انتقد النقيب محمد زيان المنسق الوطني للحزب الليبرالي المغربي موقف حكومة بنكيران والأحزاب السياسية، من قضية صخرة غمارة الواقعة بين مدينتي الحسيمة وسبتة المحتلة، والتي دخلها سبعة شبان مغاربة، يوم الأربعاء الماضي في حدود السادسة صباحا مستغلين نوم عناصر الجيش الإسباني المكلفين بمراقبة الصخرة، وقال زيان في تصريح لجريدة "النهار المغربية"، إن وزارة الخارجية المغربية لم تكن على علم بالواقعة، ولا توجد لديها أي معطيات عن هذه الصخرة التي أكد زيان أنها تعتبر مخبأ استراتيجيا لتجار المخدرات وبتواطئ مع الجنود الإسبان. وأوضح الأستاذ زيان، أن صخرة اغمارة توجد داخل التراب المغربي، حيث ابتلع البحر طريقا كانت تصل الصخرة بالتراب المغربي، موضحا أنه بعد زلزال الحسيمة الذي ضرب المنطقة سنة 2004، ظهرت الطريق من جديد بعدما انحسر البحر عن الصخرة، حيث كانت الطريق معبدة وتؤكد أن الصخرة هي جزء من التراب المغربي، واستغرب الأستاذ زيان موقف الأحزاب المغربية التي لم تدر بوجود هذه الصخرة، ولا بموقف المجتمع المدني، موضحا أن الحزب الليبرالي كان الوحيد الذي اتخذ موقفا مما حصل وعبر عن رد فعله. وقال زيان إن الصخرة لا فائدة لها، سوى أنها تعتبر ملاذا آمنا لتجار المخدرات، حيث يتم استعمالها كمخزن سري وبدعم من الجنود الإسبان الذين لا يتجاوز عددهم سبعة، موضحا أن الجيش النظامي الإسباني يحمي المهربين وتجار الحشيش، وهو ما يفرض إعادة النظر في وضع هذه الصخرة، من خلال العمل على تسليمها للمغرب حتى تكون مراقبة، وأشار إلى أن مساحتها الإجمالية لا تتعدى 10 هكتارات وهي توجد قبلة سواحل الحسيمة، حيث يمكن الوصول إليها في ظرف عشرة دقائق سباحة. وكشف زيان أن حركة الشباب المغاربة السبعة، كانت مبادرة من أجل دفع الحكومتين المغربية والإسبانية إلى التفكير في وضع هذه المستعمرات التي تضم مجموعة من المدن والجزر والصخور التي حولتها إسبانيا إلى ثكنات عسكرية، تراقب عبرها الحدود البحرية مع المغربية، موضحا أن مبادرة الشباب المغاربة لا يجب أن تتعرض للنسيان، ولابد أن تكون مقدمة لنقاش سياسي تشارك فيها الهيئات والمنظمات الحكومة والمجتمع المدني بما فيه الأحزاب السياسية، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بحدود مشتركة بين أوروبا والمغرب، وهي حدود تؤكد وجود روابط تاريخية تجمع المغرب بشمال حوض البحر الأبيض المتوسط مما يمنحه وضعا جد متقدم، ويجعله مؤهلا للإنضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وقال زيان إنه من مصلحة أوروبا أن يستعيد المغرب سيادته على هذه الجزر والصخور، وذلك لمحاربة التهريب والاتجار الدولي للمخدرات، موضحا أن المغرب لا يمكنه أن ينجح في مساعيه الرامية إلى محاربة المخدرات وإسبانيا تراقب عددا من المواقع الاستراتيجية التي يسهل عبرها ترويج المخدرات وتصديرها إلى أوروبا، مشددا على أن حادث صخرة اغمارة يجب أن يكون درسا لحكومة بنكيران وللأحزاب السياسية من أجل تحريك نقاش دولي حول وضعية هذه المستعمرات. وكان الحزب الليبرالي المغربي أصدر يوم الأربعاء الماضي بلاغا عبر فيه عن موقفه من مبادرة الشبان السبعة، مشددا على ضرورة تحرك الحكومة المغربية لتقوم بواجبها في حماية حقوق وكرامة المغاربة الأربعة المعتقلين والعمل على استرجاعهم من يد السلطات الإسبانية، وعبر الحزب عن أمله في أن تسهم هذه المبادرة في خلق نقاش سياسي، خصوصا أن موقف الشبان المغاربة، أكد أن الشعب المغربي لم ولن ينسى أراضيه المستعمرة من طرف إسبانيا، مشيرا إلى أن الحكومة يجب أن ترتقي إلى مستوى هذا الشعور الوطني بجعل أراضي المغرب المستعمرة إحدى الأولويات. وكانت السلطات الإسبانية اعتقلت أربعة شبان مغاربة من أصل سبعة احتلوا الصخرة، ويتعلق الأمر بكل من يوسف عبو وسمير أزماني وحفيظ عبو وعلي الصغير. يذكر أن إسبانيا تحتل مجموعة من الصخور والجزر المقابلة للسواحل المغربية، ويتعلق الأمر بالجزر الجعفرية والتي تضم ثلاث جزر واحدة حولتها السلطات الإسبانية إلى مقبرة وإثنتان إلى ثكنات عسكرية، إضافة إلى حجرة الحسيمة وجزيرة الحسيمة وحجرة اغمارة القريبة من الحسيمة وجزيرة نقور، وجزيرة الريف الواقعة بين الناظوروالحسيمة وجزيرة ليلى التي تبعد عن المغرب بحوالي 150 مترا وجزيرة باديس الواقعة بين الحيسيمة وسبتة المحتلة.عبد المجيد أشرف