ذكرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية أن المغرب إلى جانب دول مثل إندونيسيا، فيتنام، المكسيك وبولندا، بات من أبرز القوى الجديدة التي تعيد رسم ملامح التجارة العالمية، في وقت يشهد فيه النظام الاقتصادي الدولي اضطرابا متزايدا بفعل التنافس بين الصينوالولاياتالمتحدة. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الدول الخمس تشترك في موقع جغرافي استراتيجي وكلفة إنتاج منخفضة وانخراط في اتفاقيات تبادل حر متعددة، ما يجعلها وجهة مفضلة للشركات العالمية الراغبة في تقليص اعتمادها على الصين وتنويع سلاسل التوريد. في يوليوز الجاري، استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الإندونيسي برابوو سوبيانتو بمناسبة احتفالات العيد الوطني، مشيدا بالدول التي ترفض منطق الاستقطاب في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. في المقابل، كان الرئيس الإندونيسي قد زار قبل ذلك موسكو للقاء فلاديمير بوتين، ووقع في اليوم نفسه اتفاقا تجاريا مع الولاياتالمتحدة. وفي السياق ذاته، يواصل المغرب تعزيز موقعه كمركز صناعي وتجاري في منطقة جنوب المتوسط، مستفيدا من شبكة واسعة من الاتفاقيات تشمل الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدةوالصين، فضلا عن مشاركته في مبادرة الحزام والطريق الصينية ومنطقة التجارة الحرة القارية الافريقية. وترى لوفيغارو أن هذه القوى الناشئة لا تمثل فقط بديلا عن الاقتصاد الصيني، بل أصبحت نماذج مستقلة لنمو اقتصادي يقوم على التصدير، مع القدرة على المناورة بين الأقطاب الكبرى دون الانحياز الكامل لأي منها. في خضم التوترات الجيوسياسية العالمية، لم يعد الاصطفاف ضمن معسكر واحد استراتيجية ناجعة، بل باتت القدرة على التوازن والانفتاح على الجميع طريقا نحو الاستقلال الاقتصادي وتحقيق مصالح وطنية أكثر مرونة.