بالصور.. توافد غفير لحضور افتتاح فعاليات المؤتمر 18 لحزب الاستقلال    ودابا يتفگص ليهم كابرانات الدزاير. فرانسا تعتارف بالسيادة المغربية على الصحرا. ها المشروع الكبير للي علن على تمويلو وزير المالية ديالهم    اليوم العاشر بجامعات أمريكية.. تضامن مع فلسطين والشرطة تقمع    الجماهير المغربية ستدعم نهضة بركان أمام اتحاد العاصمة الجزائري    طنجة.. إغلاق السجن المحلي "سات فيلاج" بصفة نهائية    الطرق السيارة توصي بتنظيم التنقلات خلالة العطلة المدرسية    هل ستعتمدها مديرية الناظور؟.. مذكرة تمنع تناول "المسكة" في المدارس    المغرب يسجل 10 إصابات جديدة بكورونا    دراسة: التمارين منخفضة إلى متوسطة الشدة تحارب الاكتئاب    "صدى لجنة القدس" تسلط الضوء على العملية الإنسانية الكبرى لوكالة بيت مال القدس لفائدة السكان الفلسطينيين في شهر رمضان    القمة الاجتماعية العالمية.. هلال يتباحث في جنيف مع المدراء العامين للمنظمات الدولية    بيدرو روشا رئيسا للاتحاد الإسباني لكرة القدم    لجنة الانضباط بالرابطة الفرنسية توقف بنصغير لثلاث مباريات    الوداد يعلن تشكيلة مكتبه المديري    أنخيل موراتينوس : دعم إسبانيا للمخطط المغربي للحكم الذاتي يعكس التزاما سياسيا واستراتيجيا    لأميرة للا مريم تترأس المجلس الإداري للمصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية    الأمير مولاي رشيد يترأس بمكناس مأدبة عشاء أقامها جلالة الملك على شرف المدعوين والمشاركين في المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب    مكناس : المعرض الدولي للفلاحة في نسخته 16يفتح أبوابه في وجه العموم    طلبة الطب يعلقون كل الخطوات الاحتجاجية تفاعلا مع دعوات الحوار    توقيف مطلوب لبلجيكا بميناء طريفة قادما من طنجة    جمهور ليفار ممنوع من الديبلاصمون لأكادير    اتحاد العاصمة شدو الطريق من الجزائر للمغرب    الفنان المغربي الروسي عبد الله وهبي يعرض "لوحات من روسيا" في الرباط    الصين تؤكد التزامها لصالح علاقات مستقرة ومستدامة مع الولايات المتحدة    الحكومة تقترح على النقابات زيادة 10% في الحد الأدنى للأجور    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب على غزة إلى 34356 قتيلا    بوطازوت تفتتح فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان الشرق للضحك    الطقس غدا السبت.. أمطار فوق هذه المناطق ورياح قوية مصحوبة بتناثر غبار محليا    بايتاس : الحكومة لا تعتزم الزيادة في أسعار قنينات الغاز في الوقت الراهن    احتجاجا على حرب غزة.. استقالة مسؤولة بالخارجية الأمريكية    سعر الذهب يتجه نحو تسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    تطوان .. احتفالية خاصة تخليدا لشهر التراث 2024    "شيخ الخمارين ..الروبيو ، نديم شكري" كتاب جديد لأسامة العوامي التيوى        العرائش : انطلاق أشغال مشروع تهيئة الغابة الحضرية "ليبيكا"    محمد عشاتي: سيرة فنان مغربي نسج لوحات مفعمة بالحلم وعطر الطفولة..    فضايح جديدة فالبرنامج الاجتماعي "أوراش" وصلات للنيابة العامة ففاس: تلاعبات وتزوير وصنع وثيقة تتضمن وقائع غير صحيحة    جرسيف.. مشروع بكلفة 20 مليون درهم لتقوية تزويد المدينة بالماء الشروب    بروفيسور عبد العزيز عيشان ل"رسالة24″: هناك علاج المناعي يخلص المريض من حساسية الربيع نهائيا    أخنوش: الأسرة في قلب معادلتنا التنموية وقطعنا أشواطاً مهمة في تنزيل البرامج الاجتماعية    السعودية قد تمثل للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون    مجمع الفوسفاط ينجح في تعبئة ملياري دولار عبر سندات اقتراض دولية    أخنوش يحسم الجدل بخصوص التعديل الحكومي    عرض فيلم "أفضل" بالمعهد الفرنسي بتطوان    "IA Branding Factory"… استفادة 11 تعاونية من الخدمات التكنولوجية للذكاء الاصطناعي    مؤسسة (البيت العربي) بإسبانيا تفوز بجائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها ال18    "لمسات بألوان الحياة".. معرض تشكيلي بتطوان للفنان مصطفى اليسفي    شاهد كيف عرض فيفا خريطة المغرب بمتحفه في زوريخ    الدكتور عبدالله بوصوف: قميص بركان وحدود " المغرب الحقة "    هل دقت طبول الحرب الشاملة بين الجزائر والمغرب؟    البيرو..مشاركة مغربية في "معرض السفارات" بليما لإبراز الإشعاع الثقافي للمملكة    الأمثال العامية بتطوان... (582)    خبراء ومختصون يكشفون تفاصيل استراتيجية مواجهة المغرب للحصبة ولمنع ظهور أمراض أخرى    جراحون أميركيون يزرعون للمرة الثانية كلية خنزير لمريض حي    قميصُ بركان    لأول مرة في التاريخ سيرى ساكنة الناظور ومليلية هذا الحدث أوضح من العالم    في شأن الجدل القائم حول مدونة الأسرة بالمغرب: الجزء الأول    "نسب الطفل بين أسباب التخلي وهشاشة التبني"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التخزين .. ظروف سيئة وتلاعب بالأرقام

نهاية كل موسم فلاحي، وبالضبط خلال شهر ماي، تحدد وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، السعر المرجعي للقمح عند التسليم للمطاحن بجودة معيارية، حيث قدرته خلال هذه السنة، ب 280 درهما/قنطار، وذلك بالاستنادا إلى القرار المشترك مع وزارة الاقتصاد والمالية، الذي تتوخى منه الحكومة اتخاذ التدابير المتعلقة بضمان ظروف جيدة لتخزين وتسويق محصول الحبوب برسم الموسم الفلاحي الحالي.
وذكر بلاغ لوزارة الفلاحة خلال ماي الماضي أنه وفقا لهذا القرار، الذي وقعه وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، ووزير الاقتصاد والمالية، تهم هذه التدابير أيضا تخصيص منحة جزافية بقيمة 10 دراهم/قنطار بالنسبة لكمية القمح الطري المنتجة على الصعيد الوطني التي سيتم تجميعها خلال الفترة من 16 ماي إلى 15 أكتوبر 2018.
وأوضحت الوزارة أن الأمر يتعلق، أيضا، بمنحة تخزين بقيمة درهمين/قنطار لكل 15 يوم لفائدة هيئات التخزين بالنسبة للكمية الإجمالية من القمح الطري التي سيتم تجميعها خلال الفترة من 16 ماي إلى 15 أكتوبر 2018، مشيرة إلى أن هذه المنحة ستدفع إلى غاية متم شهر دجنبر 2018.
كعكعة الدعم
الأرقام المذكورة والمتعلقة بالدعم تجذب المتدخلين في القطاع بالرغم من أن الأمر يتعلق بدراهم معدودات وقليلة القيمة على ما يبدو منذ الوهلة الأولى بالنسبة للمتلقي غير الملم بالمجال عن قرب، بيد أن الواقع شيء آخر، وهو ما أكدته مجموعة من مصادر جريدة “بيان اليوم”، المطلعة على ما يجري في مكاتب أرباب المجمعين والمخازن.
وقالت مصادر الجريدة، إنه على مستوى ربوع المملكة توجد مجموعة من اللوبيات المهيمنة على مشهد سوق القمح بالمغرب، التي تلعب دور المجمع وفي الوقت نفسه المخزن، بل ذهبت مصادرنا إلى الإشارة بأن هناك من لديه مطحنة، وكل هذه السلسلة المترابطة يهدف من ورائها إلى احتكار السوق وكذا الجري وراء الدعم المخصص لعملية الجمع والتخزين وكذا الطحن.
غير أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، استنادا إلى ما صرحت به المصادر للجريدة، بل يذهب إلى التلاعب في الأرقام الخاصة بالتجميع والتخزين، لاسيما وأن المكتب الوطني المهني للحبوب والقطاني تصعب عليه مهمة مراقبة جميع مراكز التجميع والتخزين عبر ربوع المملكة، لتبقى بذلك الأرقام المقدمة لمسؤولي ONICL تقريبية ولا تعكس حقيقة حجم الحبوب التي تم تجميعها وكذا تخزينها.
شروط تخزين سيئة
وفي زيارة ميدانية قامت بها بيان اليوم، بكل من جهتي فاس والدار البيضاء وبالضبط بنواحي مدينة برشيد، على اعتبار هاتين الجهتين من أكبر المنتجين والمخزنين للحبوب، وقفت الجريدة على واقع “يرثى له” على مستوى التخزين، والذي لا علاقة له بمعايير وشروط التخزين التي يضعها المكتب الوطني المهني للحبوب والقطاني في وجه المخزنين.
وبهذا، تبقى جودة القمح رهينة الجو المعتدل، والتوفر على صوامع بالنسبة للمخزنين الكبار، الذين يحترمون العقود التي تربطهم ببعض المطاحن، ثم التوفر على عمال يراقبون بضمير مهني عملية التخزين ويسهرون عليها بشكل جيد، وهو ما أكده مجموعة من العمال الذين التقتهم بيان اليوم في زيارتها المختلفة.
وعلى سبيل المثال، أكد مجموعة من العمال الذين صادفتهم بيان اليوم، وبالتحديد بالحي الصناعي الدكارات بفاس، أن وضعية تخزين الحبوب مزرية، مقدمين مثال غرق جزء كبير من الحبوب المخزنة في مياه الأمطار الأخيرة، التي تسللت إلى الداخل نتيجة سوء أسقف المعمل الذي توجد به حوالي 2000 طن من الحبوب المخزنة.
وذكر العمال، أن التعامل مع هذه الحبوب تم بطرق عشوائية وغير صحية حيث عملت مجموعة من الجرافات والآلات الثقيلة والشاحنات على إخراج كمية هائلة من الحبوب إلى الهواء الطلق، حتى يتسن تنشيفها، بعد عملية التسريح على الأرض بالآلات الثقيلة التي تكفلت بالمهمة، وهو الأمر الذي يدخل ضمن الممارسات التي تؤثر على جودة الحبوب، التي من المفترض أن يلقى بها في الغابات أو النهر كطعم للحيوانات، كما اعتادت على هذا التقليد شركة “سوناكوس”.
بل الأدهى من هذا، هو أن هذه الحبوب التي سبحت في ضاية كبيرة من الماء بداخل معمل التخزين، تم شحنها وخلطها مع حبوب أخرى، وقدمت للمطاحن التي ستعد منها الدقيق والمعجنات.. وهو المشهد الذي اعتبره العمال عاديا وتم الاعتياد عليه، حيث يتم خلط جميع الحبوب مع بعضها البعض دون مراعاة عامل الجودة والصنف، بالإضافة إلى خلط الحبوب التي تضررت من عملية الخزن، كضياعها بسبب الرطوبة، أو مرضها بفعل الهجوم الجماعي للحشرات، أو تعرضها للحرق نتيجة تماس كهربائي في الآلات الموجودة في مكتن التخزين..الخ.
وفي السياق ذاته كشف عمالا آخرون، أن عملية الخزن تشوبها في معظم المطاحن المتواجدة بحي الدكارات وحي بنسودة بمدينة فاس، ممارسات أخرى خطيرة، من قبيل غياب الشروط الصحية والسليمة لخزن الحبوب التي تداوى بشكل عشوائي من طرف عمال غير متوفرين على تكوين في هذا المجال، علاوة على تضررهم أيضا من هذه العملية التي تؤثر على سلامتهم الجسدية، على اعتبار هذه الأدوية تتكون من مواد كيميائية خطيرة يتم توظيفها لقتل الجرذان والحشرات الضارة.
إلى جانب هذا الواقع، أبرز العمال في حديثهم مع بيان اليوم، أن هناك بعض المخزنين من يلجؤون إلى خزن الحبوب في “الخيش” (الأكياس)، التي لا تتوفر بها الشروط الصحية وتنعكس سلبيا على جودة القمح الموجود بها.
من جهة أخرى، أضافوا أن العديد من “العساسة” الذين يحرسون هذه المخازن، يتوفرون على كلاب الحراسة التي تقضي حاجاتها البيولوجية فوق القمح، بالإضافة إلى توظيف هؤلاء الحراس لأسلحتهم النارية (الكرابانة، الخماسية، الجويجة..) في قتل وصيد الحيوانات التي تتواجد فوق القمح، كالحمام والعصافير والطيور المختلفة التي تأتي للمخازن من أجل الاقتيات من الحبوب.
وأشار العمال إلى أن جثث هذه الطيور وكذا الجرذان التي تموت بفعل الدواء تبقى عالقة فوق كميات القمح إلى حين التحلل أو شحنها إلى المطاحن المكلفة بالتحويل، وفي أحسن الأحوال يتم استخراجها من طرف كلاب الحراسة التي تتغذى عليها كل يوم.
الدار البيضاء وفاس
وإذا كانت جل المخازن تقريبا تعاني من هذه الظواهر، فإن مخازن عصرية أخرى، تحتوي على صوامع صحية تتكون من آليات وتجهيزات تقنية متقدمة، يحاول أصحابها المحافظة على جودة الحبوب التي بحوزتهم على قدر المستطاع من خلال تتبع مسار التخزين السليم الذي ينصح به خبراء المكتب الوطني المهني للحبوب والقطاني، وهو ما عاينته بيان اليوم في جولتها بالحي الصناعي ببرشيد، وكذا منطقة حد السوالم، وعين السبع بالدار البيضاء، حيث توجد العديد من الصوامع الخاصة بتخزين الحبوب، والتي تم إنشاءها خلال السنوات الأخيرة.
وأكد بعض المهنيون، أن هذه الصوامع مكلفة ماديا على عكس إنشاء المخازن العادية بالإسمنت، بحيث تتطلب الصوامع مراقبة دائمة من طرف المهندسين، وكذا التقنيين الذين يراقبون بشكل مستمر اشتغال الآلات الخاصة بهذه الصوامع، وتكييفها بحسب الجو؛ الرطوبة أو الحرارة.. من هنا تحتاج هذه المخازن العصرية إلى أشخاص مكونين بأجور مرتفعة، على عكس المخازن التقليدية التي تعتمد على يد عاملة بسيطة بأجور زهيدة، كما أن مالكها ليس في حاجة إلى الإصلاحات الروتينية، كما هو الحال بالنسبة للمخازن العصرية التي تتعطل بها المحركات وأجهزة التهوية.
وفي هذا الصدد، تقدم وزارة الفلاحة، دعما خاصا، بإحداث صوامع للتجميع والتخزين، تشجيعا منها للمجمعين والمخزنين، حتى ينتقلوا من التخزين التقليدي والعشوائي إلى التخزين العصري الذي يحترم الشروط الصحية المحافظة على جودة الحبوب.
واستنادا إلى إحصائيات المكتب الوطني المهني للحبوب والقطاني، فإن مراكز التخزين تتركز بشكل كبير في جهة الدار البيضاء-سطات ب 35 في المائة، وفاس-مكناس ب 33 في المائة، متبوعين بكل من سوس- ماسة 7 في المائة، ومراكش- آسفي، والرباط- سلا- القنيطرة ب 7 في المائة، وجهة بني ملال- خنيفرة 5 في المائة، وطنجة تطوان، والشرق ب 3 في المائة.
وبحسب الأرقام الأخيرة للمكتب ذاته، فإن قطاع تخزين الحبوب يضم حاليا 164 وحدة، 137 منها خاصة بتخزين القمح الصلب، مشيرا إلى أن حوالي مليون طن من الحبوب يمكن تخزينها في الصوامع العصرية، التي يمكن أن تؤمن 50 يوم من الإمداد لفائدة المطاحن.
جدير بالإشارة أنه تم خلال سنة 2017، توقيع اتفاقية مشتركة بين كل من وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، ومجموعة القرض الفلاحي للمغرب، والتعاونيات، والاتحاد الوطني للتعاونيات الفلاحية المغربية والفيدرالية الوطنية للمطاحن، تتعلق بتخصيص مجموعة القرض الفلاحي للمغرب خطوط تمويل متخصصة تسهل ولوج التعاونيات الأعضاء في الاتحاد الوطني للتعاونيات الفلاحية المغربية إلى الاعتمادات المخصصة لتغطية تكاليف جمع وتخزين القمح الطري.
غير أن العديد من المجمعين والمخزنين أكدوا لبيان اليوم عدم لجوئهم للقروض التي تكلفهم مصاريف غالية وإضافية في هذا الصدد، غير أن مصادر الجريدة أشارت إلى أن هذا الرفض، هو نتيجة التهرب من معرفة الكميات التي تم جمعها وخزنها في تلاعب بالأرقام التي يتلقون عليها الدعم من الحكومة طيلة فترة الجمع والتخزين.
وصفة ONICL لا تحترم للحفاظ على جودة الحبوب المخزنة
نشر المكتب الوطني المهني للحبوب والقطاني، خلال سنة 2006، دليلا خاصا بقطاع تخزين الحبوب، لأن هذه العملية في سلسلة الإنتاج، تعد مهمة في تأمين السوق الداخلية بالحبوب، لاسيما وأن عرض الحبوب في السوق يتمركز في فترة وجيزة مباشرة بعد الحصاد، بيد أن الطلب يمتد على طول السنة، من تم فالتخزين يحافظ على القيمة الذاتية للحبوب من خلال صيانة جودتها كما وكيفا، ويؤمن تموين السوق الداخلية بالحبوب، ثم يعمل (التخزين) على استقرار الأسعار عن طريق ضبط العرض وسحب الكميات الفائضة حسب طلبات السوق.
ويشر دليل ONICL إلى أن عملية التخزين في وحدات الحبوب يجب أن تمر عبر مجموعة من الإجراءات الرئيسية، ك؛ استقبال الحبوب وتقييم جودتها، ثم تنقيتها من خلال إزالة الشوائب الكبيرة، بالإضافة إلى القيام بتخزينها، بعد تصنيفها بحسب معايير متجانسة للجودة وكذا ظروف التخزين، علاوة على هذا يشدد المكتب على ضرورة المراقبة عند التسليم للمطاحن استنادا إلى تقييم الجودة، وذلك ضمانا لتلبية طلبات المحولين الصناعيين كما وكيفا.
ويؤكد دليل المكتب الوطني المهني للحبوب والقطاني على ضرورة تهييئ وحدات الخزن بشكل جيد قصد استقبال الحبوب، مشددا على أنه قبل استقبال الحبوب، يتوجب؛ تشخيص حالة منشآت الخزن ومعداتها، ثم اتخاذ كافة التدابير التصحيحية اللازمة، من خلال عملية الصيانة، بحيث يجب التأكد من أن جدران وأسقف وأرضية ونوافذ المخازن سليمة من أية شقوق أو ثقوب تسمح بتسرب الطيور والجرذان وكذا مياه الأمطار، إلى جانب القيام بأشغال الصيانة قبل التخزين.
وتدعوا الورقة التقنية إلى ضرورة تنظيف أرضية وجدران وأسقف المخازن، وكذا خلايا الصوامع، من خلال إتلاف الفضلات والأوساخ بعيدا عن وحدات التخزين لتجنب التلوث والعدوى، ناهيك عن مباشرة إصلاح أي عطب تعرضت له معدات الاستقبال والتنقية الأولية والنقل والتوضيب ومعدات تتبع ظروف التخزين، فضلا عن معالجة منشآت الخزن والمعدات والتجهيزات المستعملة بالمواد الكيماوية الملائمة مع احترام المقادير وطرق الاستعمال.
وبخصوص عملية استقبال الحبوب، يشير إلى وجوب التأكد عند الاستقبال من سلامة الحبوب من أي مرض وهي ذات نمو ولون عاديين، ثم خلو الحبوب من الحشرات الحية والمواد السامة وكل رائحة غير عادية قد تضر بذوق ورائحة منتوج التحويل.
ويحث خبراء ONICL على تتبع ضرورة ما وصفه ب»الممارسات الجيدة»، على مستوى تقييم الوزن المعياري، وتحديد نسبة الشوائب، ثم قياس نسبة الرطوبة التي يجب أن لا تتعدى 15 في المائة، علاوة على التأكد من عدم توالد الحشرات، إلى جانب التأكد من أن درجة الحرارة منخفضة وملائمة لظروف الخزن حوالي 12 درجة.
وللقيام بهذه العملية يجب أن يتوفر المخزن على التجهيزات الضرورية، من قبيل؛ تجهيزات أخذ العينات وتحديد الجودة، (المسبار، وآلة تقسيم العينات، ومياس الرطوبة، وآلة تحديد الوزن المعياري)، وتجهيزات الوزن (جسر، قبان)، إلى جانب تجهيزات الاستقبال (حفرة مغطات ومجهزة لاستقبال الشاحنات بصبيب 20 طن في الساعة على الأقل).
وفيما يخص التنقية، يرى المكتب أن هذه العملية تتم بطريقتين، الأولى من خلال الميكانيكيا، والثانية تمر بطرق تقليدية بالنسبة للحبوب ذات شوائب كثيرة، كاللجوء إلى تهوية التبريد وخفض درجة الحرارة إلى مستويات آمنة بالنسبة للحبوب الساخنة، أو المعالجة بالطرق والمواد الملائمة بالنسبة للحبوب المغزوة بالحشرات والطفيليات وتجنب خلطها مع الحبوب السليمة، بالإضافة إلى خفض نسبة الرطوبة بطرق طبيعية أو اصطناعية بالنسبة للحبوب ذات رطوبة مرتفعة.
ويؤكد المكتب المسؤول عن الحبوب والقطاني، على ضرورة أن يتوفر المخزن على تجهيزات ضرورية لمباشرة التنقية، كآلية ذراية، أو منقي عازل بصبيب لا يقل على 10 طن في الساعة، ثم معدات تهوية التبريد والتنشيف، ومعدات معالجة الحبوب من الطفيليات والحشرات.
وفي الإطار ذاته يشدد على تجنب مزج قسمات الحبوب ذات خصائص جودة مختلفة، داعيا إلى صياغة دفتر أو لوحة بيانية لتتبع تخزين الحبوب، علاوة على تجنب الخزن مباشرة على الأرضية أو الجدران، فضلا عن تهييء ممرات للتهوية الطبيعية والمراقبة بين قسمات الحبوب وبين قسمات الحبوب والجدران، ثم تنظيم الأكياس وقسمات الحبوب بطريقة تسهل الإحصاء والمراقبة، علاوة على احترام القواعد الأساسية للصحة والسلامة، فضلا عن المراقبة المنتظمة لآثار الجرذان والحشرات، والمراقبة المستمرة لدرجة الحرارة والرطوبة، لهذا يؤكد المكتب على ضرورة التوفر على تجهيزات تتبع ومراقبة درجة الحرارة ونسبة الرطوبة، ثم تجهيزات تهوية التبريد والتنشيف، وتجهيزات كشف القوارض والحشرات.
وتشير الورقة التقنية الخاصة بالتخزين إلى أنه لمحاربة آفات الحبوب، يتوجب تهييء وحدات التخزين لاستقبال الحبوب، ثم تحديد جودة الحبوب عند الاستقبال وصلاحيتها للخزن لمدة طويلة، علاوة على تبريد الحبوب أو تنشيفها إذا دعت الضرورة إلى ذلك، بالإضافة إلى وضع آليات مراقبة ظروف التخزين، واستعمال المبيدات الملائمة بالمساحات والسعات الفارغة إن اقتضت الضرورة لذلك، فضلا عن وضع أفخاخ بالنسبة للقوارض والحشرات، وذلك بوضع شبكات فوق قسمات الحبوب لحمايتها من الطيور.
وبخصوص عملية الطرق العلاجية، يحث المكتب الوطني للحبوب والقطاني على ضرورة الرش بالمبيدات أو استعمال طريقة التبخير للحصول على فعالية تامة، واحترام المقادير وطرق الاستعمال الموصوفة، إضافة إلى السهر على احترام قواعد الصحة والسلامة، ومن بين الحشرات والقوارض الرئيسية المضرة بالحبوب عند الخزن، يشير المكتب إلى ثاقبة الحبوب الصغرى، وسوسة الحبوب، وفراشة الدقيق الهندية، وخنفساء الحبوب المنشارية، وفراشة الحبوب، وعثة الحبوب، وفأر من فصيلة القوارض، وخنفساء الدقيق الصدائية.
ومن بين أهم المخاطر المحتملة التي تهدد وحدات التخزين بحسب المكتب، نجد تسرب مياه المطر، حرائق مضرمة نتيجة تلاقي الأسلاك الكهربائية أو عمليات التلحيم أو رمي السجائر المشتعلة أو نقط ساخنة أو التركيز في الغبار العضوي، لهذا يدعوا إلى تجنب تكديس الغبار بآلة شفط الغبار عند التنقية الأولية وإبعاد الغبار والأوساخ بعد التنقية، ثم منع التدخين داخل وحدات التدخين، ومراقبة وضبط مصادر الشرارات (الأسلاك الكهربائية المكشوفة، ارتفاع درجة الحرارة على مستوى مدرجات الآلات الرافعة)، علاوة على تحسب منافذ الأمان عند بناء وحدات التخزين، ووضع معدات إطفاء النار صالحة وفي متناول المستعملين.
وبخصوص عملية إتلاف الحبوب بالحشرات والطفيليات والطيور والقوارض، تحث الورقة التقنية للمكتب الوطني للحبوب والقطاني إلى اللجوء لتهوية التبريد إذا ما تجاوزت درجة حرارة الحبوب 12 درجة، ثم اللجوء لتهوية التنشيف إذا ما تجاوزت نسبة الرطوبة 15 في المائة، بالإضافة إلى وضع أفخاخ لرصد الحيوانات والحشرات المتلفة للحبوب واتخاذ الإجراءات الملائمة لإبادتها.
ويشدد المكتب في الأخير على وجوب التناول بشكل مناسب مواد معالجة الحبوب المضادة للطفيليات، والحشرات والقوارض، استنادا إلى احترام التعليمات التقنية وتوصيات السلامة عند استعمال مواد المعالجة.
ويمكن من خلال تتبع هذا الدليل الخاص بظروف التخزين، بحسب خبراء ONICL تحقيق مجموعة من المكاسب كالاحتفاظ بالحبوب المخزنة لفترة تتراوح ما بين 15 و20 سنة أو أكثر، ثم تجنب الضياع الكمي، علاوة على الحفاظ على الجودة وتحسينها، ثم إرضاء الزبناء المحولين الصناعيين بتسليمهم الحبوب ذات الجودة المطلوبة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.