تتقاطع نبرات الحماس والثقة في الصحافة الأرجنتينية قبيل نهائي كأس العالم لأقل من 20 سنة، الذي يجمع اليوم الأحد بين منتخب "التانغو" ونظيره المغربي، في مباراة وُصفت بأنها "صدام بين التاريخ والمفاجأة"، وفق توصيف صحيفة "لاناسيون". جريدة "كلارين"، ووكالة "أجانسيا في"، تحدثتا عن "موعد مع التاريخ" بالنسبة للأرجنتين، التي تطمح إلى إحراز لقبها السابع في فئة الشباب، مؤكدة أن "كل المعطيات ترجّح كفة التانغو، الذي لم يخسر أي مباراة وسجل 15 هدفًا مقابل هدفين فقط تلقّاهما".
وكتبت "أجانسيا في: "الأرجنتين تصل إلى النهائي بثقة كاملة في جيل جديد يقوده المدرب دييغو بلاسنتي، يذكّر بملامح منتخب ميسي في بداياته". "المفاجأة المغربية" تخطف الإعجاب في المقابل، أولت الصحف الأرجنتينية اهتمامًا استثنائيًا بمسيرة المنتخب المغربي، الذي وصفته"باخينا 12″ بأنه "الوجه الجديد لكرة القدم الإفريقية"، مشيرة إلى أن بلوغه النهائي "ليس معجزة بل نتيجة عمل تكويني منظم". أما قناة "تي يو سي سبورت" فاعتبرت أن "المغرب يجسد نضجًا تكتيكيًا لافتًا، بفريق منسجم وسريع في التحول، قادر على معاقبة أي خطأ دفاعي". المدرب الأرجنتيني دييغو بلاسنتي شدّد، في مقابلة مع صحيفة Olé، على أن فريقه "يتعامل بنضج مع الضغط" وأن "الاحتفال بالفوز يجب أن يكون مسؤولًا ومحترمًا تجاه المنافس". وأضاف: "نريد أن ننقل للاعبين ما كنا نشعر به عندما كنا أطفالًا نحلم بارتداء قميص الأرجنتين". قناة "إسبن ديبورتس" ذكّرت بأن المباراة "تحمل في طيّاتها نكهة خاصة"، إذ التقى المنتخبان في أولمبياد طوكيو 2021 في مواجهة "اتسمت بالتوتر"، معتبرة أن "الماضي القريب يجعل نهائي تشيلي محمّلًا بالشحنة العاطفية". تحليل فني: تكتيك ضد مهارة التحليلات في الصحف الرياضية الأرجنتينية أجمعت على أن اللقاء "سيكون اختبارًا بين التنظيم الدفاعي المغربي والقدرات الفنية الأرجنتينية". وكتب موقع "لافوث دي انتريور": "المغرب يلعب بعقل بارد وقلوب مشتعلة، والأرجنتين تعرف أن الحسم لن يكون سهلاً مهما كانت الفوارق في القيمة السوقية للفريقين". موقع "فولافيب" الأرجنتيني نشر مقارنة أظهرت أن "قيمة المنتخب الأرجنتيني تفوق خمس مرات نظيره المغربي (59 مليون دولار مقابل 11.8 مليون)"، لكنه ختم بالقول: "لكن الحسم سيكون فوق العشب، لا في أسواق اللاعبين". بين من يرى في النهائي تتويجًا طبيعيًا لتاريخ "التانغو"، ومن يعتبره لحظة ميلاد جديدة لكرة القدم المغربية، تتفق وسائل الإعلام الأرجنتينية على أمرٍ واحد: أن "المفاجأة المغربية" جعلت من مباراة الأحد أكثر من مجرد نهائي، بل فصلًا رمزيًا بين جيلٍ يصنع التاريخ وآخر يطمح إلى كتابته.