بات الهوس بالفنانين يشكل ظاهرة متواجدة بكثرة في مجتمعنا العربي, فلم يعد هناك أشخاص يحبون نجوم الغناء أو السينما بالطريقة الطبيعية التي يجب أن تكون , بل أصبح هذا الإعجاب ينقلب إلى حب مرضي يؤدي بصاحبه إلى الجنون فهل يعتبر هذا الشيء أمرا طبيعيا ؟أم أننا اعتبرناه كذلك لتعودنا على رؤيته باستمرار في جميع القنوات الفضائية. من بين أكثر الفنانين العرب الذين عشقهم الجمهور بطريقة جنونية تجاوزت حدود المعقول هو الفنان الراحل عبد الحليم حافظ,الذي انتهت
بموته حياة بعض الفتيات المجنونات اللائي اعتقدن انه لا حياة لهن بعد العندليب الأسمر. فأي عقل يمكنه أن يصدق هذا الجنون؟وهل كنا سنفعل مثلهن لو عشنا في زمنهن؟ لم يقتصر هذا الأمر على العندليب فقط بل تعداه إلى نجوم أصبحوا محط اهتمام العديد من الجماهير في زمننا الحالي. ويعد النجم تامر حسني أبرزهم .فكما يقول عدد كبير من النقاد والصحفيين والفنانين بان تامر حسني أحيا وأعاد زمن العندليب إلى عصرنا الراهن .فحب الجمهور لهذا الفنان أصبح حديثا تجده على كل لسان لأنه يعتبر أمرا خياليا لا يصدقه العقل.
وهناك أيضا عدد كبير من النجوم أمثال المطرب الجزائري الشاب بلال الذي أصبحت له مكانة كبيرة خصوصا في المغرب العربي حيث أن معظم الشباب أصبحوا معجبين بهذا الفنان بشكل كبير ويحفظون أغانيه لدرجة أنهم يستشهدون بها في عدة مواقف من حياتهم. إذا كان الهوس يقف في هذا المكان فهذا يعتبر أمرا جيدا لكن المشكلة تكمن في الأشخاص الذين يريدون امتلاك الفنان لدرجة أنهم يشكلون خطرا كبيرا على حياته بتهديدهم له إذا لم يصبح ملكا لهم وهذا ما حصل مع العديد من الفنانين مثل باسكال مشعلاني وحمادة هلال وآخرين. ويفسر الدكتور مصطفى طلبة أستاذ في علم النفس على أنها ظاهرة مرضية يكون لدى صاحبها رغبة في حب التملك وبالتالي يقوم بمطاردة الفنانين وملاحقتهم أملا في الحصول على صور معهم أو الارتباط بهم وأشار إلى أن الحب بهذه الطريقة هو حب جنوني قد يؤدي إلى أن يقوم الإنسان بأي تصرف قد يكلفه حياته وحياة من يحب .لذا ينصح دائما بالموافقة على طلباتهم في حال تمكنهم من الوصول إلى الفنانين مؤكدا أن التهديدات التي يطلقونها في هذه اللحظات تكون قابلة للتنفيذ مهما كانت خطورتها. وشدد على أن تعبيرات الوجه في هذه الحالة بالاستجابة وبعدها طلب الاستغاثة من المحيطين هو الحل الأنسب لافتا إلى أن الرفض بقسوة أو الاستهجان قد يدفعه إلى ارتكاب ما لا يحمد نتائجه. وتبقى هذه الظاهرة مجرد حالة يمر بها الشخص في مرحلة معينة من حياته وسرعان ما تنتهي عند النضوج الكامل.