صحافي يتهم اردوغان بتطويع الصحافة التركية وتغيير هوية المواطنين ويسائله عن منع فيلم حريم السلطان

بحجة إساءته للتاريخ العثماني ومخالفة التَّعاليم الإسلاميَّة رجب طيِّب أردوغان يقود حملة رافضة لمسلسل "حريم السلطان"
طالب رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، بوقف عرض مسلسل "حريم السلطان"، بحجة أنه يسيء إلى التاريخ العثماني، وأن أحداثه تخالف التعاليم الإسلامية.
أنقرة: على الرغم من النجاح الكبير الذي حققه المسلسل التركي "حريم السلطان"، ووصول عدد مشاهديه في منطقة البلقان والشرق الأوسط إلى 150 مليون متفرج، إلا أن المسلسل مازال يلقى اعتراضات من جانب المسؤولين الأتراك والمواطنين المسلمين المتشددين بحجة احتوائه على العديد من المعلومات المغلوطة حول السلطان العثماني سليمان القانوني، الذي حكم الدولة العثمانية في القرن السادس عشر.
وتأتي الحملات الرافضة لمسلسل "حريم السلطان" لإحتواء مشاهده على تصرفات تخالف التعاليم الإسلامية كشرب الخمر، وهي التي قادها رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، الذي أوضح في خطاب له في نوفمبر الماضي أن السلطان العثماني لم يكن زير نساء ولا محبًّا لشرب الخمر، وقال: "ما يعرضه المسلسل غير صحيح، فهذا ليس سليمان الذي نعرفه"، وأضاف: "وجهنا إنذارات للمسؤولين عن عرض المسلسل وننتظر حكمًا قضائيًّا خاصًّا بوقف عرض المسلسل".
وفي الوقت الذي لم يستغل فيه رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، النجاح الذي حققه مسلسل "حريم السلطان" لتوسيع علاقات دولته الخارجية مع دول الشرق الأوسط والبلقان، مكتفياً بتوجيه الإنتقادات إلى منتجي العمل ومعلناً موقفه من المسلسل رسميًّا ، أكدت الخطوط الجوية التركية إلغاء عرض مسلسل "حريم السلطان" خلال رحلاتها، علماً بأن أوكتاي سارال المشرع القانوني في حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه أردوغان أوضح أنه يستعد لطرح قانون يحظر كافة البرامج والأعمال الفنية التي تتعدى على القيم الإسلامية سواء بالتحريف أو الإهانة.
وقال سارال الذي أكد على وجود قانون ينص على سجن المتسببين في تشويه سمعة الأمة التركية، إن المسلسل سيمنع عرضه على الخطوط الجوية التركية بدءاً من عام 2013.
وعلى صعيد آخر، انتقد الصحافي في جريدة "Today's Zaman" التركية، إحسان داغي، تصريحات أردوغان الرافضة لمسلسل "حريم السلطان"، مشيراً إلى أن الصحف في تركيا أصبحت منحازة إلى الحكومة وتعمل لصالحها، وقال: "يتصرف أردوغان وكأنه المسؤول عن الشعب واختياراته، فهو يقوم دون أي محاسبة بتحويل هوية المواطنين ونمط حياتهم".