أين ذهب المال.. وكيف سقط التمثال؟ قول مأثور ينطبق بكثير من التدقيق والتمحيص على كرة القدم العربية التي فقدت "بوصلتها" في العام 2011، فلا انجازات تذكر ولا نجوم يصفق لهم ولا منتخبات أو أندية قادرة على العبور إلى غاياتها، باستثناء انجاز يتيم حفظ ماء وجه الجميع لعرب آسيا ومثله لعرب أفريقيا. هذا الانجاز تمثل بفوز السد القطري ببطولة آسيا لكرة القدم ومن ثمة حلوله ثالثا في بطولة العالم للأندية، وفوز الترجي التونسي بلقب الأندية الأفريقية وحلوله سادسا في المونديال. ولكن في مقاربة إجمالية.. العام 2011 يستحق عن جدارة واستحقاق لقب الخريف العربي، وليس الربيع العربي، خصوصا على صعيد المنتخبات المرشحة لتحقيق الانجازات والتي سقطت واحدا تلو الآخر في الاستحقاقات الكبيرة، غير أن الصدمة الأكبر كانت بمنتخبات الخليج الغنية التي عجزت عن تقديم أقل القليل للمطلوب منها. العراق بطل آسيا سابقا والسعودية التي تأهلت لمونديال العالم 4 مرات والكويت بطلة الخليج وغرب آسيا وقطر صاحبة الضيافة ومعهم الإمارات والبحرين، كلهم خرجوا من الدور الأول لبطولة آسيا باستثناء العراق الذي ودع من الدور الثاني مع الأردن، وفي التصفيات المونديالية كلهم ودعوا باستثناء العراق والأردن أيضا، فيما تتهدد السعودية بمباراتها الأخيرة مع عمان وكلاهما قد يودع، وتتعلق الكويت بخيط رفيع والأفضلية عليها لصالح لبنان. وفي القارة السمراء خرجت بطلة أفريقيا 3 مرات مصر من التصفيات المؤهلة للبطولة القارية التي تحمل لقبها، كما واجه ممثل العرب الوحيد في مونديال جنوب أفريقيا وهو الجزائر نفس المصير، ومن هي المنتخبات التي تأهلت لاحقا.. السودان وليبيا ومعهما تونس والمغرب بعد آه وعذاب. وربما أصلح المنتخب الأولمبي المصري ما أفسده الكبار عندما تأهل إلى أولمبياد لندن 2012 بحلوله ثالثا بأفريقيا، ومعه المنتخب المغربي الذي حل وصيفا. هذه الإنجازات الصغيرة لم تقنع الجمهور العربي الذي تكاثر كما لم يحدث من قبل لزيارة المقاهي، ولكن بهدف الاستمتاع بمباريات الكلاسيكو الاسباني التي أخذت الألباب، تجاهل بشكل متعمد على ما يبدو منافسات دورة الألعاب العربية التي تختتم بعد ساعات في العاصمة القطرية الدوحة. وربما تكون الإجابة بسيطة جدا لمعرفة سر هذا التراجع الكبير للمنتخبات العربية العريقة وصعود منتخبات أقل شأنا؟، فالكل يعلم ما يعانيه العراق وليبيا، وما هي الإمكانيات الحقيقة لدول مثل لبنان والأردن والسودان، ومع ذلك يأتي الانجاز من المنتخبات "المجتهدة" ويزول اللمعان والبريق عن أصحاب "الجاه" والمال والخيلاء. صديق قال لي، أن هناك منتخبات عربية أدمن لاعبوها المرفهون على السهر و"الشيشة"، ولا نريد أن نزيد فيما لا نملك له الدليل، في حين تملك الغرور لاعبين آخرين أصبح الاجتهاد والعمل الدؤوب في آخر أولوياتهم، وذلك لأن المال يأتي دائما في المقام الأول، فهل أفسد الاحتراف "المشوه" المنقوص عقول لاعبينا وحولهم من محترفين إلى منحرفين؟ أتمنى أن تكون الإجابة لا وألف لا.