شهدت منطقة قلعة مكونة ومدينة بومالن دادس أحداثا متوترة على خلفية احتجاجات اجتماعية مشروعة، حيث استغل بعض القاصرين هذه التعبيرات السلمية وحاولوا تحريف مسارها نحو العنف والتخريب ورشق الحجارة، ما أثار استياء واسعا بين الساكنة والمهنيين. وفي هذا الصدد أصدرت جمعيات وممثلو قطاع سيارات الأجرة بكل من قلعة مكونة وبومالن دادس بيانا شديد اللهجة، عبرت فيه عن استنكارها البالغ لما أقدم عليه بعض المنحرفين من محاولات لتشويه المطالب الاجتماعية العادلة عبر الانزلاق إلى أعمال عنف وتخريب، مؤكدة أن مثل هذه السلوكات لا تخدم إلا أجندات ضيقة وتسيء إلى سمعة أبناء الإقليم المعروفين بروح الوطنية والمسؤولية. وأكد البيان دعم الجمعيات للمطالب العادلة للشباب والمواطنين، خاصة في ما يتعلق بتحسين الخدمات الصحية وتطوير التعليم وضمان شروط العيش الكريم، مبرزا أن السلمية والحوار هما السبيل الحضاري الوحيد للتعبير عن هذه المطالب وليس العنف أو الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة. وأدانت الجمعيات المهنية الأفعال التخريبية التي رافقت بعض المظاهرات، مطالبة بمتابعة المتورطين قضائيا، مع تجديد دعمها لحق الاحتجاج السلمي باعتباره حقا دستوريا مكفولا. كما دعت السلطات العمومية إلى التعامل بعقلانية مع المطالب المطروحة وتفعيل قنوات الحوار بما يجنّب المنطقة التوتر. واختتم البيان بدعوة الجميع إلى التحلي بضبط النفس والابتعاد عن كل مظاهر الانفعال والعنف، والتشبث بخيار السلمية كطريق وحيد لتحقيق الإصلاح والتنمية، مؤكدًا أن الوطن لا يمكن أن يُبنى إلا بروح المسؤولية والتعاون الجماعي.