بعد غياب عن الساحة السياسية الوطنية نجح عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في أول خطوة يقوم بها بعد إعفائه من رئاسة الحكومة، إذ أتت بالأكل مناشدته معتقلي شبيبة "البيجيدي"، المتابعين على خلفية الإشادة بمقتل السفير الروسي، وقرروا تعليق إضرابهم عن الطعام بعد حوالي عشرة أيام من خوضهم معركة الأمعاء الفارغة. وكان بنكيران قد استقبل، أمس الجمعة بمنزله في الرباط، أسر الشباب المعتقلين بسجن "سلا 1"، والمنتمين إلى شبيبة العدالة والتنمية. ويتعلق الأمر بكل من نجيب ساف، ومعاذ العمري، ويوسف الرطمي، ومحمد حربالة، وعبد الإله الحمدوشي، ومحمد بنجدي، وأحمد شطيبات، وبعث معها رسالة إلى المعتقلين يعلن فيها مساندته لهم ويناشدهم من خلالها وقف إضرابهم؛ وهو الأمر الذي آتى أكله، إذ لم تمض سوى بضع ساعات حتى أعلن الشاب تعليق إضرابهم. رسالة تعليق الإضراب حملها محامي الشباب محمد أمكراز، وعممها عبر صفحته على "فيسبوك"؛ وهي الرسالة التي قال فيها المعتقلون: "نعلن نحن الشباب المعتقلين على خلفية تدويناتنا الفيسبوكية، والمضربين عن الطعام منذ عشرة أيام بسجن سلا 1، أنه استجابة لمناشدة الأخ الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، واحتراما منا لمكانته ورمزيته الحزبية والوطنية، وكذا مطالبات العديد من المتضامنين مع قضيتنا، نعلن تعليقنا للإضراب المفتوح عن الطعام مؤقتا من أجل إعطاء فرصة للمساعي الجارية لحل الملف برمته وتصحيح مسار القضية". وحسب أسر المعتقلين فإن بنكيران أكد خلال لقائه بهم أن اعتقالهم "سياسي"، مؤكدا على "البعد السياسي لهذه القضية"، ومشيرا إلى أن حزبه "يتتبع مسارها ويوليها اهتماما كبيرا". يذكر أن الشبان الثمانية متابعون بفصول قانون الإرهاب، بسبب ما اعتبر إشادة وتحريضا على الإرهاب خلفته تدوينات فايسبوكية شاركوها عقب مقتل السفير الروسي بتركيا.