الخطوط المغربية تدشن خطا جويا جديدا مباشرا بين الدار البيضاء ونجامينا    المغرب يقتحم سوق الهيدروجين الأخضر ويعزز موقعه كمركز عالمي للطاقة النظيفة    المغرب يحتضن المؤتمر العالمي السادس للتربة والمياه بمشاركة 500 خبير دولي    المغرب يقترب من نادي العشرة الكبار في تصنيف فيفا العالمي    الجيش الملكي يحتج على التحكيم ويطالب بإنصافه بعد جدل الكلاسيكو    إحباط تهريب أزيد من 76 ألف قرص مهلوس بميناء الناظور وتوقيف مشتبه فيه    نشرة إنذارية.. زخات رعدية محليا قوية مصحوبة بهبات رياح في هاته المناطق    إسكوبار الصحراء.. تأجيل الملف إلى أكتوبر بسبب إجراء بعيوي عملية جراحية دقيقة    القوات المسلحة الملكية تكرم ثلة من متقاعديها بالمنطقة الجنوبية    غميمط: المدرسة العمومية تُفترس ومدارس الريادة تقتل الإبداع            عقدة الحكومة من اليسار    النقابات الفرنسية في إضراب ضد التقشف للضغط على ماكرون    "رويترز": الإمارات قد تخفض العلاقات مع إسرائيل إذا ضمت الضفة الغربية    "مجلس حقوق الإنسان" يطالب بحرية التعبير الرقمي وحماية المواطنين من دعاوى التشهير الحكومية    الكشف عن لوحة جديدة لبيكاسو في باريس        رئيس شبكة الدفاع عن الحق في الصحة: معدلات وفيات الأطفال والمواليد الجدد في المغرب ما تزال مرتفعة    350 شخصية من عالم الدبلوماسية والفكر والثقافة والإعلام يشاركون في موسم أصيلة الثقافي الدولي    العباس يطمئن رؤساء أندية الشمال: التصويت سري لاختيار رئيس شاب جديد أو التجديد لمعمِّر قديم    البوسرغيني‮:‬ ‬نعي ‬بصورة، ‬نعي ‬بحرف‮!‬ -1-    ابتكارات وتقنيات جديدة تتصدر فعاليات مؤتمر الأمن العام في الصين.    اجتماع ‬اللجنة ‬الوزارية ‬لقيادة ‬إصلاح ‬منظومة ‬الحماية ‬الاجتماعية    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها بأداء إيجابي    دي ‬ميستورا ‬بالجزائر ‬قبل ‬التوجه ‬الى ‬باريس ‬بحثا ‬عن ‬مواقف ‬متقاطعة ‬    لماذا ‬رحبت ‬قمة ‬الدوحة ‬بقرار :‬    النفط يتراجع وسط مخاوف بشأن الاقتصاد الأمريكي وتخمة المعروض    العزيز: إقصاء فيدرالية اليسار من مشاورات الانتخابات يهدد نزاهة الاستحقاقات    تقرير: الفقر المطلق يتضاعف في المدن رغم احتفاظ القرى بثلث فقراء المغرب        الولايات المتحدة.. ترامب يعلن تصنيف حركة "أنتيفا" اليسارية المتطرفة منظمة إرهابية    طقس الخميس: أجواء حارة نسبيا بعدد من الجهات    كيوسك الخميس | عدد المستفيدين من التأمين الإجباري عن المرض تجاوز 24 مليونا    بوسليم يقود مواجهة الوداد واتحاد يعقوب المنصور    زلزال بقوة 5.4 درجات يضرب شمال جزيرة "سولاويزي" الإندونيسية    ارتفاع نفقات سيارات الدولة يثير تساؤلات حول أولويات الإنفاق العمومي    مصادر: ميسي يمدد العقد مع ميامي    أكثر من 200 مليون دراجة هوائية في الصين            مراكش تعزز أسطولها ب158 حافلة صينية استعداداً ل"كان 2025"    عمدة بينالمدينا الإسبانية يكرم شخصية مغربية تقديراً لنجاح مبادرات ثقافية        الذكاء الاصطناعي وتحديات الخطاب الديني عنوان ندوة علمية لإحدى مدارس التعليم العتيق بدكالة    آلام الرقبة قد ترجع إلى اختلال وظيفي في المضغ    مهرجان الظاهرة الغيوانية في دورته الثالثة بالدار البيضاء    الموسيقى المغربية تتألق في حفل "أصوات من الديار" بواشنطن    "حين سقط القمر" رواية جديدة للكاتب والأديب المغربي محمد بوفتاس        قهيوة مسائية بطنجة رفقة الفنان فؤاد الزبادي    ألمانيا تقلق من فيروس "شيكونغونيا" في إيطاليا    خبير: قيادة المقاتلات تمثل أخطر مهنة في العالم    مدرسة الزنانبة للقرآن والتعليم العتيق بإقليم الجديدة تحتفي بالمولد النبوي بندوة علمية حول الذكاء الاصطناعي والخطاب الديني    التغذية المدرسية.. بين إكراهات الإعداد المنزلي وتكاليف المطعمة    "المجلس العلمي" يثمن التوجيه الملكي    رسالة ملكية تدعو للتذكير بالسيرة النبوية عبر برامج علمية وتوعوية    الملك محمد السادس يدعو العلماء لإحياء ذكرى مرور 15 قرنًا على ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التعريب والتمزيغ واجب وطني
نشر في هسبريس يوم 22 - 04 - 2017

إنها لكارثة تاريخية أن يطالب المواطنون الإدارة العمومية أن توفر وثائقها ومنشوراتها باللغة الوطنية التي هي العربية، وكأن المواطنين يرفعون الدعوة ضد السلطات الإستعمارية ويطالبونها بمخاطبة السكان بإحدى لغات أهل البلد.
وعلى خلفية رفع دعوى قضائية ضد الحكومة جراء الأمر القضائي الذي يطالب المديرية الجهوية للضرائب أن توفر مطبوعاتها باللغة العربية أود في هذه العجالة إبداء بعض الملاحظات عسى أن يجد فيها القراء بعض الفائدة.
إن مطالبة استعمال اللغة العربية في مطبوعات جميع الإدارات العمومية واجب دستوي ومبدأ من المفروض على الدولة التي أن تلتزم به وتحترم اللغتين الرسميتين اللتين نص عليها دستور الوطن.ولسوء الحظ مع بالغ الأسف، فإن الذين أقاموا الدعوة لا يضيفون إلى مطلبهم اللغة الأمازيغية التي هي أيضا اللغة الرسمية حسب الدستور. لكن وضعها في الوقت الراهن ما زال قاب قوسين أو أدنى وما زالت النخب تتخبط خبط عشواء في إدارك حيوية هذه اللغة الرسمية الثانية فضلا عن خدمتها واستعمالها في الفضاء العمومي. لكن شأنها شأن أخر قد تطرقنا إليه في عدد من المقالات السابقة.
ولإدراك مكمن كارثة وسخرية هذه الدعوة القضائية يجب اعتبار الوضع الراهن الذي يقود فيه الحزب الإسلامي الحكومة القائمة. وإذا كانت الأمازيغية وتنزيل قوانين ترسيمها واستعمالها في الفضاء العمومي متعثرة وخجولة، فإن الأمر ليس كذلك بالنسبة للعربية، اللغة الرسمية الجميلة التي يتم تدريسها والتدريس بها في مدارسنا ويتقنها معظم المغاربية، فضلا عن دفاع الإسلاميين المستديم عنها وذهاب كثير منهم إلى تقدسيها.
ويمكن سرد بعض فوائدة استعمال اللغة العربية وانتشارها وضرورة،بل واجب، استعمالها من قبل جميع الإدارات العمومية لمخاطبة المواطنين بها، وكتابة جميع وثائقها ومطبوعاتها، فمن تلك الفوائد انتشار اللغة والتمكن منها ويصاحب هذا تقليص استعمال الفرنسية ، إضافة إلى إحراج المتفرنسين من الإداريين مما قد يسبب في دفعهم إلى تعلم لغتهم الرسمية التي يجهلها بعض كبار المسئولين في الدولة.
ومن الفوائد كذلك، انتشار الوعي بضرورة تعليم وتعلم اللغة الإنجليزية والتخطيط لبسطها في المؤسسات التعليمية كلغة استراتيجة لنقل العلوم والتكنولوجيا لوطننا العزيز.تماما كما تفعله فرنسا نفسها وتشجع لغتها عندنا كي ترتبط نخبنا دائما بثقافتها ومحيط مصالحها الإقتصادية والسياسية.
ومن الفوائد أيضا، شعور المواطنين الذين يحبون وطنهم بصدق، بالفخر والإعتزازبالإنتماء إلى وطن مستقل ذو سيادة وكرامة خارج مظلة سيطرة الفرنسيين واستبدادهم وقمعهم.
ومما لا شك فيه،إن الذين يدافعون عن استعمال الفرنسية ويبررون تشبثهم بها ويشهرون سيف الحضارة في وجه المعربين من المغاربة، فإنما يدافعون عن مصالح الإستعمار الفرنسي وارتباط مصالحهم بكابوس الثقافة التي انهالوا منها، وكل ذلك على حساب مصالح ثقافة المغاربة. أليست أم الكوارث أن يبحث المغربي على مترجم لإملاء استمارات الإدارات العمومية وقراءة مطبوعاتها التي يمولها بالضرائب المفروضة عليه لأنها مكتوبة بلغة المستعمر؟ أليست السخرية أن يتم هذا في بلده الذي يعتبر اللغة العربية، لغة القرآن، لغته الرسمية؟ كيف سيكون جوابه للمترجم؟ ربما سيقول له: "ها أنت تنظر، ما زال الإستعمار الفرنسي جاثما على قلوبنا مثل ما يجثم الشيطان على قلوب الناس". فعلا، إنها كارثة، بل أم الكوارث.
وعلى ضوء هذا، فإنه يضل لزاما ومن حق جميع المواطنين أن يساندوا الدعوة ضذ الحكومة وضد جميع الإدارات العمومية التي ما تزال تستعمل لغة المستعمر في التواصل مع المغاربة الذين سطروا اللغتين العربية والأمازيغية في الدستور كلغتين رسميتين للمغاربة وكل من لا يستطيع التخاطب بها، عليه واجب تعلمها والإجتهاد في المساهمة في ابعاد الفرنسية من الإدارات العمومية لأنها نذكرنا دائما بوجود المستعمر بين أظهرينا ناهيك عن جهل كثير من المغاربة بطبيعتها وما يثيره استعمالها من قبل النخب المسيطرة من عقد وأمراض نفسية لديهم.
لقد مرت ستون سنة على تاريخ ما قيل للمغاربة بأنه يوم الإستقلال والحرية من كابوس الإستعمارونشأت أجيال جديدة من المغاربة لكنهم ما زالوا ينتظرون الإستقلال الحقيقي المبني على تطهيرمخزنه وإدارتة العمومية من مخلفات الإستعمار وثقافته ولغته ليخدم لغاته الرسمية العربية والأمازيغية التي تميزه وتتجلى فيها عبقرية المغاربة الذين يحبون وطنهم بصدق. فالتعريب والتمزيغ واجب وطني بموجب مقتضيات الدستور والحكومة التي لا تستطيع تطبيق الدستور تفقد شرعيتها."أو راه كتر من ستين عام دازت"وما زال الزائر والمغربي يخال نفسه في مستعمرة فرنيسة. ألا يحين وقت رد الإعتبار وتثمين لغات أعل الوطن؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.