لازالت عالقة في ذهن المغاربة الذين عاشوا فترة الطفولة في التسعينات، الكثير من الذكريات العصية على النسيان، خاصة الذكريات المتعلقة بالتلفزة، نظرا لكون فترة التسعينات تعد بمثابة الانطلاقة الحقيقية لغزو أجهزة التلفاز لبيوت الطبقات الفقيرة المغربية. ومن أبرز ما تتذكره هذه الفئة من المغاربة عن فترة التسعينات، هي المسلسلات الامريكولاتينية المدبلجة، التي يسميها المغاربة "المسلسلات المكسيكية"، وأشهرها على الخصوص مسلسل "رهينة الماضي" الذي ذاع صيته في المغرب تحت اسم "كوادالوبي". سبق عرض مسلسل "كوادالوبي" بالقناة الاولى المغربية سنة 1994 عدد من المسلسلات الامريكولاتنية الاخرى، لكن مسلسل كوادالوبي قُدر له شهرة منقطعة النظير بالمغرب بسبب تزامنه، كما سلف الذكر، مع ارتفاع عدد المغاربة المالكين لأجهزة التلفاز في التسعينات مقارنة مع الثمانينات. يقول "خالد، م" من طنجة في دردشة مع جريدة طنجة 24 الرقمية " لازلت أتذكر وأنا طفل أدرس بالثانية ابتدائي آنذاك، كيف كنا نتحلق أمام شاشة التلفاز لنشاهد مسلسل كوادالوبي وألفريدو، كانت الحركة تنعدم تماما في البيت، بل وحتى في دروب وأزقة المدينة القديمة لطنجة كلها". بدورها "مريم " تتفق مع قول "خالد" عبر حوار فايسبوكي مع طنجة 24، مضيفة بخصوص مدى شهرة هذا المسلسل بالقول" الكل كان يتابع كوادالوبي آنذاك، حتى الاسر التي لم تكن تملك جهاز تلفاز.. أتذكر أننا في بيتنا كنا نستقبل عددا من نساء الحي يشاركننا في مشاهدة هذا المسلسل خلال فترات عرضه". ضاحكة أجابت "شيماء" وهي تسترجع ذكرياتها مع مسلسل "كوادالوبي" قائلة لطنجة 24 " آه أيام طفولتي، كوادالوبي وألفريدو، والعمة لويزا، وأوليفيا، ورامون.. أتذكر أنني اشتريت قميصا واكسيسوارات لليد تحمل صور كوادالوبي وألفريدو". هي ذكريات مماثلة تقريبا لذكريات خالد ومريم وشيماء يحملها الالاف من المغاربة عن هذا المسلسل، الذي بلغت شهرته لدرجة أن تم استدعاء الممثلة المكسيكية أديلا نورييغا التي مثلت دور "كوادالوبي" لزيارة المغرب، وشاركت في تقديم جوائز أسبوع الفرس بالرباط في عز شهرة مسلسلها بالمملكة. وكان هذا المسلسل قد عرض أول مرة بالاسبانية كلغة أصلية له سنة 1993 بقناة تيلي موندو، وهو مسلسل أنتجته القناة الاسبانية الاولى بتعاون مع شركة أمريكية تدعى كابيتال فيزيون انترناشيونال، وقد صورت حلقاته بالكامل بمدينة ميامي بفلوريدا الامريكية. وممثلو هذا المسلسل جميعا من المكسيك، ومن أبرزهم بطل المسلسل الشهير بلقب الفريدو، الممثل إيدواردو يانييز، والبطلة كوادالوبي الذي مثلت دورها النجمة المكسيكية أديلا نورييغا. وقد تمت دبلجته إلى العربية في لبنان سنة 1994 من طرف شركة فيلملي. وبدأ عرضه في العالم العربي منذ سنة 1994، وكان القناة الاولى المغربية من أولى القنوات التي بدأت عرضه في هذه الفترة، التي تزامنت مع عرضه في العديد من القنوات العالمية، وهو ما جعله من أشهر المسلسلات في فترة التسعينات، في العالم وليس في المغرب فقط. ورغم أن البعض يعتبر هذا المسلسل مثال من امثلة المسلسلات التي تتنافى مع أخلاق وتقاليد المجتمع المغربي، إلا أنه في الواقع لقي اقبالا منقطع النظير من طرف المغاربة في فترة عرضه، فترة التسعينات التي عشق فيها المغاربة مشاهدة المسلسلات أكثر من أي فترة أخرى.