وجه فاعلون جمعويون ومثقفون وكتّاب ورجال أعمال وفنانون من مشارب شتى نداء إلى من يتهمون المملكة بالتجسس، دون أدنى دليل، يطالبونهم، من خلاله، بعدم الحديث باسمهم. وجاء في نداء "أنصتوا لنا!": "..مغاربة العالم، مغاربة بالقلب (...) صغار بالنسبة لكم، لكنهم عظام بالنسبة لبلدنا، نتوجه إليكم جميعا يا من تتهمون بلادنا -دون أدنى دليل- بأنها تتصنت وتتجسس عليكم، نحن المواطنون البسطاء، برجاء لن تدركوا كنهه بالتأكيد: نطالبكم بأن تنصتوا لنا". واسترسل النداء: "تؤكدون، تتهمون، تنددون، تغالطون وتزعمون أنكم تتحدثون -نيابة عنا- غير أن التحدث باسمنا وبدوننا هو في حقيقة الأمر التحدث ضدنا: وبالتالي فهل سنكون رهائن ممارسة دكتاتورية؟"، مضيفا: "بعضكم، نظرا لإديولوجياتهم حسبوا الأمر مرتبطا بأنظمة هم وضعوها كنماذج!"، وزاد: "يا له من ازدراء لنا – نحن الشعب الفخور الذي طالما وجدتموه بجانبكم للدفاع عن ديمقراطياتكم- هل نحن فاقدون للشرف والتوق للحرية (الحريات) حتى تظنون أننا سنقبل العيش كعبيد؟". وشدد الموقعون على النداء على أن "المغرب يعيش حركية دائمة، وهو في سعي متواصل نحو الأفضل"، مردفين: "إنه دليل على الحيوية، وسمة بلد سواده الأعظم من الشباب، بلد في تحسن وتطور مستمر، بلد يعرف كيف يسد ثغراته، ومتجدد باستمرار؛ علما أن العديد من البلدان متقوقعة، ومنكفئة على ذاتها وعاجزة عن مراجعة الذات، لكن بالطبع، لا تعيرون كبير اهتمام لصوتنا، فما هي إذن المصداقية التي يمكنكم أن تمنحونها لنا نحن المغاربة، أنتم الذين تتربعون على الصحف الكبرى، والمنظمات غير الحكومية التي تتوهم أن لها من القوة ما يجعلها تحل محل الممثلين المنتخبين من طرف بلدانهم؟"، وتابعوا: "إذن لربما يمكنكم استفسار مواطنيكم الذين يقيمون فوق ترابنا، إذ إن آراءهم ستكون بلا شك أفضل من آرائنا؟!". كما أكد أصحاب النداء أن "هذا الحس التضامني يجري في عروق مواطنينا في الخارج، وهم الذين تمكنوا من الاستفادة من إجراءات – أرادها ملكنا- لم يسبق لها مثيل في أي بلد آخر لتجديد الوصل مع عائلاتهم"، مبرزين أن "حبهم لبلدهم الأم يستحق فعلا ذلك"، ومتسائلين: "من المستفيد إذن من الجريمة؟ من له مصلحة في محاولة تشويه سمعة المغرب، أو بالأصح محاولة زعزعة استقراره؟"؛ وأوضحوا: "الإجابة (الإجابات) تكمن في السؤال ذاته: كل أولئك الذين يسعون إلى إخضاعنا، من ألفوا مغربا وقارة إفريقية +تحت إمرتهم+ هم أنفسهم من يختارون قادتها. يا له من تحالف غريب!". واستطرد النداء: "إننا بعيدون كل البعد عن الأصوات التي تتغنى بحقوق الإنسان، وهم الذين يجعلون المغرب مذنبا بشكل تام، مع عدم تمتيعه حتى بقرينة البراءة- وهو المبدأ الأساس الذي يطالبون به دون استحياء! كل هذا كان من الممكن أن يبدو سخيفا لولا أن الأمر يتعلق بشرف البلاد، وعزة شعب بأسره"، وأضاف: "تم اتهامنا +بالتصنت+ على صحفي، مقدم برنامج حواري تتخلله عبارات ذات طابع عنصري (التي لا يستنكرونها بالمناسبة)، وشخصيات من المجتمع المدني، بل حتى الوزراء، ولم لا رئيس دولة صديقة. تشهير تلو تشهير، إنه تعبير عن جحود كبير حيال ما قام به المغرب للحيلولة دون وقوع أعمال إرهابية شنيعة، في كل مكان، من خلال الانخراط قلبا وقالبا في محاربة الإرهاب". وطالب الموقعون خصوم المغرب بأن "لا تكون لهم ذاكرة قصيرة"، مضيفين: "إننا نحب بلادنا بمحاسنها وعيوبها، ونعمل على تقويمها، كما نحب ملكنا ونحبكم أيضا أنتم شعوب الجوار، الأصدقاء أو حتى الأعداء، لأننا شعب مشهود له بالكرم"، ومؤكدين أن "هذا الإحسان ليس جبنا، ولا قلة كبرياء، ولا حتى استسلاما". وتابع المصدر ذاته: "إن ندوب قلة الاحترام والإهانة و+الحكرة+ التي تلحقونها بنا عندما يتم نبذ بلدنا، ويتصدر اسمه نشرات الأخبار في بلادكم، ستستغرق وقتا لكي تطيب، لكن لا شيء ولا أحد سينجح في استبلادنا، في تجريدنا من شرعيتنا، في حملنا على التخلي عن الآصرة التي تجمعنا بملكيتنا، بهويتنا". وخلص النداء إلى أن الأمر لا يتعلق ب"استعطاف"، "بل هو نداء.. إنه ردنا على طريقتنا نحن المغاربة البسطاء، المتواضعين، في مواجهة تحالف ذي أهداف توسعية (...) فهل تستطيعون أنتم الذين ترسمون صورة كاريكاتورية لبلادنا أن تتبينوا مدى نرجسية مسعاكم؟!".