حريق مهول في منطقة توشكا بين أقاليم أكاديروالصويرةوتارودانت تم، صباح يوم الأحد الماضي، تطويق والسيطرة بشكل نهائي على النيران التي اندلعت حوالي الساعة الثالثة من بعد زوال يوم السبت الماضي بإحدى الغابات المتواجدة في ملتقى بين أقاليم تارودانتوأكادير إداوتنان والصويرة. وتجهل إلى حد الآن أسباب هذه الحرائق التي أتت على الأخضر واليابس على مساحة كبيرة تزيد عن 15 هكتارا، غالبيتها تابعة لإقليم الصويرة، في هذه الغابة المتواجدة بمنطقة «توشكا» المحاذية لدوار «اغبالو» بجماعة «تقي» بأكادير المعروفة بانتشار كثيف لأشجار الأركان والبلوط والخروب. واستغرق الحريق ساعات قبل أن تتدخل السلطات المحلية التي جندت أعدادا كثيرة من ساكنة الدواوير المجاورة بالخصوص الذين قاموا بمساعدة رجال المطافئ والوقاية المدنية والدرك الملكي والقوات المسلحة الملكية، والمياه والغابات، والقوات المساعدة، الذين حاولوا التدخل أرضيا لكنهم اصطدموا بالواقع الجغرافي التضارسي الصعب الذي حال دون توغلهم إلى الأماكن التي شب فيها الحريق مما حدا برجال الدرك الملكي إلى الاستعانة في إخماد النار بما يقارب ستة وعشرين طلعة جوية؛ لطائرتين من طراز «كندير»، والتي تم استقدامهما من مدينة القنيطرة، بالإضافة إلى طائرة «دفندر» التابعة للقوات المسلحة بأكادير، والتي ساهمت في التطويق السريع للنيران، وفي القضاء على ألسنة اللهب، والحيلولة دون وصولها لمناطق مجاورة، والتمكن بعد «المواجهة «من وضع حد لاجتياح النيران التي «ابتلعت» عددا كبيرا من الأشجار والنباتات ذات الأهمية الإيكولوجية والإنتاجية على غرار نبتة الزعيترة «تازوكنيت» التي ترمز إلى مكانة وجودة العسل المحلي الذي يلقى إقبالا منقطع النظير في الفترة الصيفية من كل سنة. باقي البؤر النارية تم إخمادها خلال الفترة الصباحية ليوم الأحد بعد جهد جهيد ومحاولات كثيرة تم التجند لها من طرف الجميع. الانتشار السريع «لأمواج» النيران هذه، ساعد فيه وبشكل كبير الارتفاع النسبي لدرجة الحرارة وهبوب بعض الرياح متوسطة القوة بالمنطقة وتأخر السلطات وباقي المتدخلين من الالتحاق بالمنطقة، بسبب صعوبة المنافذ ووعورة المسالك إضافة إلى التأخير في التبليغ لأسباب تواصلية، دون إغفال توقيت بداية الاندلاع (الفترة الزوالية). هذا الحريق المهول أعاد إلى الأذهان بعض الحرائق المماثلة التي لا زالت راسخة في ذاكرة السكان، منها الحريق المهول الذي أتى منذ حوالي ثلاث سنوات على عدد كبير من الهكتارات بمنطقة «توكروا» التابعة للجماعة القروية لإيموزار، وكذا الحريق الأخير الذي عرفته منطقة «تامكونسي» بالجماعة القروية «تقي» نهاية شهر مارس من السنة الماضية، وأيضا حريق غابة «مسكينة» بأمسكروض في نفس الفترة من صيف السنة الماضية.. ومعلوم أن هذه الحرائق خلفت خسائر كبيرة جدا من الثروة الغابوية خاصة من الأشجار المثمرة التي تعتبر مصدر الرزق الأول للساكنة بالمنطقة والمكون الأساسي للنظام الإيكولوجي؛ مما يقتضي مزيدا من الحذر واليقظة لتفادي مثل هذه الكوارث الطبيعية التي لها تأثير سلبي مباشر على التنمية البشرية وعلى الثروة الغابوية التي تشكل جزء من الحياة البشرية في مثل هذه المناطق، بل تتعداه في أحايين كثيرة لتصبح هي الحياة بعينها.