بعد سنتين من الارتفاع الحاد الذي أثقل كاهل الأسر المغربية، سجلت أسعار زيت الزيتون خلال الأيام الأخيرة تراجعا ملحوظا أعاد قدرا من التوازن إلى السوق وبعث ارتياحا في صفوف المستهلكين. وأفادت مصادر محلية بأن هذا الانخفاض شمل عددا من الجهات، في مقدمتها جهة مراكشآسفي، التي تعد من أبرز مناطق إنتاج الزيتون بالمملكة. ووفق معطيات ميدانية، تراجع سعر لتر زيت الزيتون من نحو 120 درهما خلال سنة 2024 إلى ما يقارب 40 درهما في بعض الأسواق، أي بانخفاض يناهز 70 في المائة، وهو مستوى لم يسجل منذ سنوات، بعد فترة طويلة من الارتفاع غير المسبوق. ويرجع مهنيون هذا التراجع إلى وفرة العرض المرتبطة بموسم فلاحي استثنائي خلال سنة 2025، عقب موسم ضعيف السنة الماضية. وساهمت الظروف المناخية الملائمة، من تساقطات مطرية كافية في بداية الموسم ودرجات حرارة معتدلة، في استعادة أشجار الزيتون لنشاطها، ما انعكس إيجابا على حجم وجودة المحصول. وعلى ضوء ذلك، تشهد المعاصر التقليدية والعصرية نشاطا مكثفا، حيث تعمل بطاقتها القصوى وسط أجواء من التفاؤل في صفوف الفلاحين والمنتجين، الذين يرون في هذا الموسم فرصة لإعادة الاستقرار إلى السوق، بما يحقق التوازن بين مصلحة المنتج وقدرة المستهلك الشرائية. وفي هذا السياق، توقع وزير الفلاحة أحمد البواري أن يبلغ إنتاج الزيتون خلال الموسم الجاري حوالي مليوني طن، أي ما يعادل ضعف إنتاج سنة 2024. وأوضح أن سعر الكيلوغرام من الزيتون لن يتجاوز 5 دراهم، مقابل ما بين 13 و15 درهما خلال الموسم الماضي، معتبرا ذلك مؤشرا إيجابيا على عودة التوازن إلى واحدة من أكثر المواد استهلاكا في البيوت المغربية.