكز الحضرية التي تتجاوز ساكنتها 20 ألف نسمة بدل 264 حيا تابعا لمدن تتجاوز ساكنتها 100 ألف نسمة، وإطلاق برنامج للتأهيل الترابي لفائدة 22 إقليما يعاني من العزلة.
وبخصوص هذه البرامج الخمسة، أوضح وزير الداخلية أنه قد تم تخصيص غلاف مالي بقيمة 3,1 مليار درهم لتمويل مشاريع برنامج مكافحة الفقر بالوسط القروي، حيث يروم البرنامج، الذي تستفيد منه 701 جماعة قروية مستهدفة، الحفاظ على دينامية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتحسين ظروف عيش سكان الوسط القروي، وتعزيز الولوج إلى التجهيزات الأساسية والخدمات الاجتماعية الأساسية.
ويسعى برنامج محاربة الإقصاء الاجتماعي بالوسط الحضري، الذي يستفيد منه 530 حيا حضريا مستهدفا، ورصدت لإنجازه اعتمادات مالية بقيمة 3,4 مليار درهم، إلى مراكمة المكتسبات وتحسين الولوج إلى التجهيزات الحضرية الأساسية، وتعزيز الولوج إلى خدمات القرب العمومية.
أما برنامج محاربة الهشاشة، والذي خصص لإنجاز مشاريعه غلاف مالي بقيمة1,4 مليار درهم، فإنه يهدف إلى توسيع الاستفادة لتشمل المصابين بداء السيدا والمدمنين الذين لا موارد لهم خلال الفترة ما بين 2011 و2015 ، ودعم نشاط المراكز المشيدة فعلا.
ويروم البرنامج الأفقي، من خلال مشاريعه التي خصصت لها اعتمادات مالية بقيمة 2,8 مليار درهم، تعزيز قدرات النسيج الجمعوي، ومواكبة الفاعلين المكلفين بالتنمية البشرية عبر دعم أنشطة التكوين وتعزيز الكفاءات وأنشطة التواصل.
ويستفيد من البرنامج الخامس الخاص بتأهيل المجال الترابي، والذي يبلغ الغلاف المالي الإجمالي المخصص له خمسة ملايير، حوالي مليون شخص من القاطنين ب 3300 دوار تابعين ل 22 إقليم.
وعلى الرغم من المجهود الكبير الذي قام به المغرب للرفع من مؤشرات التنمية البشرية، والرفع من مؤشرات الجانب الاجتماعي، فإن المغرب ما زال متأخرا في السلم العالمي للتنمية البشرية
ولعل أول سؤال يطرح نفسه بإلحاح هو السبب في اعتماد نفس البرامج الأولى، فضلا عن إمكانية الاحتفاظ بنقس المتدخلين، والمنهجية المعتمدة.
ويرى متخصصون أنه يجب إعطاء أولوية للأنشطة المدرة للدخل على اعتبار أن تقييم التجربة الأولى الممتدة من 2005 إلى 2010 أثبتت خصاصا في هذا المجال.
وعلى الرغم من استغلال بعض الأفراد هذه المبادرة من أجل الحصول على أموال لا غير بغض النظر عن الأهداف فإن سؤال الأهداف المحورية التي جاءت بها المبادرة تبقى غائبة في العديد من الأمثلة.
من جهة أخرى، أبرزت المفتشية العامة للمالية أن هناك تأخر في استغلال مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، إذ إن بعض المشاريع انتهت لكنها لم تستغل، بسبب قصور في توقعات تكاليف التسيير، بالإضافة إلى ضعف استغلال بعض المشاريع بسبب خطأ في تعبئة العقار أو اعتراض المالكين، وصعوبات بعض الشركاء في التعهد بالتزاماتهم، خصوصا في تعبئة الموارد البشرية من أجل تسيير المراكز المحدثة أو المهيأة، وتجهيزها ببعض التجهيزات الضرورية من أجل الاستغلال.
وكشف الافتحاص الذي هم السنة الماضية، أن هناك تأخير في تنفيذ الأعمال، إذ سجل تدني قدرات إدارة المشاريع
ويتخوف المسؤولون من استمرار الاختلالات التي طبعت الصيغة الأولى من المبادرة، لا سيما أن تقييم التجربة الأولى كشف عن بعض المشاكل والصعوبات. فهل ستتجاوز الصيغة الثانية هذه التحديات خصوصا أن نفس البرامج المعتمدة سابقا تمت بلورتها من جديد، فضلا عن برنامج جديد يهم المناطق الجبلية.
شروط تحسين المؤشرات
يرى فاعلون أن تحسين مؤشرات التنمية البشرية بالمغرب يقتضي إعطاء أولوية لقطاع الصحة والتعليم وتحسين آليات اشتغال القطاعات الاقتصادية حتى تسهم في خلق مناصب للشغل وترفع من دخل الفرد.
وفي الوقت الذي يؤكد خبراء أن إعادة النظر في طريقة صرف الميزانيات الضخمة الممنوحة لوزارة التربية الوطنية التي تستأثر خلال السنوات الماضية بحصة الأسد، فضلا عن وضع حد للفساد المستشري في هذا القطاع وقطاعات أخرى، من أجل الوصول إلى تنمية.
وأكد التقرير الدولي أن البديل هو الاستثمارات التي تنصف الجميع في الحصول على الطاقة من مصادر متجددة، والمياه النظيفة، والصرف الصحي، والرعاية في الصحة الإنجابية، تسهم في تحقيق الاستدامة والتنمية البشرية معا. وعمليات المساءلة والديمقراطية يمكن أن تسهم في تحقيق أفضل النتائج. والنهج الناجحة هي والنهج التي يعتمدها ويديرها المجتمع المحلي في إطار يضمن قيام مؤسسات شاملة لا تسقط الفئات المحرومة منحياباتها. ويظهر هذا التقرير أن النهج التي تحقق أفضل النتائج هي النهج التي تقوم على دمج الإنصاف في السياسات والبرامج وتمكين الشعوب من تحقيق التغيير في المجالات القانونية والسياسية.
-----
أستاذ في المعهد الوطني للاقتصاد والاحصاء التطبيقي بالرباط : على المبادر في جزئها الثاني أن تأخذ التنمية في جميع المجالات
❶ لماذا تراجع مؤشر نسبة التنمية البشرية بالمغرب في التقرير الأخير؟
●● إذا أخذنا نسبة تطور التنمية البشرية، يجب معرفة عدد الدول الجديدة التي شملها التقرير، فعندما يحدث تراجع هذا لا يعني أن هناك تراجع في مستوى المؤشر نفسه، الذي يحدث هو تراجع في الترتيب يعني يمكن أن يكون قد تحسن الوضع لكن تراجعت في الترتيب لماذا لأن هناك دول أخرى تضاف في هذه الحالة، وأظن أن هناك 18 دولة أضيفت هذه السنة مقارنة مع السنة الماضية.
الجانب الثاني هناك دول أخرى يمكن أن تحسن وضعها بسرعة أعلى من تحسين المغرب لوضعه. وهذا يعني أن مؤشر المغرب لم يتراجع لكن الترتيب تراجع وهذا هو الجواب عن سؤالك لماذا المغرب تراجع لكون هناك دول أخرى أضيفت، وكذلك هناك دول تحسن مستواها التعليمي بصفة أعلى من المغرب .
❷ بالنسبة لبعض المؤسسات سواء المندوبية السامية للتخطيط أو خالد الناصري الناطق باسم الحكومة انتقدوا هذا التقرير في حين أن بعض الفاعلين يؤكدون أن المغرب ما زال يراوح مكانه في مؤشر الصحة وفي مؤشر التعليم وفي مجموعة من المؤشرات الأخرى، فالمواطن المغربي يريد فهم هذه المعادلة هل فعلا هذه المؤشرات العلمية لا تنصف المغرب أو أن الوضع المغربي حقق نموا في بعض المجالات في حين لازال عليه العمل على تحسين نموه في مجالات أخرى؟
أظن أن الجزء الثاني من سؤالك هو الصحيح يعني أن المغرب حسن بعض المؤشرات ولازال لم يستطع تحسين أخرى، نظرا لعدة أسباب البعض منها بنيوي مثلا التعليم المغرب لم يحسن بالشكل الكامل مقارنة بدول أخرى. ومثل مستوى الناتج الإجمالي الداخلي إذا تحسن بالنسبة لدول أخرى فهي تستفيد حتى مع عدم تحسن مؤشرات أخرى بالدول نفسها، مثلا الجزائر فإذا كان هناك نمو قطاع النفط يتحسن وضعها ولو كان هناك ثبات في المؤشرات الأخرى، بالنسبة للمغرب صحيح أن المؤشرات التي تستعمل لقياس معدل التنمية البشرية لا تنصف المغرب عندما يحقق تطورا في مؤشرات أخرى، هذا لا يعني أن المؤشر غير علمي ولا يمكن لأحد قول ذلك.
❸ المغرب انتهى من المرحلة الأولى من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بميزانية قاربت 13 مليار درهم وسيطلق هذه المبادرة في صيغتها الثانية وقد رصد لها ملايير الدراهم، كيف يمكن تجاوز الإكراهات التي صادفت المرحلة الأولى وبالتالي تحسين مؤشر التنمية البشرية بالمغرب؟
●● بالنسبة للربط بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومؤشر التنمية البشرية هناك مسائل يمكن الربط فيها وبالمقابل هناك مسائل لا يمكن للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية التغيير من المؤشر مثلا الناتج الوطني الإجمالي مسألة تتعلق بالنمو الاقتصادي مثلا لاقدر الله كانت هناك سنة غير مطيرة سنة جافة وأعطت سنة فلاحية غير جيدة في حين في دول أخرى ارتفع ثمن البترول إلى غير ذلك، بالرغم من توفرنا على المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لن يتحسن مؤشر التنمية البشرية للمغرب، نفس الشئ بالنسبة للهضر المدرسي بالنسبة لمعدل الأمية هذه هي المؤشرات المستعملة، فالمبادرة يجب أن تتطرق لهذه المعدلات ولا يكون الهاجس بالنسبة إلينا تحسين مؤشر التنمية البشرية، وإذا كان هذا هو الهاجس فسيكون لدينا مستويان مؤشر التعليم والأمية أما الباقي كله فلا نستطيع السيطرة عليه، وبالتالي يكون لدينا بالنسبة لي يجب على المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أن تأخذ مسارها بتحسين طريقة أدائها دون أن تأخذ بعين الاعتبار هاجس مؤشر التنمية البشرية بالنسبة لي هناك خطأ في ما هو الهدف؟ الهدف بالنسبة لي هو التنمية بشكل عام في جميع المسارات وليس بالضرورة أن ننظر دوما وندقق حول ترتيبنا فعلى المبادر الوطنية للتنمية البشرية في جزئها الثاني أن تأخذ التنمية في جميع المجالات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.