في بادرة ملفتة للنظر، قام، مساء اليوم السبت، وفد من يهود المغاربة بزيارة تضامنية مع ضحايا العملية الإرهابية التي استهدفت مقهى أركانة بساحة جامع الفنا، حيث وضعوا إكليلا من الورد أمام المقهى ترحما على الضحايا،إلى جانب جمعية الفرنسيين المقيمين بالمغرب خصوصا بمراكش. وكان الآلاف من المغاربة والأجانب احتشدوا، اليوم السبت بساحة جامع الفنا، في وقفة تضامنية عفوية مع ضحايا الاعتداء الارهابي الذي استهدف المدينة الحمراء، دعا إليها شباب مغاربة عبر الشبكة الاجتماعية "فيسبوك". وتوخت هذه المبادرة المنظمة بشكل عفوي تحت شعار "الكل يجتمع حول عصير البرتقال"، التعبير عن التضامن مع ضحايا الهجوم الإرهابي الذي استهدف مقهى أركانة وتعبئة الجميع لتعود لساحة جامع الفنا، القلب النابض للمدينة، ديناميتها المعتادة. وشارك في هذه المبادرة فاعلون جمعويون حجوا من مختلف جهات المملكة، ومهنيو القطاع السياحي وأصدقاء وساكنة المدينة. وأكد منظمو هذه المبادرة أنها تروم تأكيد الاصرار على عدم الخضوع لمثل هذه الأعمال الإجرامية، والمساهمة في الترويج للسياحة بساحة جامع الفناء، وذلك من خلال المساهمة في مساعدة السياحة المحلية ولو بشكل رمزي كاستهلاك عصير البرتقال والمأكولات واقتناء منتوجات الصناعة التقليدية إلى جانب مساعدة منشطي "الحلقة" بهذا الفضاء الساحر. وردد المشاركون خلال هذه الوقفة شعارات تندد بهذا العمل اللاإنساني الذي يتنافى وقيم التعايش والتسامح التي تتميز بها المملكة، معبرين عن تضامنهم الكلي مع ضحايا الاعتداء الإرهابي على ساحة جامع الفنا المصنفة ضمن التراث الإنساني العالمي. كما أدانوا بشدة في كلمات ألقيت، بوسط الساحة، هذا العمل الإجرامي الجبان الذي يصادر الحق في الحياة، معبرين في الوقت ذاته عن تضامنهم مع تجار هذا الفضاء الحيوي واستنكارهم وشجبهم لكل محاولة تسعى لضرب أسس التعايش بالمملكة. وتوافدت طيلة اليوم على موقع الاعتداء الغاشم، العديد من الجمعيات المحلية والوطنية والأجنبية كموظفي المركز الثقافي الفرنسي وفنانين تشكيلين وتلاميذ المؤسسات التعليمية، والهيئات الحقوقية والسياسية والجمعوية وفعاليات المجتمع المدني.