دعت مؤسسة النفط النيجيرية (NNPC) مختلف المستثمرين إلى الاستفادة من مشاريع خط أنبوب الغاز أبوجا- الرباط، الذي تبلغ تكلفته حوالي 25 مليار دولار. وكشف الموقع الرسمي للمؤسسة النيجيرية عبر تطبيق "إكس" أن المدير العام ل"NNPC" عمر أجية "استعرض أمام المستثمرين الحاضرين، خلال المؤتمر الدولي الثالث لعلوم وتكنولوجيا الهيدروكربون، الفرص الاستثمارية المهمة التي يوفرها مشروع خط أنابيب الغاز النيجري- المغربي". ونقلا عن المصدر ذاته، فإن "المسؤول النيجيري استعرض أمام المستثمرين سبل تمويل صناعة النفط، والانتقال الطاقي"، في الوقت الذي أشارت صحف محلية إلى أن "أجية يحاول مواجهة تحدي تقلص تمويل المستثمرين لمشاريع الغاز بسبب قيام المؤسسات المالية الدولية وشركات النفط والغاز الكبرى بتوجيه محافظها الاستثمارية نحو مشاريع الطاقات المتجددة". وفي مراكش عقد، أمس الأربعاء، اجتماع عالي المستوى ضم المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن وممثلي جميع الدول، التي سيمر منها أنبوب الغاز النيجيري-المغربي، بالإضافة إلى ممثل عن مجموعة "إيكواس" لبحث التقدم المحرز في هذا المشروع. وكان خط أنابيب الغاز المغربي- النيجيري قد حصل على تمويلات عديدة، سواء من قبل روسيا أو إحدى الشركات البريطانية، فضلا عن دخول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "الإيكواس". وفي هذا الصدد قال الخبير الاقتصادي الطيب أعيس إن "الحديث عن تأثر تمويل خط أنابيب الغاز المغربي- النيجيري بفعل توجه الشركات الكبرى نحو الاستثمار في الطاقات البديلة أمر بعيد للغاية". وأضاف أعيس لهسبريس أن "الاستغناء عن النفط والغاز في الوقت الحالي غير ممكن، وهو الحال على المستوى المتوسط، وحتى لو كانت هنالك إرادة لدى هاته الشركات، فسيتطلب الاستغناء عن الاستثمار في الغاز والنفط سنوات جد طويلة". وأوضح أن "هاته الشركات بالطبع تحاول بشكل تدريجي التوجه نحو الطاقات البديلة، لكن الغاز والنفط في الوقت الحالي وكذا المتوسط هما المطلوبان". "الغاز من الطاقات غير الملوثة، كما أن أنبوب المغرب-نيجيريا يمكن في المستقبل أن يكون ناقلا للهيدروجين، الذي يمتلك المغرب مؤهلات جد قوية لإنتاجه وتصديره، بمعنى أن إنجاز هذا المشروع يهدف إلى تصدير الغاز والبترول، لكن مع الوقت يمكن أن ينقل طاقة الهيدروجين المتجددة والصديقة للبيئة"، يضيف الخبير الاقتصادي. وخلص إلى أن "التمويلات التي حصل عليها هذا المشروع في الوقت الحالي كافية في مرحلة الدراسات، أما في المستقبل فسيتطلب تمويلا، وهذا الأمر مؤكد بحكم مروره على دول عديدة، الأمر الذي سيجذب جميع الشركات التي هي بالطبع أمام فرص اقتصادية جد مربحة". من جانبه أكد عبد الصمد ملاوي، خبير طاقوي، أن "تحديات توجه التمويل الاستثماري من قبل الشركات الكبرى لا يقف أمام نجاح مشروع خط أنابيب الغاز النيجيري- المغربي". وأوضح ملاوي، في تصريح لهسبريس، أن "السبب في ذلك هو كون مشاريع الطاقة المتجددة ليست آنية، إذ يلزمها تطور مستمر ووقت إضافي حتى تدخل في الإنتاج". وأشار إلى أن "مشروع المغرب ونيجيريا يتضمن نقل الغاز، الذي هو مادة غير ملوثة وتجذب الشركات العالمية باستمرار". وتابع قائلا: "الاستثمار في الغاز الطبيعي من التوجهات التي تضعها الدول والشركات الكبرى ضمن خطط الحياد الكربوني، باعتباره من التوجهات الكبرى نحو الطاقات المتجددة". واسترسل الخبير الطاقي ذاته شارحا "الاستثمار في الغاز يمكن أيضا أن يوفر مادة الهيدروجين الأخضر، كما أن غالبية المؤسسات الدولية العالمية تعبر عن رغبتها في الاستثمار في خط أنابيب الغاز النيجيري- المغربي".