أظهر الناشط الإسلامي، أبو حفص (محمد عبد الوهاب رفيقي)، دراية كبيرة ومعرفة عميقة بكرة القدم، كما أنه، من خلال تدوينة له على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أبرز أنه متتبع بشكل كبير لكرة القدم الوطني خاصة المنتخب الوطني لكرة القدم. وعلى عكس الذين يعتبرون أن كرة القدم مجرد لهو وإلهاء للشعوب، كان لأبي حفص رأي آخر، حيث كتب « قالوا وهم يسطرون الخطوط ويضعون الأغلال والقيود: هذه الفتنة العمياء تهدم أركان الولاء والبراء… وتقوض معاني الاستعلاء…. وتثير نعرات الوطنية والجاهلية.. ». وأضاف « يقولون ذلك لي وأنا الذي افتتحت ذكرياتي مع الكرة بمبارة الجزائر السوداء… وعشت التحول من جيل الهزاز وفرس وعسيلة واحرضان… إلى جيل التألق والتأنق… جيل الإبداع والإمتاع…. بادو الزاكي قاهر النجوم والفرسان… صخرة الدفاع البياز وأسطورة الوسط عبد المجيد الظلمي وبودربالة شارع المراوغات وأنيق الأنيقين محمد التيمومي…. مع كل فناني الجوقة الأخرى خليفة ولمريس والبويحياوي والحداوي وكريمو… ». وكشف أبو حفص كيف بكى حين هزيمة أسود الأطلس في مصر « بكيت ببراءة يوم هزم طاهر أبو زيد الزاكي على ملعب القاهرة …. وكان ما كان بعد ذلك في الميدان.. ». بل وخرج إلى الشارع مع الجماهير احتفالا بالنصر « خرجت إلى الشارع وصحت وفرحت مع عموم المغاربة يوم واقعة كوادا لاخارا والثلاثية أمام البرتغال… وتألمت يوم هزم زملاء روجي ميلا المغاربة بملعبهم وأمام جمهور عاشق ولهان…. عشت نكسات بداية التسعينات والاقصاءات التى أذاقها طارق دياب للمغاربة في كل الملتقيات…. إلى جيل عزمي والداودي والبهجة والشاوش الذي عانده الحظ وخانته الانتصارات…. ومن غربتي بأرض الحجاز عشت تألق حجي وبصير ولخلج الطاهر وعشت معهم خيبة وألم الإقصاء بفرنسا بعد مباريات الامتاع أمام النرويج والسكوتلاند.. ». وحتى في السجن كان أبو حفص يتابع مستجدات المنتخب الوطني بخيباته « حتى من زنزانتي وفي شدتي تابعت خيبات متوالية… ولحظات نادرة بتونس قل أن تجود بها الأيام.. ». وأكد لمن يروج مقولة أن كرة القدم تلهي أن « كل هذه الذكريات المطبوعة بنكهة الوطنية الصادقة لم تمنعني يوما من التفوق في كل الأبواب… ولا حبستني عن تنمية قدراتي ومعارفي ولا عن معايشتي لكل هموم وطني وأمتي.. ». وخلص أو حفص في تدوينته إلى أن « حب الأوطان غريزة… والولاء لأرض الميلاد فطرة وطبع وجبلة…. ما أكثرهم يلعنون الوطن والوطنية…. فإذا كان الأحمر والأخضر على المستطيل انطلقوا مشجعين لاعنين من أهدر فرصة مطبلين لكل قنطرة صغيرة أو هدف في الشباك…. شكرا للكرة لأنها تثبت لكم أن الوطنية طبع وليس إملاء من سايكس ولا بيكو ولا من كل المستبدين بهذه الأوطان…. »، بل أن يختمها ب »مجرد هلوسات وغير داوي ».