جذب سيرجيو راموس قائد ريال مدريد، الأنظار نحوه بتسجيله هدفًا مميزًا في شباك ريال مايوركا أمس الأربعاء، خلال انتصار فريقه 2-0، في إطار منافسات الجولة 31 من الليجا. وبخلاف دور راموس كقائد للفريق ولاعب في خط الدفاع، إلا أنه يُقدم بصمة هجومية مميزة، بتسجيله عدة أهداف ساعدت الميرنجي في صراعه نحو اللقب. راموس في الليجا هذا الموسم شارك في 29 مباراة، ونجح في تسجيل 8 أهداف، أحرز 3 منها عقب عودة النشاط، في شباك إيبار وريال سوسيداد وريال مايوركا. ذكاء واجتهاد منذ رحيل البرتغالي كريستيانو رونالدو عن صفوف ريال مدريد في صيف 2018، أدرك راموس أنه أمام مهمة جديدة لسد ولو جزء بسيط من الفراغ الذي تركه صاروخ ماديرا. وعمل راموس بذكاء واجتهاد على تطوير نفسه بشكل أكبر في تنفيذ ركلات الجزاء، ليُصبح الخيار الأول للمدرب زيدان، في هذا الجانب، واستفاد من ذلك في رفع مُعدل أهدافه. وبالأمس ضد مايوركا فاجأ راموس الجميع، بالتسجيل من ركلة حرة، بشكل غير متوقع، لكن مدربه زيدان أكد في المؤتمر الصحفي عقب المباراة، أنه يتدرب كثيرًا على التسديد بهذه الطريقة، ولم يكن الأمر محض صدفة. ونجح راموس في تحقيق مجد شخصي له، فهو حاليًا أفضل مدافع هداف في تاريخ مباريات الدوري الإسباني برصيد 69 هدفًا، ويحل خلفه بفارق هدفين الهولندي رونالد كومان مدافع برشلونة السابق. وبشكل عام وصل رصيد أهداف راموس مع ريال مدريد والمنتخب الإسباني طوال مسيرته، إلى 118 هدفًا، وهو رقم مميز جدًا بالنسبة لمدافع. الفيلم المُكرر مع اقتراب نهاية عقد راموس، تكثر الشائعات عن رحيله، وحتى اللاعب نفسه كان يلوح بمغادرة برنابيو من أجل الضغط على إدارة النادي لمنحه راتبا أعلى. وحدث ذلك سابقًا عام 2015، حين اشترط الحصول على راتب سنوي بقيمة 10 ملايين يورو، رغم أن النادي قدم له 7.5 مليون يورو فقط، ليضغط وقتها المدافع الإسباني بورقة عرض مانشستر يونايتد، الذي دخل بالفعل في مفاوضات رسمية مع ريال مدريد لضمه. ونجح راموس وقتها في الحصول على ما أراده من فلورينتينو بيريز رئيس النادي، وانتهى أمر تجديد عقده سريعًا. وفي الصيف الماضي، استغل راموس حالة غضب الجماهير من الإدارة بعد المرور من موسم كارثي ورحيل رونالدو، ليُلوح بالعرض الصيني، الذي أكده بيريز، لكنه شدد على عدم وجود أي نية للتفريط في قائد الفريق. حاليًا هناك مفاوضات مبدئية مع راموس للتجديد، والخلاف فقط حول القيمة المالية ومدة العقد، لا سيما أن سياسة النادي تتمثل في عدم التجديد لمن تجاوزت أعمارهم 30 عاما، أكثر من موسم واحد. وتبدو الأمور هذه المرة أكثر هدوءًا من السابق، لا سيما أن راموس يريد استكمال مسيرته الناجحة مع الميرنجي التي استمرت 15 عاما، حقق فيها 22 لقبًا، كما أن النادي متمسك به نظرًا لدوره المهم، لذلك تبدو القضية محسومة، والتجديد بات مسألة وقت ليس أكثر.