يثير تصريح فتح الله ارسلان، نائب الامين العام الناطق الرسمي باسم جماعة العدل والاحسان، مجموعة من التساؤلات حول النوايا الحقيقة للجماعة وكذا بعض الخرجات الاعلامية لمسؤوليها بعد تراجع "إشعاعها"، بسبب مواقفها المتحجرة تجاه المؤسسات والمجتمع، قبل ان تصاب بنكسة بعد وفاة زعيمها عبد السلام ياسين.
الجماعة تحاول دائما تعليق مشكلها الداخلي، على شماعة القمع والمنع الذي تواجه به من طرف "المخزن" الذي يرفض السماح لها بتأسيس حزب سياسي.
مناسبة هذا القول هو إعلان الجماعة أنها لا تمانع في التحول إلى حزب سياسي إذا ما رفعت الدولة الخطوط الحمراء أمام تأسيس الأحزاب السياسية في البلاد. حيث قال فتح الله ارسلان إن تحول الجماعة الى حزب سياسي ليس مشكلة الجماعة "بل هي مشكلة الدولة التي لا ترخّص لإنشاء حزب إلا لمن خضع للخطوط الحمراء الموضوعة سلفاً".
ويتضح من خلال قول ارسلان ان هذا الاخير، ومعه الجماعة، لا يريدون الاقتناع بأن هناك دستور في االبلاد وهناك قوانين ومؤسسات وجب احترامها من طرف الجميع وبالتالي فإن تأسيس الاحزاب السياسية يخضع على ضوابط كما هو الشان في جميع الدول الديمقراطية، وليس لأهواء الجماعة التي لا تعترف بالمؤسسات وفي المقابل تريد ممارسة السياسة بشروطها الخاصة وهو لعمري عين السريالية.
وما على المتتبع إلا العودة إلى اقوال كبيرهم، بعد وفاة الزعيم الروحي للجماعة، حيث قال العبادي ان "أدنى رجل في الجماعة يمكنه أن يسير دولة، ورئيس أكبر دولة لا يصلح لأن يكون حارس عمارة في الدولة التي ننشدها"؟ إنه وهم تعيشه الجماعة المكونة من الجهلة، حيث تفتقر لأي مشروع فكري يحمله هؤلاء الذين يقودون جماعة تحاول تربية مريديها على الوهم في قومة قادمة بعد ان كذبت تنبؤات زعيمها سنة 2006 .
وفي محاولة لتغطية فشلهم الذريع في صنع رمز آخر كعبد السلام ياسين، يقوم المسؤولون في الجماعة بإعطاء تصريحات ليس لها ما يسندها في الواقع..
في تبريره رفض الجماعة التحول إلى حزب سياسي قال ارسلان، في حوار مع إحدى الصحف العربية، "إن مشكلة العمل الحزبي بالمغرب ليست القانون والدستور بل التعليمات التي يصدرها الحاكمون الحقيقيون بالبلاد"، و"لو كان الأمر يتعلق بقانون ودستور لتحولنا إلى حزب سياسي منذ زمان".
إن قول ارسلان هذا لا يستقيم لأن الجماعة لو ارادت ان تتحول على حزب سياسي وكانت بالفعل تؤمن بالديمقراطية ودولة المؤسسات لفعلت ذلك منذ زمان إلا انها بفعل معاكستها التيار وضربها لكل مقومات الدولة الديمقراطية تحاول التهرب من المسالة باختلاق الاعذار ورمي الكرة في ملعب الدولة التي تحاول الجماعة إلصاق جميع الموبقات بها، وكأن اعضاء الجماعة هم ملائكة على الارض وليسوا بشرا.
ثم ما معنى قول أرسلان بخصوص موقف الجماعة من الملكية في المغرب، بأن عدم اعتراف الجماعة بالنظام الملكي مجرد رأي سلمي "من واجب الدولة ان تضمن لأصحابه حرية التعبير". كيف يمكن ان نعتبر قولا يضرب في مقومات الدولة ويحاول الخروج على ما اجمع عليه المغاربة مجرد رأي..؟
إنها اسئلة كثيرة تحوم حول الجماعة التي أظهرت وفاة ياسين الوجه الحقيقي للانقلابيين داخل الجماعة.
إن على ارسلان، الذي لم يسبق له ان مارس مهنة في حياته ويتمتع براحة بيولوجية، أن يعرف بانه قد صنف نفسه، من خلال موقفه هذا، ضد المغاربة واقتناعاته وقناعاتهم. وان الذين كانوا يحترمونه، إنما كانوا يفعلون ذلك من أجل روح ياسين فقط. وأن الجلدة لن تباس مستقبلا من أجل الكتاب..
وليعرف ارسلان، ومن يختبئ في جلبابه المتقوب، ان المغاربة "عايقين بزاف"، وأن من يريد الفتنة نارا تلهب المغاربة ستشتعل فيه هو الاول، وستكون البداية من اللّحى التي تحولت الى مواقد نار، يخيفوننا بها في كل مناسبة، حيث لم يعد أحد يتقبل هذا الامر.. لقد ضاق المغاربة درعا من كل هذه الحكرة..