وفد قضائي وطني رفيع يزور جماعة الطاح بطرفاية تخليداً للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء واستحضاراً للموقع التاريخي للملك الراحل الحسن الثاني    مؤسسة طنجة الكبرى: معرض الطوابع البريدية يؤرخ لملحمة المسيرة الخضراء    هنا المغرب    ألعاب التضامن الإسلامي (الرياض 2025).. المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة إلى النهائي بعد تجاوز المنتخب السعودي في نصف النهاية    لقاء الجيش و"الماص" ينتهي بالبياض    تراجع عجز السيولة البنكية إلى 142,1 مليار درهم    تتويج المغربي بنعيسى اليحياوي بجائزة في زيورخ تقديرا لالتزامه بتعزيز الحوار بين الثقافات    نبيل باها: عزيمة اللاعبين كانت مفتاح الفوز الكبير أمام كاليدونيا الجديدة    بنكيران: "البيجيدي" هو سبب خروج احتجاجات "جيل زد" ودعم الشباب للانتخابات كمستقلين "ريع ورشوة"    الأقاليم الجنوبية، نموذج مُلهم للتنمية المستدامة في إفريقيا (محلل سياسي سنغالي)    "أونسا" ترد على الإشاعات وتؤكد سلامة زيت الزيتون العائدة من بلجيكا    ست ورشات مسرحية تبهج عشرات التلاميذ بمدارس عمالة المضيق وتصالحهم مع أبو الفنون    الدار البيضاء تحتفي بالإبداع الرقمي الفرنسي في الدورة 31 للمهرجان الدولي لفن الفيديو    كرة القدم ..المباراة الودية بين المنتخب المغربي ونظيره الموزمبيقى تجرى بشبابيك مغلقة (اللجنة المنظمة )    نصف نهائي العاب التضامن الإسلامي.. تشكيلة المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة أمام السعودية    المنتخب المغربي الرديف ..توجيه الدعوة ل29 لاعبا للدخول في تجمع مغلق استعدادا لنهائيات كأس العرب (قطر 2025)    حماس تدعو الوسطاء لإيجاد حل لمقاتليها العالقين في رفح وتؤكد أنهم "لن يستسلموا لإسرائيل"    أيت بودلال يعوض أكرد في المنتخب    أسيدون يوارى الثرى بالمقبرة اليهودية.. والعلم الفلسطيني يرافقه إلى القبر    بعد فراره… مطالب حقوقية بالتحقيق مع راهب متهم بالاعتداء الجنسي على قاصرين لاجئين بالدار البيضاء    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    توقيف مسؤول بمجلس جهة فاس مكناس للتحقيق في قضية الاتجار الدولي بالمخدرات    بأعلام فلسطين والكوفيات.. عشرات النشطاء الحقوقيين والمناهضين للتطبيع يشيعون جنازة المناضل سيون أسيدون    بين ليلة وضحاها.. المغرب يوجه لأعدائه الضربة القاضية بلغة السلام    حصيلة ضحايا غزة تبلغ 69176 قتيلا    عمر هلال: اعتراف ترامب غيّر مسار قضية الصحراء، والمغرب يمد يده لمصالحة صادقة مع الجزائر    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الإثنين    مديرة مكتب التكوين المهني تشتكي عرقلة وزارة التشغيل لمشاريع مدن المهن والكفاءات التي أطلقها الملك محمد السادس    الكلمة التحليلية في زمن التوتر والاحتقان    الرئيس السوري أحمد الشرع يبدأ زيارة رسمية غير مسبوقة إلى الولايات المتحدة    شباب مرتيل يحتفون بالمسيرة الخضراء في نشاط وطني متميز    مقتل ثلاثة أشخاص وجرح آخرين في غارات إسرائيلية على جنوب لبنان    "حماس" تعلن العثور على جثة غولدين    دراسة أمريكية: المعرفة عبر الذكاء الاصطناعي أقل عمقًا وأضعف تأثيرًا    إنفانتينو: أداء المنتخبات الوطنية المغربية هو ثمرة عمل استثنائي    النفق البحري المغربي الإسباني.. مشروع القرن يقترب من الواقع للربط بين إفريقيا وأوروبا    درك سيدي علال التازي ينجح في حجز سيارة محملة بالمخدرات    لفتيت يشرف على تنصيب امحمد العطفاوي واليا لجهة الشرق    الأمواج العاتية تودي بحياة ثلاثة أشخاص في جزيرة تينيريفي الإسبانية    فرنسا.. فتح تحقيق في تهديد إرهابي يشمل أحد المشاركين في هجمات باريس الدامية للعام 2015    الطالبي العلمي يكشف حصيلة السنة التشريعية    ميزانية مجلس النواب لسنة 2026: كلفة النائب تتجاوز 1.59 مليون درهم سنوياً    الدار البيضاء: لقاء تواصلي لفائدة أطفال الهيموفيليا وأولياء أمورهم    "أونسا" يؤكد سلامة زيت الزيتون    "يونيسيف" ضيفا للشرف.. بنسعيد يفتتح المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب    بيليم.. بنعلي تقدم النسخة الثالثة للمساهمة المحددة وطنيا وتدعو إلى ميثاق جديد للثقة المناخية    تعليق الرحلات الجوية بمطار الشريف الإدريسي بالحسيمة بسبب تدريبات عسكرية    مخاوف برلمانية من شيخوخة سكانية بعد تراجع معدل الخصوبة بالمغرب    الداخلة ترسي دعائم قطب نموذجي في الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي    مهرجان الدوحة السينمائي يعرض إبداعات المواهب المحلية في برنامج "صُنع في قطر" من خلال عشر قصص آسرة    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    سبتة تبدأ حملة تلقيح جديدة ضد فيروس "كورونا"    دراسة: المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    الوجبات السائلة .. عناصر غذائية وعيوب حاضرة    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التعليم الإلكتروني وتحسين مردودية المنظومة التربوية والتعليمية في المغرب
نشر في هسبريس يوم 15 - 03 - 2020


مقدمة:
يعتبر التعليم من المحددات الجوهرية لمستوى تنمية البلدان وذلك لسببين إثنين؛ أولا كون التعليم يساهم بتكوين وتأهيل العنصر البشري العامل بجل القطاعات الحيوية، وثانيا كون المؤسسات والمنظمات الوطنية والدولية تعتمد على مؤشر التعليم لقياس مستوى تنمية الدول من أجل وضع وإنجاز المخططات الاستراتيجية الكبرى، كما هو الحال بالنسبة لمنظمة الأمم المتحدة التي تصنف في تقريرها السنوي، مستوى التعليم من عناصر التنمية في البلدان الى جانب مستوى الدخل الفردي، متوسط العمر وكيفية توزيع الثروة. والتعليم من القطاعات المركبة وإصلاحه أو تطويره يعتبر من الامور المعقدة التي يصعب دراستها بواسطة النماذج التحليلية الخطية أو ذات الدرجة الثانية أو التي يمكن تمثيلها أو تقريبها بالأنماط الرياضية المفتوحة ذات المداخل والمخارج الأحادية، لأن مكوناته تضم الى جانب ما هو علمي دقيق، عناصر اخرى اجتماعية تتسم بالدراسة الاحتمالية والتحديد الشمولي الغير الدقيق وأحيانا غير المعروف. لذا فحل إشكالية منظومة التعليم تبقى من الأمور الغير البسيطة والتي تتطلب مقاربات شمولية والتطرق الى مستويات احيانا خارجة عن المنظومة ذاتها، من أجل الحفاظ على التوازنات التي تخضع للمخططات الاستراتيجية لأي دولة. ومن بين المقاربات التي يمكنها المساهمة في تطوير المنظومة، هناك الاستعانة بالتجارب الدولية الناجحة وخصوصا تلك التي لها نفس الخصوصية مع المغرب، وكذلك توظيف التكنولوجيا المتطورة على اعتبار أن هذه التكنولوجيا مرتبطة بنظرية المعلومة وأن منظومة التعليم ترتكز أساسا على مفهوم المعلومة. ونحن هنا في هذا المقال بصدد تسليط الضوء على جانب مهم قد يساهم بشكل أساسي في تطوير هذه المنظومة، وأعني بهذا الجانب "التعليم الإلكتروني". فما هو تعريف هذا النوع من التعليم؟ وعلى ماذا يرتكز؟ وماهي خصائصه ومميزاته؟ وماهي وضعيته بالمغرب؟ وما هي الإشكاليات المرتبطة بتطبيقه والحلول المقترحة؟ وكيف يمكن الاستفادة من هذا النوع من التعليم لتطوير المنظومة التعليمية والتربوية الوطنية والمساهمة في التنمية بشكل عام؟
تعريف ونبذة تاريخية:
التعليم الإلكتروني "E-learning" له تعريفات متعددة ويمكننا تلخيصها في كونه مزاولة أنشطة تعليمية بين فضاءين إلكترونيين على الأقل، بالاعتماد على إيصال المعلومة بواسطة الأدوات والوسائل الإلكترونية كالسمعية البصرية، شبكة الأنترنيت، الحاسوب والاجهزة المعلوماتية المبرمجة، الأقمار الاصطناعية، الملفات الرقمية... إلى غير ذلك. وهذا النوع من التعليم ليس حديث الولادة، فقد كانت بدايته الاولى تعتمد على التعليم عن بعد عن طريق المراسلة منذ بداية القرن 17م. فقد كانت جامعة لندن أول من عمل بالتعليم بالمراسلة وذلك سنة 1858م، ليتبعها مجموعة من الدول الأوروبية بعد ذلك. أما أول محاولة باستعمال التقنيات الإلكترونية فقد كانت سنة 1948م من طرف المحطة الإذاعية الأمريكية NBC لإعطاء أول دروس تعليمية سمعية، وتلتها بعد ذلك في سنة 1953م جامعة "هوستن" الامريكية بتكساس لتعطي أول الدروس المرئية عبر التلفزيون. لكن الانطلاقة الحقيقية للتعليم الإلكتروني كانت مع تعميم الأنترنيت. فقد كانت أولى التجارب الدراسية قبيل سنة 2000م عبر بعض الوسائل والبرامج الخاصة مثل (بلاكبورد، مودل، مووك،..) الى غير ذلك من البرامج المتطورة والتي تسمح بالتفاعلية الانية والتشاركية. ويعتبر التعليم الإلكتروني الى جانب التدريب الإلكتروني "E-Training" والإدارة الإلكترونية "E-Management" من المكونات الأساسية لما يسمى بالحكومة الإلكترونية "E-Government".
موضع التعليم الإلكتروني:
توجد العديد من البرامج والمشاريع الدولية الرائدة في مجال التعليم الالكتروني، التي تبين أهمية هذا النوع من التعليم في الخطط الإستراتيجية التنموية لهذه الدول. فمثلا البرنامج الامريكي “مبادرة توصيل البيت الأبيض White House's Connected Initiative”، الذي اطلقته الولايات المتحدة الامريكية مؤخرا من اجل دمج التقنية في التعليم الأمريكي وتطوير تقنياته المتنوعة، وهو مشروع كبير تبلغ تكلفته أكثر من 3 ملايير دولار، ويهدف الى تأهيل الجانب التقني في المدارس الأمريكية، وربطها بالعالم الرقمي وخصوصا تلك في الأرياف. حيث يظم هذا المشروع ازيد من 20 مليون طالب في المدارس الحكومية )من الحضانة إلى التعليم الثانوي(. وهناك أيضا، التجربة اليابانية المعروفة ب"مشروع المائة مدرسة" والذي انطلق سنة 1995م حيث تم تجهيز هذه المدارس بالإنترنت وتطوير الأنشطة الدراسية والبرمجيات التعليمية من خلال منظومة التعليم الالكتروني. وهناك تجربة أخرى بريطانية والتي سميت ب "الشبكة الوطنية للتعليم"، التي من خلالها تم ربط أزيد من 32 ألف مدرسة بشبكة الانترنت، واستفاد منها أزيد من 9 ملايين من الطلبة وحوالي 450 ألف مدرس ومدرسة. والسويد أيضا كانت قد أنشئت سنة 1999م ما يسمى ب"الهيئة السويدية للتعليم عن بعد" من أجل تطوير التعليم التقليدي ودعم التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد، حيث أن زهاء 50% من الشعب السويدي تمكن من استخدام الإنترنت وحوالي 62% من الحاسبات الفاعلة أصبحت مربوطة بالشبكة العنكبوتية العالمية. وفي أستراليا كذلك، قامت إحدى الولايات "فكتوريا" منذ سنة 1999م بربط جميع المدارس بشبكة الإنترنت عن طريق الأقمار الصناعية، وقامت بإجبار المعلمين، الذين لا يرغبون في التعامل مع التعليم الإلكتروني إلى ترك العمل حيث تم استبدال حوالي ربعهم وأصبحت التقنية الإلكترونية متوفرة في كل فصل دراسي. وهناك تجارب أخرى ناجحة بالعديد من الدول كماليزيا، الهند، ألمانيا...
وفي الدول العربية فقد كانت هناك تجارب مماثلة بكل من دولة الإمارات العربية المتحدة التي أنشأت أول جامعة إلكترونية في دبي على مستوى المنطقة، وكذلك دولة الأردن التي تم بها نشر مراكز تكنولوجيا المعلومات في كافة انحاء المملكة، إضافة إلى انطلاق مبادرة الحكومة الإلكترونية ومبادرة تطوير التعليم والتعليم الإلكتروني. وهناك عدة برامج ومؤسسات أخرى تعنى بهذا المجال بكل من المملكة العربية السعودية (الجامعة السعودية الإلكترونية(، ودولة الكويت (مركز التعليم الإلكتروني والتعلم عن بعد)، ومصر (الجامعة المصرية للتعلم الإلكتروني2008 )، تونس (جامعة تونس الافتراضية 2002)، حيث عمدت هذه الدول إلى إدخال التعليم الالكتروني في مراحل مختلفة من منظوماتها التعليمية والتربوية، مدركة أنه من السبل الضرورية لتحقيق التنمية ببلدانها.
أما في المغرب، فإن التعليم الإلكتروني لايزال في مراحله الأولى رغم وجود بعض المشاريع المطروحة سواء من طرف بعض الوزارات كوزارة المالية التي عمدت إلى إدماج خدمة التعليم الالكتروني عن بعد في هياكلها التنظيمية، أو من طرف وزارة التربية الوطنية والتعليم التي عملت على إنشاء نظام التلفزيون التفاعلي، والمشروع المستقبلي "المدرسة الذكية" كأول تجربة في المغرب ستعتمد على التكنولوجيات الحديثة في عملية التلقين التربوي للتلميذ من خلال "المحفظة الرقمية"، السبورة الرقمية التفاعلية داخل الفصل والمناهج الرقمية التفاعلية التي يتم الولوج إليها عبر شبكة الأنترنيت. كما أن هناك بعض الجامعات التي قامت بتجريب والعمل بهذا التعليم محليا وعلى نطاق محدود أو من خلال شراكات دولية، كجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال، جامعة ابن زهر، جامعة القاضي عياض، وجامعة عبد المالك السعدي التي عمدت الى تطوير دروس تعطى بطريقة التعليم عن بعد بالنسبة لطلبة التدريب المهني وبعض المستويات الجامعية الأخرى.
نماذج التعليم الإلكتروني وخصائصه:
هناك العديد من التصنيفات التي تعطى للتعليم الإلكتروني، لكننا يمكن تلخيصها في 4 نماذج وهي:
1- التدريب المعتمد على الحاسوب وشبكة الانترنيت (Web/Computer-Based Training)،
2- أنظمة تحسين القدرات الإلكترونية بالحاسوب والانترنيت(Web/Electronic Performance Support System)،
3- الحجرات الافتراضية المتزامنة (Web/Virtual Sysnchronous Classroom)،
4- الحجرات الافتراضية غير المتزامنة (Web/Virtual Asysnchronous Cassroom).
ويمتاز التعليم الالكتروني بعدة خصائص من أهمها د:
- انخفاض تكلفة كل طالب.
- استثمار جيد لعنصر الوقت.
- الاستفادة من الموارد البشرية العالية التكوين غير الموجودة بنفس المكان.
- إلغاء مفهوم المكان والحدود بين الدول لتبادل القدرات والمعارف الآنية.
- الاحتفاظ بالموارد التعليمية على شكل رقمي ليمكن الاستفادة منها مرات عديدة كلما تطلب ذلك.
- خلق فضاء جديد للتعليم يتميز بالتتبعية (traçabilité) للموارد التعليمية والمعنيين بالتعليم.
- سهولة المراقبة والتقييم.
- تحيين المعارف وسرعة الولوج الى المعلومة،
- تطوير الكفاءات والقدرات للمعلمين والمتعلمين نتيجة الاحتكاك بالأنظمة التعليمية العالمية.
عناصر نظام التعليم الإلكتروني:
رغم ان الكثيرين يعتبرون التعليم الالكتروني ليس إلا مجموعة أدوات تكنولوجية لإعطاء مضامين المقررات الالكترونية للمتعلم، إلا أنه في الحقيقة علم نظري وتطبيقي ونظام تعليمي متكامل، مبني على أسس فكرية ونظريات تعليمية وتربوية حديثة. فهو يتكون من خمسة عناصر أساسية:
1- النظريات والبحوث، وتضم:
- الفلسفة أو السياسة التي يقوم عليها التعليم الالكتروني (كالسلوكية، التعليمية، البنائية...).
- الأهداف والغايات التربوية والتعليمية والمعايير.
- الممارسات والسلوكات التربوية والتعليمية.
- المشكلات والتحديات.
- دراسة الجدوى والتخطيط والبرمجة.
- التصميم والإنجاز والتطوير.
- الموارد المالية والدعم الوجيستيكي.
2- نظم التعلم الالكتروني، وتظم :
- العنصر البشري الذي يقوم ويسهر على عملية التعلم (المعلم، المبرمج، الإداري...).
- البنية التحتية والأدوات التكنولوجية (أجهزة إلكترونية خاصة، شبكات التواصل، البرامج، الخوادم،...).
- المحتوى، المصادر والوسائط الالكترونية (البرامج والمقررات الكترونية).
- نظام التواصل والتفاعل.
- الإدارة وإدارة المحتوى (التسجيل، التتبع، التخصيص،...).
- نظام التقدير والتشخيص والتقويم.
- نظام الصيانة، الدعم والتسهيل.
-3العمليات الخاصة بتصميم وتطوير التعلم الإلكتروني: وهي كل عمليات التحليل، التصميم، التطوير، والتقويم،
4- عمليات الاتصال الخاصة بالتعليم والتعلم الإلكتروني: وتحتوي على مجموعة من العمليات من أهمها:
- الاتصال، الوصول، التسجيل والدخول.
- الاستثارة الدافعية، إدارة المحتوى والمعرفة.
- التعلم الفردي والجماعي والتدريب.
- التوجيه، الدعم، والمساعدة، التعزيز والرجح، التقدير والتقويم.
5- مخرجات التعلم الإلكتروني: ويتكون من معلمين ومتعلمين بمعارف ومهارات وأساليب تفكير واتجاهات جديدة.
بعض برامج التعليم الإلكتروني:
توجد العديد من البرامج الإلكترونية المستعملة في هذا النوع من التعليم منها ما هو مجاني، ويختلف من حيث الخدمات المقدمة (تعليم آني متزامن، غير متزامن، تفاعل مرئي، تفاعل محدود، تعليم ذاتي...)، ومنها ما هو بالأداء يوفر خدمات إضافية حسب الخصوصية، فنجد على سبيل المثال:
- برنامج Adobe Connect وهو غير مجاني
- برنامج hp virtual classroom الذي طورته hp (https://www.rooms.hp.com)
- برنامج بالتاك ( www.paltalk.com)
- برنامج سابا (http://www.saba.com)-
- برنامج (http://www.edtlearning.com) iLinc
- برنامج big blue button
معيقات التعليم الإلكتروني:
إن تطبيق التعليم الإلكتروني تعوقه مجموعة من العقبات والمشاكل، والتي يمكن ان تكون مواضيع للدراسة والبحث العلمي ومن أهم هذه المعيقات:
- ضعف تأهيل العنصر البشري العامل به،
- النظم البيداغوجية المستعملة التي يجب أن يساير هذا النوع من التعليم.
- العامل النفسي والاجتماعي للمعنيين بهذه المنظومة الذي يحول دون الانخراط الإيجابي.
- الأمن الالكتروني وحماية الخصوصيات والموارد.
- عدم معرفة حجم تاثير هذا النوع من التعليم على باقي القطاعات المرتبطة به كمنظومة النقل، السكن، المطاعم، تجارة المواد المستعملة في التعليم الحضوري التقليدي...
- صعوبة إنجاز الأعمال التطبيقية الموجودة بالتكوينات التقنية.
وتبقى على العموم، هذه المشاكل أقل صعوبة من تلك الموجودة بالمنظومة التقليدية الحالية، ويمكن التغلب عليها من خلال مجموعة من الإجراءات من أهمها:
- تشجيع البحث العلمي في مختلف محاور هذا المجال.
- تحفيز العاملين على تطوير هذا النوع من التعليم والعمل به.
- الأخذ بعين الاعتبار التعليم الإلكتروني في باقي البرامج الاستراتيجية الوطنية.
تجربة دولية رائدة في التعليم الإلكتروني:
عديدة هي المشاريع والبرامج الدولية التي استعملت التعليم الإلكتروني عن بعد، أو استثمرت فيه من أجل تحقيق التنمية. ومن بين هذه التجارب الرائدة، تم مؤخرا إطلاق برنامج دولي وهو مشروع«EOLES» « Electronics and Optics e-Learning for Embedded Systems » الذي تم من خلاله الشروع بتدريس إجازة مهنية مشتركة بين مجموعة من الجامعات الدولية والمغاربية في مجال "الإلكترونيات والبصريات للأنظمة المدمجة"، والتي شرع التدريس بها منذ شتنبر 2014م. وتتميز هذه التجربة بكون التدريس والتأطير بها يقام بشكل مشترك بين هذه الدول بشكل آني، وبكون الأشغال التطبيقية تنجز بواسطة المختبرات المتحكم فيها عن بعد.
كما أن الطلبة المسجلين من مختلف الدول، يدرسون نفس البرامج وبشكل آني وموحد، وسيحصلون على شواهد دولهم بالإضافة الى شهادة معترف بها من جامعة ليموج بفرنسا. ويدخل هذا التكوين في إطار مشروع دولي كبير يضم أزيد من 15 جامعة بكل من المغرب، الجزائر، تونس، رومانيا، فرنسا، بلجيكا والبرتغال بدعم وتمويل الاتحاد الأوروبي.
خاتمة:
يمكن استعمال التعليم الإلكتروني وخصوصا الطريقة المعتمدة في هذا البرنامج من أجل تعميمها على تكوينات وتخصصات أخرى، كما أنه يمكن الاستفادة منها وتكييفها مع خصوصية المغرب للمساهمة في حل إشكاليات التعليم الحضوري، كالاكتظاظ الذي تعرفه الكثير من الكليات وخاصة تلك ذات الاستقطاب المفتوح، وكذلك النقص الملحوظ في أطر بعض التخصصات، كما أنه يمكن الولوج الى المختبرات التطبيقية الباهظة الثمن، المتواجدة بدول وجامعات أخرى عن بعد، دون أن يكلف ميزانية الجامعات الأموال الكبيرة المخصصة عادة لأجهزة الأعمال التطبيقية. كما يمكن لهذا النوع من التعليم، أن يساهم في تطوير البحث العلمي، بالإضافة الى تشجيع التعاون المغاربي في هذا المجال ليكون من الوسائل الفعالة في التواصل بين مكونات جامعات هذه الدول من أجل تحسين مردودية المنظومة التربوية والتعليمية. إن هذه التجربة يمكن لها أن تعمم ليس فقط في مجال التعليم العالي، لكن يمكن استثمارها في ميادين أخرى تهم التكوين المستمر، التعليم الغير النظامي، التعليم الخصوصي، تأهيل العنصر البشري العامل بقطاعات المجتمع المدني وتوعية وتأهيل المرأة بالبيت والأسرة بصفة عامة.
*أستاذ باحث وخبير تكنولوجيا التعليم الإلكتروني والمختبرات المتحكم بها عن بعد.
*مدير المشروع الدولي EOLES بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.