استنكر العديد من الفنانين الامازيغ إقصائهم من المشاركة في "حفل التسامح"، الدي نظم بمدينة أكادير يوم السبت الماضي، من طرف القناة الثانية المغربية والقناة الأولى الفرنسية. وعبر فنانون أمازيغ، عن استنكارهم الشديد وتنديدهم بالإقصاء والتهميش المفروض على الفن والأغنية الأمازيغية من طرف منظمي ما سمي ب"حفل التسامح"، الذي لا يحمل من صفات التسامح إلا الاسم، لأنه لا يحترم الهوية والخصوصية الثقافية لمدينة أكادير، تحت ذريعة تشجيع السياحة. وأضافت المصادر نفسها، في تصريحات للجريدة، أن الفنانين الامازيغ لا يقبلون تهميشهم في عقر دارهم، في حفل يزعم أصحابه أنه مخصص "للتسامح ونبذ الكراهية بين الشعوب". وتساءل فنان أمازيغي كيف يعقل أن يستدعي المنظمون فنانين من مختلف أرجاء المعمور، ويمارسون الإقصاء على أهل الفن بعاصمة سوس، مضيفا أن المنطق لا يقبل أن توجه الدعوة إلى أشباه الفنانين مثل خريجي برنامج "أستوديو دوزيم" الذي تنتجه القناة الثانية، مع إقصاء تام للفنانين الامازيغ، الذين يمارسون في الميدان الفني منذ عقود، حتى قبل ظهور القناة الثانية. كما استنكر ممثلو وسائل الإعلام التعتيم الذي ضربه المنظمون حول دورة هذه السنة بعدم عقد ندوة صحفية قبل الحفل وعدم السماح لهم مقابلة الفنانين المشاركين في التظاهرة، كما امتنعوا على تنوير وسائل الإعلام حول الميزانية المخصصة لاستقدام فنانين من العيار الثقيل أمثال هيفاء وهبي وفضيل. ويذكر أن حوالي 80 ألف متفرج حسب مصدر امني رفيع، وليس 200 ألف كما ذكر المنظمون ،تابعوا سهرة التسامح الخالية من التسامح كما علق احد المتتبعين بسبب عدم احترام هذا العدد الكبير من الجمهور الذي انتظر أكثر من ساعتين قدوم الوفد الرسمي الذي تقدمه على الخصوص وزير السياحة محمد بوسعيد ووزير الفلاحة، ولوحظ من بين الوفد رشيدة داتي رفقة الوزير عزيز اخنوش والتي انسحبت لحظات قليلة بعد انطلاق الحفل. شارك في حفل هذا العام الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي، التي استقبلت بالصفير من طرف جمهورالشباب الذي كان ينتظر الشاب فضيل بشغف قل نظيره ، إلى جانب نخبة من الفنانين الفرنسيين والعالميين مثل طوكيو هوتيل وديامز وبوب سنكلر ومارك لافوان وليونا لويس وفلوران بانيي وناتالي أبمروجاليا ورونان لوس. ومن المنتظر أن تنقل القناتان الثانية المغربية و" إم 6" الفرنسية ، حسب مصدر من المنظمين وعدد من القنوات الإذاعية والتلفزيونية الفرنسية وقائع هذه التظاهرة الفنية للتعريف بدينامية مدينة أكادير كوجهة سياحية متميزة لاستقطاب المزيد من السياح وما يترتب عن ذلك من انعكاسات ايجابية على المدينة بصفة خاصة وعلى جهة سوس -ماسة- درعة على العموم ثقافيا وسياحيا واقتصاديا، رغم أن العديد من العاملين في مجال السياحة يستبعدون تأثير هذا الحفل على الحركة السياحية بالمدينة .