لاعبو المغرب يؤكدون الجاهزية للفوز    مقاييس التساقطات الثلجية خلال ال 24 ساعة الماضية    الدوزي يكشف أسباب الانسحاب من "أغنية الكان" .. ويأمل تتويج أسود الأطلس    تقرير: النيابات العامة تمكنت من تصفية أزيد من 497 ألف شكاية سنة 2024، بما يفوق عدد الشكايات المسجلة خلال نفس السنة    حادثة سير تخلف إصابة سبعيني بممر للراجلين وسط الحسيمة        زخات رعدية محليا قوية وتساقطات ثلجية ورياح قوية وطقس بارد من الخميس إلى الأحد بعدد من مناطق المملكة (نشرة إنذارية)    كأس إفريقيا.. أنغولا وزيمبابوي في مواجهة مصيرية ضمن المجموعة الثانية    ارتفاع تداولات بورصة الدار البيضاء    الأرصاد الجوية تحذر من تكرار فيضانات آسفي و"تساقطات سلا" السبت المقبل    ساعف: السياق السياسي بالمغرب يعرف انحدارا كبيرا    زخات رعدية قوية وتساقطات ثلجية مرتقبة بعدد من مناطق المملكة    عقد اتحاد طنجة لجمعه العام العادي رغم طلب العصبة تأجيله يثير جدلًا    مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال ال 24 ساعة الماضية    الفنان الروسي بيوتر إكولوف يحيي حفلا موسيقيا ببيت الصحافة بطنجة    مدرب مالي يناشد جماهير الرجاء لدعم نسور مالي أمام المغرب    جمعية تكافل للاطفال مرضى الصرع والإعاقة تقدم البرنامج التحسيسي الخاص بمرض الصرع    حين تفتح سانت بطرسبورغ أبوابها ويخرج المغرب من الضوء    نبأ الجميلي تناقش أطروحة دكتوراة عن أدب سناء الشعلان في جامعة تركيّة    جائزة الملك فيصل بالتعاون مع الرابطة المحمدية للعلماء تنظمان محاضرة علمية بعنوان: "أعلام الفقه المالكي والذاكرة المكانية من خلال علم الأطالس"    "أسود الأطلس" في اختبار قوي أمام "نسور" مالي لحسم التأهل مبكرا إلى ثمن نهائي "الكان"    رحال المكاوي يحصل شهادة الدكتوراه من كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكدال بالرباط    وزارة العدل وجمعية هيئات المحامين تتدارسان جدل القانون المنظم للمهنة    "الكاف" يعاقب الجيش الملكي بحرمان جماهيره من حضور مباراتين في دوري الأبطال    مطار محمد الخامس يكسر حاجز 11 مليون مسافر بفضل كأس إفريقيا    معهد الجيوفيزياء يوضح تفاصيل هزّتَي مكناس وأسباب عودة النشاط الزلزالي    نتائج الجولة الأولى من دور المجموعات    حوض سبو.. السدود تسجل نسبة ملء تبلغ 42,8 في المائة        14 دولة تندد بإقرار إسرائيل إنشاء مستوطنات في الضفة الغربية المحتلة    الجزائر تُقرّ قانوناً يجرّم الاستعمار الفرنسي ويطالب باعتذار وتعويضات.. وباريس تندد وتصف الخطوة ب«العدائية»        2025 عام دامٍ للصحافة: غزة تسجل أعلى حصيلة مع 43% من الصحفيين القتلى حول العالم    وزارة العدل الأمريكية تحصل على مليون وثيقة يُحتمل ارتباطها بقضية إبستين    إحراق سيارة تحمل لافتة لمناسبة عيد حانوكا اليهودي في ملبورن الأسترالية    تهنئة مثيرة لترامب تشمل "حثالة اليسار"    قناة "الحوار التونسية" تعتذر للمغاربة    "الجمعية" تحمّل السلطات مسؤولية تدهور صحة معطلين مضربين عن الطعام في تادلة وتطالب بفتح الحوار معهما    السلطات الأمريكية تحقق في صعوبة فتح أبواب سيارات تيسلا        إطلاق خط سككي جديد فائق السرعة يربط مدينتين تاريخيتين في الصين    الصين تكتشف حقلا نفطيا جديدا في بحر بوهاي    بالإجماع.. المستشارين يصادق على مشروع قانون إعادة تنظيم مجلس الصحافة    معارض إفريقية متنوعة للصناعة التقليدية بأكادير ضمن فعاليات كأس إفريقيا للأمم 2025    فيدرالية اليسار الديمقراطي تحذر من حالة الشلّل الذي تعيشه جماعة المحمدية        ندوة علمية بكلية الآداب بن مسيك تناقش فقه السيرة النبوية ورهانات الواقع المعاصر    بالملايين.. لائحة الأفلام المغربية المستفيدة من الدعم الحكومي    كيف يمكنني تسلية طفلي في الإجازة بدون أعباء مالية إضافية؟    ملتقى العيون للصحافة يعالج دور الإعلام في الدفاع عن الصحراء المغربية    ‬ال»كان‮«: ‬السياسة والاستيتيقا والمجتمع‮    رباط النغم بين موسكو والرباط.. أكثر من 5 قارات تعزف على وتر واحد ختام يليق بمدينة تتنفس فنا    رهبة الكون تسحق غرور البشر    بلاغ بحمّى الكلام    فجيج في عيون وثائقها    الولايات المتحدة توافق على أول نسخة أقراص من علاج رائج لإنقاص الوزن    دراسة: ضوء النهار الطبيعي يساعد في ضبط مستويات الغلوكوز في الدم لدى مرضى السكري    دراسة صينية: تناول الجبن والقشدة يقلل من خطر الإصابة بالخرف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بنعيسَى آيت الجيد.. الاغتيَال المتكرّر
نشر في هسبريس يوم 15 - 04 - 2013

عشرون ‬سنة ‬مضت، ‬وبينما ‬يخلد ‬الرفاق ‬ ‬ذكرى ‬روحه ‬كقائد ‬للفكر ‬اليساري ‬داخل ‬الجامعات ‬المغربية، ‬يحلق ‬شبح ‬مخيف ‬في ‬الأرجاء، ‬شبح ‬لعبة ‬السياسة ‬في ‬هذا ‬الزمن ‬الذي ‬جعل ‬بنعيسى ‬أيت ‬الجيد ‬(يميناً في الصورة) يتململ ‬في ‬قبره ‬فزعا ‬من ‬الصراخ ‬باسم ‬من ‬تفرق ‬دمه ‬بين ‬قبائل ‬متناحرة ‬لم ‬يعنها ‬أمره ‬أبدا، ‬كيف ‬تحول ‬شهيد ‬اليسار ‬المغربي ‬في ‬سنوات ‬التسعينيات ‬إلى ‬مركز ‬للصراع ‬السياسي ‬الحامي ‬الوطيس ‬بين ‬حزب ‬يقود ‬الحكومة ‬وآخر ‬في ‬المعارضة ‬البرلمانية، ‬هل ‬تحولت ‬قضية ‬الشهيد ‬فعلا ‬إلى ‬حق ‬يراد ‬به ‬باطل؟.. ‬«‬‬هسبريس»‬ ‬تعيد ‬تركيب ‬الحكاية ‬من ‬جديد.‬
«‬استمراريتي ‬وجزء ‬مما ‬أنا ‬عليه ‬اليوم ‬يعود ‬فيه ‬فضل ‬كبير ‬للشهيد ‬بنعيسى ‬الذي ‬تعرفت ‬عليه ‬في ‬نهاية ‬الثمانينيات ‬بمدينة ‬فاس ‬وأنا ‬قادم ‬من ‬الحسيمة، ‬هاربا ‬وباحثا ‬عن ‬بقعة ‬صغيرة ‬تحميني ‬من ‬الجوع ‬والبرد ‬وبطش ‬السلطات، ‬لقد ‬أخذ ‬بيدي ‬وحاول ‬بكل ‬ما ‬استطاع ‬مواساتي ‬ماديا ‬ومعنويا ‬وسياسيا، ‬لقد ‬كانت ‬علاقتي ‬معه ‬رائعة ‬في ‬بعدها ‬الإنساني، ‬أنا ‬أتألم ‬دائما ‬حينما ‬أتذكر ‬روحه ‬الطاهرة.‬‮»‬ ‬. الكلام ‬هنا ‬لسياسي ‬مغربي ‬له ‬وزنه ‬في ‬الساحة ‬وفي ‬مسرح ‬الأحداث ‬الدائرة ‬في ‬المغرب، ‬يتذكر ‬هذا ‬السياسي ‬المهم ‬بمرارة ‬صديقا ‬ورفيقا ‬فقده ‬قبل ‬عقدين ‬من ‬الزمن.
‬هكذا ‬بدا ‬إلياس ‬العماري ‬العضو ‬البارز ‬في ‬حزب ‬الأصالة ‬والمعاصرة ‬وهو ‬يتحدث ‬عن ‬‮«‬الشهيد‮»‬ ‬أيت ‬الجيد ‬محمد ‬بنعيسى ‬فقيد ‬‮«‬اليسار ‬الطلابي ‬المغربي‮»‬ ‬قبيل ‬أيام ‬قليلة ‬من ‬حلول ‬ذكرى ‬اغتياله ‬العشرين. .
روحه ‬التي ‬تعود ‬دائما ‬مصرة ‬على ‬البقاء ‬حية ‬وصامدة ‬إلى ‬أن ‬تكشف ‬كل ‬الحقائق ‬في ‬قضية ‬قتله، ‬فإذا ‬كان ‬رفاقه ‬وشركاؤه ‬في ‬سنوات ‬التجربة ‬القاعدية ‬التقدمية ‬في ‬الجامعات ‬المغربية ‬مستمرين ‬في ‬إحياء ‬ذكراه ‬وتخليد ‬اسمه ‬وصوره ‬كرمز ‬من ‬رموز ‬النضال ‬الطلابي ‬ضد ‬‮«‬المخزن‮»‬ ‬وسياساته ‬ومخططاته ‬التعليمية ‬في ‬سنوات ‬عصيبة، ‬فإن ‬ملفه ‬اليوم ‬تحول ‬إلى ‬بؤرة ‬تطاحن ‬سياسي ‬ما ‬بين ‬عائلة ‬‮«‬الشهيد‮»‬ ‬ورفاقه ‬وإلياس ‬العماري، ‬من ‬جهة، ‬والقيادي ‬من ‬‮«‬البيجيدي‮»‬ ‬عبدالعالي ‬حامي ‬الدين، ‬من ‬جهة ‬ثانية. ‬
ما ‬الذي ‬حول ‬معركة ‬البحث ‬عن ‬الحقيقة ‬وتقديم ‬الجناة ‬المذنبين ‬إلى ‬العدالة ‬في ‬ملف ‬أيت ‬الجيد ‬فجأة ‬إلى ‬ساحة ‬حرب ‬بين ‬أفراد ‬مؤثرين ‬في ‬هيئات ‬حزبية ‬فاعلة ‬في ‬المشهد ‬السياسي ‬الحالي؟ ‬هل ‬هناك ‬من ‬يحاول ‬استغلال ‬قضية ‬إنسانية ‬عادلة ‬ترجو ‬فقط ‬العدالة ‬والإنصاف، ‬ويعتبرها ‬فرصة ‬لتصفية ‬الحسابات ‬مع ‬الخصوم ‬السياسيين ‬الذين ‬يزعج ‬صوتهم؟ ‬لماذا ‬يتم ‬التركيز ‬بشكل ‬أكبر ‬على ‬اسم ‬متهم ‬ينتمي ‬إلى ‬طرف ‬سياسي ‬معين ‬؟ ‬لماذا ‬الآن ‬وفي ‬هذا ‬التوقيت؟ ‬هذا ‬سؤال ‬آخر ‬يضعه ‬المتيقنون ‬من ‬‮«‬نظرية ‬المؤامرة‮»‬ ‬في ‬هذا ‬الملف ‬المتشابك. ‬
استغلال ‬سياسي؟
في ‬لمح ‬البصر ‬سيتحول ‬اسم ‬محمد ‬بنعيسى ‬أيت ‬الجيد ‬إلى ‬منطلق ‬لبناء ‬سجال ‬سياسي ‬عنيف، ‬فلنجرب ‬إعادة ‬ترتيب ‬فصول ‬هذا ‬المشهد ‬السريالي ‬الذي ‬اختلط ‬فيه ‬الحابل ‬بالنابل. ‬بتاريخ ‬السادس ‬من ‬شتنبر ‬من ‬سنة ‬2012 ‬ستصدر ‬عائلة ‬أيت ‬الجيد ‬بيانا ‬إلى ‬الرأي ‬العام ‬المغربي ‬بعد ‬صمت ‬طويل، ‬اللافت ‬في ‬البيان ‬كان ‬توجيه ‬العائلة ‬الاتهام ‬بشكل ‬شبه ‬مباشر ‬إلى ‬القيادي ‬في ‬حزب ‬العدالة ‬والتنمية ‬عبد ‬العالي ‬حامي ‬الدين ‬بالضلوع ‬في ‬جريمة ‬قتل ‬ابنها، ‬كان ‬صك ‬الاتهام ‬واضحا ‬لعضو ‬الأمانة ‬العامة ‬للحزب ‬الحاكم، ‬بعد ‬أن ‬دقق ‬في ‬تحديد ‬صفتيه ‬الحزبية ‬والحقوقية.‬
خرج ‬البيان ‬أياما ‬قليلة ‬فقط ‬بعد ‬مقال ‬‮«‬دفاعا ‬عن ‬الدستور‮»‬ ( ‬1 ‬شتنبر ‬2012‬)، الذي ‬كتبه ‬القيادي ‬في ‬الحزب ‬الذي ‬يقود ‬الحكومة، ‬والذي ‬يشير ‬فيه ‬إلى ‬انعدام ‬أي ‬أساس ‬دستوري ‬لقرار ‬متابعة ‬عدد ‬من ‬رجال ‬الأمن ‬العاملين ‬على ‬المراكز ‬الحدودية ‬بناء ‬على ‬أمر ‬ملكي، ‬باعتبار ‬أن ‬رئيس ‬الحكومة ‬هو ‬رئيس ‬الإدارة، ‬ما ‬يعني ‬أن ‬لقاء ‬الملك ‬مع ‬وزير ‬الداخلية ‬امحند ‬لعنصر ‬لم ‬يكن ‬دستوريا.
كان ‬حامي ‬الدين ‬يحاول ‬أن ‬يبقى ‬وفيا ‬لصورة ‬اجتهد ‬في ‬صناعتها ‬لنفسه، ‬صورة ‬السياسي ‬المغرد ‬خارج ‬السرب، ‬الخارج ‬عن ‬السيطرة، ‬الذي ‬يقول ‬رأيه ‬بصراحة ‬دائما ‬دون ‬أن ‬يخشى ‬النافذين، ‬والمناضل ‬الديمقراطي ‬الذي ‬كان ‬في ‬طليعة ‬المشاركين ‬في ‬تظاهرات ‬حركة ‬‮«‬20 ‬فبراير‮»‬، ‬لم ‬يكن ‬ممكنا ‬اعتبار ‬الأمر ‬صدفة ‬بريئة ‬بالنسبة ‬للمقربين ‬من ‬السياسي ‬الإسلامي، ‬فلا ‬يمكن ‬قراءة ‬التوقيت ‬في ‬سياق ‬آخر ‬غير ‬محاولة ‬التشويش ‬على ‬جوهر ‬نقاش ‬دستوري ‬حقيقي ‬فتحه ‬حامي ‬الدين ‬الذي ‬لامس ‬مناطق ‬محظورة ‬أزعجت ‬البعض ‬بحسب ‬ما ‬صرحت ‬به ‬مصادر ‬مقربة ‬منه ‬ل«‬هسبريس‮»‬، ‬ويدعمون ‬ذلك ‬بحقيقة ‬خروج ‬بيان ‬العائلة ‬إلى ‬وسائل ‬الإعلام ‬من ‬مقر ‬حزب ‬سياسي ‬ينتمي ‬إلى ‬المعارضة ‬البرلمانية، ‬وله ‬خصومة ‬ثابتة ‬مع ‬حزبهم.
‬بعدها ‬سيتضح ‬أكثر ‬أن ‬الأمر ‬سيتحول ‬إلى ‬معركة ‬بين ‬رجلين ‬بعد ‬حرب ‬من ‬التصريحات ‬النارية ‬بين ‬القيادي ‬في ‬حزب ‬العدالة ‬والتنمية ‬عبد ‬العالي ‬حامي ‬الدين ‬والقيادي ‬في ‬حزب ‬الأصالة ‬والمعاصرة ‬إلياس ‬العماري، ‬بدأت ‬المواجهة ‬الفعلية ‬بين ‬الرجلين ‬بعد ‬اتهام ‬صريح ‬وجهه ‬الأول ‬لعضو ‬المكتب ‬السياسي ‬ل‮«‬البام‮»‬ ‬بتحريك ‬عائلة ‬أيت ‬الجيد ‬ووصفه ‬بالجمهوري ‬المختفي ‬وراء ‬‮«‬حزب ‬سلطوي‮»‬، ‬والذي ‬عليه ‬أن ‬يثبت ‬ولاءه ‬للملكية، ‬كان ‬جواب ‬العماري ‬آنذاك ‬سريعا ‬وقويا‮»‬.. ‬على ‬السي ‬حامي ‬الدين ‬أن ‬يجيب ‬عن ‬مساهمته ‬في ‬جريمة ‬مقتل ‬الشهيد ‬فأنا ‬لست ‬قاتلا ‬ولم ‬تلطخ ‬يوما ‬يداي ‬بدماء ‬الشهداء، ‬فليجب ‬وهو ‬الذي ‬قضى ‬سنتين ‬سجنا ‬ومازال ‬ملف ‬القضية ‬مفتوحا ‬إلى ‬حدود ‬الساعة.. ‬الملكية ‬في ‬المغرب ‬ليست ‬في ‬حاجة ‬إلى ‬القتلة ‬كي ‬يدافعوا ‬عنها ‬‮«‬، ‬هكذا ‬تحولت ‬قضية ‬بنعيسى ‬فجأة ‬إلى ‬قضية ‬إثبات ‬الولاء ‬للملكية ‬يستعمل ‬فيها ‬اسمه ‬بقوة.‬
شعر ‬حامي ‬الدين ‬أنه ‬مستهدف ‬بشكل ‬جدي ‬من ‬خلال ‬إثارة ‬هذا ‬الملف، ‬فخرج ‬للدفاع ‬عن ‬نفسه ‬نافيا ‬أي ‬علاقة ‬له ‬بالقضية ‬المذكورة ‬في ‬مقال ‬جديد ‬عنونه ‬ب«الأخلاق ‬والسياسة: ‬دفاعا ‬عن ‬مكيافيلي‮»‬ (‬22 ‬شتنبر ‬2012)‬، ‬فوجه ‬فيه ‬اتهامات ‬مبطنة ‬لمن ‬وصفهم ‬ب«مناضلي ‬أحزاب ‬ربع ‬ساعة ‬الأخيرة‮»‬ ‬و«ضعاف ‬النفوس‮»‬ ‬الذين ‬لا ‬أخلاق ‬لهم ‬ولا ‬رصيد ‬نضالي ‬ويشنون ‬حروبا ‬بالوكالة، ‬نيابة ‬عن ‬من ‬يحركهم ‬عن ‬طريق ‬المتاجرة ‬بجثة ‬رجل ‬توفي ‬قبل ‬عشرين ‬سنة.
عائلة ‬أيت ‬الجيد ‬تشعر ‬بالغبن ‬الشديد ‬والإهانة ‬لروح ‬شهيدها، ‬حينما ‬تواجه ‬برد ‬مشابه ‬لرد ‬الناشط ‬الطلابي ‬الإسلامي ‬السابق، ‬حسن ‬أيت ‬الجيد ‬أخ ‬الراحل ‬يرفض ‬ترويج ‬أسطوانة ‬المؤامرة ‬المشروخة ‬التي ‬يتبناها ‬حامي ‬الدين: ‬‮«‬نحن ‬لم ‬نسكت ‬أبدا ‬عن ‬حقنا ‬حتى ‬يطرح ‬علينا ‬اليوم ‬سؤال ‬من ‬يقف ‬وراءنا، ‬هذا ‬تنقيص ‬من ‬قيمة ‬عائلة ‬الشهيد، ‬ما ‬نريده ‬فقط ‬هو ‬جلاء ‬الحقيقة، ‬وأن ‬يحاكم ‬القتلة، ‬الصراع ‬بين ‬بعض ‬الأحزاب ‬السياسية ‬لا ‬يعنينا ‬في ‬شيء، ‬ومن ‬يطرحونه ‬يريدون ‬إهانة ‬الشهيد ‬ويحاولون ‬إخفاء ‬الحقائق‮»‬، ‬ثم ‬يسترسل ‬ل«مجلة ‬هسبريس‮»‬ ‬بنبرة ‬غاضبة‮»‬ ‬لا ‬أعرف ‬لماذا ‬يحاول ‬البعض ‬التركيز ‬على ‬ربطنا ‬بحزب ‬الأصالة ‬والمعاصرة؟، ‬نحن ‬ليس ‬لدينا ‬مشكل ‬مع ‬أي ‬حزب ‬سياسي ‬في ‬البلاد ‬يريد ‬المساهمة ‬معنا ‬في ‬كشف ‬الجناة ‬وتبني ‬الملف ‬حتى ‬لو ‬كان ‬حزب ‬العدالة ‬والتنمية ‬نفسه .. ‬إن ‬كانوا ‬يريدوننا ‬أن ‬ننجرف ‬في ‬هذا ‬النقاش ‬فليخبرونا ‬إذن ‬من ‬حركنا ‬في ‬سنة ‬2006 ‬حينما ‬اعتقل ‬عمر ‬محب ‬؟، ‬حزب ‬الأصالة ‬والمعاصرة ‬لم ‬يكن ‬موجودا ‬بعد .. ‬التوظيف ‬السياسي ‬كذبة ‬من ‬الأكاذيب ‬التي ‬يقولونها ‬دائما ‬للإفلات ‬من ‬العقاب‮»‬.
خالد ‬الشرقاوي ‬الذي ‬قضى ‬سنتين ‬سجنا ‬على ‬خلفية ‬هذا ‬الملف، ‬والصديق ‬المقرب ‬من ‬الراحل ‬رد ‬على ‬جزئية ‬التوظيف ‬السياسي ‬لقضية ‬رفيقه، ‬‮«‬ما ‬لا ‬أفهمه ‬هو ‬كيف ‬أن ‬القاتل ‬مازال ‬حرا ‬ويتبرأ ‬من ‬مسؤوليته ‬في ‬هذه ‬الجريمة ‬ويتحدث ‬عن ‬الاستعمال ‬السياسي.. ‬هو ‬مذنب ‬ومتورط ‬في ‬اغتيال ‬أيت ‬الجيد، ‬وعليه ‬أن ‬يكف ‬عن ‬إشهار ‬حكم ‬هيأة ‬الإنصاف ‬والمصالحة ‬كل ‬مرة ‬ذكرت ‬فيها ‬القضية، ‬لأنه ‬كاذب ‬وقدم ‬نفسه ‬كطالب ‬قاعدي ‬بينما ‬استعمل ‬شهادة ‬تثبت ‬انتماءه ‬للإسلاميين ‬لتلقي ‬التعويض ‬المالي‮»‬، ‬ثم ‬يضيف ‬ ‬‮«ربما ‬قد ‬يكون ‬هناك ‬من ‬يحاول ‬الركوب ‬على ‬هذا ‬الملف، ‬لكن ‬الادعاء ‬بأن ‬إثارة ‬هذه ‬القضية ‬هي ‬وليدة ‬اليوم ‬مغالطة ‬مرفوضة ‬وغير ‬مقبولة، ‬لأننا ‬لسنا ‬لعبة ‬في ‬يد ‬أي ‬أحد ‬ولا ‬يعنينا ‬في ‬أي ‬شيء ‬إن ‬كانت ‬الدولة ‬تريد ‬إرسال ‬رسائل ‬إلى ‬سياسي ‬للجم ‬لسانه ‬وعقابه ‬على ‬تصريحات ‬أدلى ‬بها، ‬لقد ‬رفعنا ‬شعارات ‬راديكالية ‬ضد ‬السلطة ‬ولم ‬نخش ‬شيئا، ‬فلماذا ‬يحاول ‬حامي ‬الدين ‬لعب ‬دور ‬المعارض ‬الثوري ‬الذي ‬تريد ‬الدولة ‬إسكاته‮»‬، ‬وعن ‬الاتهامات ‬المباشرة ‬بدخول ‬‮«‬البام‮»‬ ‬كطرف ‬في ‬الملف ‬يستكمل ‬الشرقاوي ‬كلامه ‬‮«‬يتحدثون ‬عن ‬عضو ‬معروف ‬في ‬حزب ‬الأصالة ‬والمعاصرة ‬قام ‬بتحريك ‬الملف ‬من ‬جديد، ‬قد ‬يكون ‬لي ‬مشكل ‬مع ‬هذا ‬الرجل، ‬لكن ‬كل ‬ما ‬يهمني ‬هو ‬أن ‬يرفع ‬الغموض ‬عن ‬هذا ‬الملف ‬من ‬أجل ‬التاريخ ‬فقط، ‬نحن ‬مستمرون ‬في ‬معركتنا ‬حتى ‬النهاية‮»‬.‬
ضغط ‬الرميد
حينما ‬اتصلت ‬‮«هسبريس‮»‬ ‬بعبد ‬العالي ‬حامي ‬الدين ‬للإدلاء ‬برأيه ‬في ‬الموضوع ‬فضل ‬أن ‬يكون ‬جوابه ‬مقتضبا ‬كالتالي ‬‮«هذا ‬الموضوع ‬هو ‬موضوع ‬للإثارة ‬والاستغلال ‬السياسي ‬أكثر ‬من ‬كونه ‬موضوعا ‬للكشف ‬عن ‬الحقيقة‮»‬، ‬يذهب ‬رد ‬حامي ‬الدين ‬الجديد ‬تقريبا ‬في ‬الاتجاه ‬ذاته ‬الذي ‬ذهب ‬فيه ‬وزير ‬العدل ‬المنتمي ‬إلى ‬حزبه ‬مصطفى ‬الرميد، ‬عندما ‬وصف ‬اتهام ‬العضو ‬في ‬حزب ‬العدالة ‬والتنمية ‬بالفارغ ‬قانونيا، ‬وبأن ‬أغراضا ‬سياسية ‬تحكمه.
‬أحمد ‬أرحموش ‬أحد ‬محاميي ‬العائلة ‬يتحدث ‬هنا ‬عن ‬شكل ‬آخر ‬من ‬الاستغلال ‬السياسي ‬للملف ‬الذي ‬يشتكي ‬منه ‬الطرف ‬الآخر ‬‮«‬وزير ‬العدل ‬أصبح ‬طرفا ‬غير ‬مباشر ‬في ‬الموضوع ‬لأنه ‬أدلى ‬بتصريح ‬يقول ‬فيه ‬إن ‬الملف ‬فارغ، ‬وهذا ‬ليس ‬من ‬حقه ‬لأنه ‬تدخل ‬في ‬عمل ‬العدالة ‬والقضاء، ‬المساطر ‬التي ‬باشرناها ‬مفتوحة ‬في ‬اتجاه ‬تحقيق ‬العدالة ‬ولا ‬شيء ‬غيرها، ‬وليس ‬للأمر ‬أي ‬علاقة ‬بوصول ‬حزب ‬العدالة ‬والتنمية ‬إلى ‬المسؤولية، ‬لأن ‬الملف ‬مطروح ‬منذ ‬عهد ‬حكومة ‬عباس ‬الفاسي، ‬ما ‬نريده ‬هو ‬تعميق ‬البحث ‬مع ‬جميع ‬المشاركين ‬في ‬الجريمة‮»‬.
‬أرحموش ‬يعتقد ‬أن ‬الكرة ‬باتت ‬اليوم ‬في ‬ملعب ‬النيابة ‬العامة، ‬ويستطرد ‬معلقا ‬ل‮«‬هسبريس‮»‬: ‬‮«‬نحن ‬لا ‬نتواجه ‬مع ‬الأشخاص ‬انطلاقا ‬من ‬مواقعهم ‬سواء ‬في ‬المنظمات ‬أو ‬في ‬الأحزاب ‬السياسية، ‬نحن ‬نقول ‬فقط ‬إنه ‬وجب ‬على ‬من ‬ساهم ‬في ‬قتل ‬أيت ‬الجيد ‬أن ‬يتحلى ‬بالشجاعة ‬لقول ‬الحقيقة، ‬ما ‬نتخوف ‬منه ‬هو ‬أن ‬يتدخل ‬وزير ‬العدل ‬بشكل ‬مباشر ‬لتمكين ‬المذنبين ‬من ‬الإفلات من العقاب‮».
* العدد ال9 من مجلّة هسبريس


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.