تتواصل المطالب الإفراج عن مغني "الراب" جواد أسرداي، المعروف بلقب "بوز فلو"، والموجود رهن الاعتقال على خلفية أغانيه، واعتبرت شبيبة حزب النهج الديمقراطي العمالي أن اعتقاله سياسي، يشكل محاولةً جديدة لترهيب الفنانين وكل المعارضين، خصوصًا التعبيرات الشبابية المناهضة للظلم والاستبداد. وأكدت شبيبة النهج في بلاغ لها أن اعتقال "بوز فلو" يشكل اعتداءً ظالمًا على الحق في الفن، الذي يشمل حرية التعبير الفني دون رقابة، وحرية الفنان في الإبداع والتوزيع، وحق الجمهور في الوصول إلى الفن والتفاعل معه.
وقالت الشبيبة إنه وبمهاجمة الفن والفنانين، واشتداد مسلسلات القمع والاعتقالات، يزيد النظام السياسي من خنق هذا الجيل المعذَّب؛ لتنكشف الحقيقة، مرة أخرى، أمام من لا يزال يحتاج إلى دليل، بأن المغرب يقف في دائرة جديدة من أيام الجمر والرصاص. واستشهد البلاغ بقول شكري بلعيد "لا يوجد أي قاضٍ على وجه الأرض لديه القابلية لتقييم قصيدة أو مسرحية أو أغنية أو فيلم؛ فالإبداع يقوّم ويُقيَّم نقديًا من قِبل أهل الاختصاص، لا في المحاكم". وقالت شبيبة النهج إن "أسرداي"، وطوال مساره الفنّي، مارس حقَّه المقدّس في التفكير الحر والإبداع، وكرّس عددًا من أعماله الفنية للتعبير عن همومه وهموم المجتمع، مثل الحق في العيش الكريم، والشغل، ومناهضة التهميش والفوارق المجالية، وحرية التعبير، والتضامن مع المعتقلين السياسيين، ومناهضة الاستبداد، والصراعات الدائمة والمؤلمة التي يُواجهها الشبابُ المغربي اليوم. ولفتت إلى أن اعتقاله يُضاف إلى اعتقالاتٍ سابقة لفناني الرّاب والصحافيين والمناضلين. فقبل أيام قليلة، أدان القضاءُ في الدارالبيضاء الفنانَ حمزة رائد بشهرٍ موقوف التنفيذ وغرامة مالية، بينما يُوزّع القضاءُ أحكامًا ثقيلة وواسعة النطاق على الشباب المعتقلين على خلفية حراك "جيل زيد"، الذي قمعه النظام بشراسة. وعبرت الشبيبة بتضامنها مع "بوز فلو" وطالبت بإطلاق سراحه فورًا، داعية القوى الحقوقية والسياسية والمجتمعية إلى الوقوف إلى جانبه ومساندته، والنضال المشترك من أجل الإفراج عنه. كما جددت شبيبة النهج تضامنها مع جميع المعتقلين السياسيين، بمن فيهم الموقوفون على خلفية حراك "جيل زيد"، ومعتقلو حراك الريف، وسعيدة العلمي، وطالبت بإطلاق سراحهم ووقف المتابعات في حقهم.