يعيش سكان عدد من الدواوير التابعة لجماعة تزارين بإقليم زاكورة والجماعة الترابية إكنيون بإقليم تنغير معاناة يومية مع المسلك الطرقي غير المعبد الرابط بين هذه الدواوير ودوار إكفران، حيث توقفت أشغال بناء الطريق الرئيسية. وخلال الزيارة التي قامت بها جريدة هسبريس الإلكترونية أمس الأحد إلى دوار تولوالت، استغل السكان المتضررون هذه المناسبة للتعبير عن استنكارهم للوضعية المزرية التي يوجد فيها المسلك الطرقي سالف الذكر الذي يتسبب للسكان والزوار في الإرهاق وفي أعطاب ميكانيكية للعربات. أحمد النجماوي، من ساكنة دوار تولوالت، قال إن المسلك الطرقي الرابط بين دوار إكفران ودوار تولوالت مرورا بعدد من الدواوير يوجد في وضعية كارثية. وأضاف المتحدث ذاته في تصريح لجريدة هسبريس أن هذا الإشكال دفع السكان المتضررين إلى كسر قيود الصمت، إذ طالبوا أكثر من مرة مجلس الجهة والجماعات الترابية المعنية ووزارة الداخلية بضرورة التعجيل ببناء المقطع الطرقي الذي يمتد فقط على طول 10 كيلومترات، وفق تعبيره. في المقابل، أكدت عدد من الفعاليات الجمعوية، في تصريحات متطابقة لهسبريس، أن إنجاز هذا المسلك الطرقي يكتسي أهمية كبرى بالنسبة إلى سكان هذه الدواوير المتضررين والذين ضاقوا ذرعا من العزلة والتهميش. وشددت الفعاليات ذاتها، في تصريحات متطابقة لهسبريس، على أن إنجاز هذا المسلك الطرقي سيشعر المتضررين بالكرامة التي هي حق مشروع لكل مواطن مغربي. حسن بن حمو، فاعل جمعوي بدوار تزيليت التابعة لجماعة تزارين، طالب الجهات المتدخلة والمسؤولة بضرورة التدخل من أجل تسريع بناء هذا المسلك الطرقي؛ لأنه سيسهم إسهاما كبيرا في النهوض بمسلسل التنمية في هذه المنطقة الغنية بمواردها الطبيعية والبشرية. وأشار بن حمو إلى "أن عدم إنجاز هذا المسلك الطرقي في أسرع وقت قد يسبب مشاكل كثيرة للسكان؛ ككثرة الوفيات التي يتسبب فيها عدم توفر وسائل النقل وسيارة الإسعاف التي لا تصل إلى هذه الدواوير، جراء وعورة المسالك ووجودها في منطقة قروية ونائية وجبلية". وناشد الفاعل الجمعوي ذاته، في اتصال هاتفي بجريدة هسبريس الإلكترونية، كلا من رئيس جهة درعة تافيلالت ووالي الجهة من أجل التدخل للإسراع في إنجاز هذا المسلك الطرقي، موضحا أن "الجهة مارست الإقصاء والتهميش في حق الدواوير المعنية، خاصة أنها قامت ببناء الطريق إلى دواوير بعينها وإقصاء أخرى". بدوره، لفت حسن أبوعلي، فاعل جمعوي، إلى أن عدم إنجاز هذا المسلك الطرقي يقابله تعطيل مصالح المواطنين، مشددا على أن إتمامه "أصبح من الضروريات التي لا يمكن التنازل عنها؛ ولو اقتضى الأمر الخروج في المسيرات الاحتجاجية لانتزاع حقوقنا المشروعة"، وفق تعبيره. ومن أجل نيل تعليق بعض منتخبي الجماعتين الترابيتين إكنيون وتزارين ومجلس جهة درعة تافيلالت، اتصلت هسبريس بعدد منه هؤلاء المعنيين؛ غير أن هواتفهم ظلت ترن دون مجيب. وفي المقابل، أكد مصدر مسؤول بولاية الجهة المذكورة أن هذا الموضوع أثاره عاملا كل من إقليمي تنغير وزاكورة أكثر من مناسبة، مشيرا إلى أنه سيعمل على عرض الموضوع أمام المجلس الجهوي المقبل من أجل إنجاز هذه الأشغال وفك العزلة عن المواطنين.