الخط : إستمع للمقال تشهد فرنسا منذ أيام تحركات احتجاجية، ينظمها مزارعون للتنديد بظروف العمل في هذا القطاع الحيوي الذي يعاني من ارتفاع تكاليف الإنتاج والقيود الأوروبية والالتزامات البيئية التي تطالبهم باتخاذ تدابير للتقليل من انبعاثات الغازات الدفيئة. وأغلق المزارعون المحتجون الطرقات في عدة مناطق بفرنسا والتقاطعات الدائرية استجابة لدعوة النقابة الزراعية الأولى في فرنسا. حيث وعلى غرار المزارعين في فرنسا، تشهد عدة مدن أوروبية مثل ألمانيا وهولندا ورومانيا تحركات مماثلة. وقد أعلنت نقابات المزارعين الفرنسيين أنها قررت مواصلة التعبئة في اليوم الثامن من التحركات الاحتجاجية، معتبرة الإجراءات التي أعلنت عنها الحكومة غير كافية. ووفقا للنقابات، شارك 72 ألف مزارع أمس الجمعة في التحركات في جميع أنحاء فرنسا التي تسببت بتعطيل بعض الطرق المؤدية إلى باريس بشكل خاص. وحسب نفس المصادر تعيش فرنسا على وقع "احتقان كبير"، بعد تصاعد احتجاجات المزارعين الذين يطالبون بحماية القطاع الزراعي من المنافسة الأجنبية وارتفاع تكاليف الإنتاج. وفي هذا السياق أفادت عدة وسائل إعلام فرنسية أن المحتجون قاموا بوضع حواجز من حزم القش ومكبات مخلفات زراعية نتنة الرائحة أمام المقرات الحكومية، بالإضافة إلى المظاهرات، ليصبح ذلك أول أزمة كبرى يواجهها رئيس الوزراء المعين حديثا غابرييل أتال، الذي كلفه الرئيس إيمانويل ماكرون قبل أسبوعين في البلاد أملا في ضخ زخم جديد في إدارته. كما أظهرت مقاطع فيديو، مزارعين يرشون مقر بلدية بطبقة سميكة من طين خنازير مائع في الوقت الذي نصبت فيه حواجز طرق وانتشرت تظاهرات أخرى في مناطق مختلفة. ولم تسلم الشاحنات الأجنبية من "غضب" المزارعين في فرنسا، إذ قام "المتظاهرون بإيقاف شاحنات من مختلف الجنسيات في إحدى طرق "موتيليمار"، وقاموا بإفراغ محتوياتها" مبرزين أن فرنسا تستورد المواد الغذائية، من دون أن تنطبق عليها أحيانا المعايير نفسها لمبيدات الحشرات حيث أغلق مزارعون فرنسيون طرقا سريعة وألقوا عليها صناديق منتجات مستوردة.